سيناريو عمان... مرفوض

إن كان منتخبنا البحريني يبحث بالفعل عن نقاط المباراة كاملة أمام نظيره العراقي مساء اليوم، فعليه أن يدخل أرضية الملعب بذات الإيقاع الذي أنهى عليه لقاءه الأول أمام حامل اللقب العماني. الأحمر أضاع على نفسه 45 دقيقة في مستهل مشواره بكأس الخليج، واستدرك ما فاته في الحصة الثانية لينجح في إحراز التعادل قبل أن يبدأ بعدها حملة البحث عن هدف الفوز، إلا أن “المطالب لا تأتي بالتمني”... فقد كانت المباراة حينها تلفظ أنفاسها لتنتهي بعد جهد جهيد بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله، واليوم لسنا بحاجة لإعادة السيناريو لأنه مجازفة محفوفة بالمخاطر. اللقاء السابق له ظروفه الخاصة، كونه مباراة افتتاحية وعلى ملعب نجيل صناعي أربك اللاعبين، كما أن المدرب سلمان شريدة ذكر أن الفريق تأثر بالرهبة والخوف وهذا أمر متوقع، ولكن ليعلم الجميع أن مباراة اليوم لن يقبل عذر بعدها، فهي تأتي في وقت أصبحت فيه الأوراق مكشوفة، وقد عرفت المنتخبات بعضها جيداً ويفترض أنها تأقلمت على أرضية الملعب وعلى الأجواء في عدن التي كانت غامضة ومفاجئة لجميع المشاركين بالدورة. واللافت هنا أن الروح المعنوية تبدو مرتفعة لدى لاعبينا، فحسب المعلومات التي استقيتها من مصادري الخاصة، فإن المعسكر البحريني يحفز نفسه لتحقيق النصر على نظيره العراقي في مباراة اليوم، حيث استعاد اللاعبون ثقتهم بأنفسهم بعد العودة القوية أمام حامل اللقب وتعديل النتيجة التي قلبت مجريات المواجهة في الشوط الثاني، لكن هذه المعلومات بقدر ما تشكله من طمأنينة، فإنها أيضا تشكل قلقاً، فكما بلغني أيضا أن البعثة البحرينية عاشت مظاهر الفرح والاحتفالات بعد اللقاء وكأن الفريق حقق فوزاً وليس تعادلاً! ما يتوجب قوله ونحن ننتظر الساعات المقبلة على بدء المواجهة المرتقبة، هو في الواقع أمنيات لا أكثر... أمنيات بأن يكون الجهازان الإداري والفني تمكنا من تحضير الفريق بالشكل المطلوب، حتى يظهر بصورة تليق بأهمية المباراة، فالخسارة أو التعادل - لا سمح الله - ستعني بالضرورة الاقتراب من العودة إلى المنامة بخفي حنين، وهذا ما لا نتمناه، فجميع البحرينيين يرغبون في التتويج بهذه الكأس التي ما زالت عصية علينا منذ 40 سنة. إلى ذلك، سننتظر مباراة بكل شغف، ذلك أنها تشكل تحدياً جديداً أمام كتيبة شريدة التي تحمل على عاتقها طموحات شعب بأكمله... شعب يتابع مشاركة الأحمر بجميع جوارحه، فهو يأمل في أن يتذوق طعم الكأس الغالية التي لم يسبق له أن تذوقها. a7med.karim@gmail.com