تسبب الرئيس الروماني الأسبق الراحل نيكولاي تشاوشيسكو (1918-1989) في تحويل رومانيا إلى مركز جذب سياحي، فقد أصبح السياح الأجانب يقصدون قصره، ومنزل عائلته في مسقط رأسه، والمكان الذي أعدم فيه مع زوجته إيلينا يوم 25 يناير عام 1989 بعد إطاحة نظامه الشيوعي بثورة شعبية.
وتم تحويل القاعدة العسكرية السابقة في تارجوفيست على بعد 100كيلومتر شمال غرب بوخارست، حيث أعدم جنود شبان تشاوشيسكو وإلينا بعد محاكمة ميدانية قصيرة، إلى متحف سيفتح أمام زواره في شهر سبتمبر المقبل.
وقال مدير «متحف تاريخ تارجوفيست» أوفيديو كارستيتنا «لقد تلقينا الكثير من الطلبات من أشخاص يريدون أن يروا الثكنة التي أعدم فيها تشاوشيسكو. هدفنا هو أن نعرض الأمر كما جرى، من دون التعليق على المحاكمة ولا على حياة الزوجين تشاوشيسكو أو فكرة عبادة الشخص».وقال عالم الاجتماع الروماني فاسيل دانسو «كل شعب عليه أن يقرأ بتاريخه، كما هو. لا يمكننا ان نمحو صورة المحاكمة الصورية التي تشير إلى التدني الذي اصاب المجتمع الروماني في تلك الحقبة».
والمقصد الأول للسياح في رومانيا الآن هو «قصر الشعب» الضخم الذي بناه تشاوشيسكو على أنقاض أحد أجمل أحياء بوخارست التاريخية بعد إجلاء نحو 40 ألف شخص هدم منازلهم كي يقام على مساحة 350 ألف متر مربع، ليصبح ثاني أكبر بناء في العالم بعد مبنى وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» في واشنطن. كما يزور كثيرون منزلاً صغيراً في مدينة سكورنيستسي ولد فيه تشاوسيسكو عام 1918، وهو في عهدة أحد اقاربه ويدعى إميل باربيلوسكو. واختلف مختصون بشأن تحويل آثار تشاوشيسكو إلى معالم سياحية. وقالت رئيسة جمعية شركات السياحة الرومانية لوسيا موراريو. «لماذا إحياء هذه الذكريات؟ فيما تتمتع البلاد بثروات طبيعية تجذب السياح مثل دلتا نهر الدانوب المدرج على قائمة التراث العالمي ومحمية ريتيزات الطبيعية». وقال خبير سياحي يدعى ترايان بادولسكو «على رومانيا ان تزيد الأماكن السياحية فيها، بما في ذلك التركيز على تاريخها. لقد ترك تشاوشيسكو بصمته على تاريخ رومانيا، سواء أحببنا ذلك أم لا، وهناك الكثيرون من السياح يريدون تتبع آثاره».
عدد اليوم
