الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سويسرا تخوض «معركة صعبة» لخفض قيمة الفرنك

سويسرا تخوض «معركة صعبة» لخفض قيمة الفرنك
19 أغسطس 2012
تشير الأرقام التي نشرها “بنك سويسرا الوطني” مؤخراً إلى الزيادة الكبيرة في أرصدته باليورو، خلال الربع الثاني من العام الحالي في الوقت الذي يقاوم فيه البنك طلب المستثمرين لاستخدام العملة كملاذ، ويسعى للمحافظة على سقف سعر الفرنك عند 1,20 مقابل الدولار. ودأبت سويسرا على جمع كميات كبيرة من احتياطي النقد الأجنبي بسرعة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، مما جعل الخبراء يطلقون عليها اسم “الصين الجديدة”. وتملك البلاد نحو 365 مليار فرنك (374 مليار دولار) من العملات الأجنبية ما يجعلها سادس أكبر دولة من حيث الاحتياطي النقدي في العالم، خلف الصين واليابان والسعودية وروسيا وتايوان. لكن بدأت تكاليف حماية سقف الفرنك تنعكس بوضوح. وتعني سياسة “بنك سويسرا الوطني” الهادفة لإضعاف الفرنك، جمع كميات من اليورو بسرعة، إلى الحد الذي لم يعد معه قادراً على التخلص منها بالسرعة المطلوبة. ويكمن الخطر في ارتفاع نسبة احتياطيه من اليورو من 51% عند نهاية الربع الأول إلى 60% بحلول شهر يونيو. ويرى المحللون أن في ذلك إشارة تحذيرية تؤكد الصعوبة التي واجهها البنك في إعادة موازنة أصوله. ويعتبر الفائض في الاحتياطي من المشاكل حديثة العهد نسبياً في سويسرا. وفي حين حدد البنك سقف السعر مقابل اليورو في سبتمبر الماضي، لم يكن من الضروري شراء اليورو بغرض حماية الفرنك، حتى تفاقمت أزمة الديون الأوروبية في الربع الثاني من هذه السنة. وفي حقيقة الأمر، تمت إضافة كل هذا الكم من اليورو للبنك في شهري مايو ويونيو عندما انخرطت سويسرا في موجة شراء بغرض إضعاف الفرنك، حتى تتمكن من التصدي للطلب المتزايد من قبل المستثمرين الباحثين عن ملاذ في أوروبا. لكن لم تنعكس موجة الشراء هذه على قيمة الفرنك. وتم تداول الفرنك منذ شهر أبريل الماضي عند حدود سقفه مقابل اليورو البالغ نحو 1,20. لكن بدأ البنك وبالرصيد الذي يملكه من احتياطي النقد الأجنبي في عكس صورة مختلفة في يونيو، حيث أقدم على شراء اليورو بقيمة قدرها 60 مليار فرنك في مايو وحده لإعادة الفرنك للقيمة التي كان عليها في السابق. وتؤكد تقديرات المحللين أن البنك يقوم بشراء ما يساوي نحو 3 مليارات فرنك من عملة اليورو يومياً. وذكرت ألسا ليجنوس، محللة العملات الأجنبية لدى بنك “أر بي سي كابيتال ماركتس” الاستثماري، أنه في حالة استمرار شراء البنك لليورو بهذه الوتيرة المتسارعة، من المتوقع أن تتجاوز سويسرا الصين التي تملك أكبر احتياطي من النقد الأجنبي في العالم بنحو 3,24 تريليون دولار. وحوَّل هذا الكم الكبير من النقد الأجنبي، “بنك سويسرا الوطني” إلى قوة ضخمة في أسواق “الفوركس”، في وقت يحاول فيه التخلص من بعض اليورو لإعادة توازن أصوله. ويعتقد المحللون أن البنك مسؤول عن بعض التحركات غير العادية في أسواق العملات منذ بدء عمليات بيع اليورو في مايو الماضي. وزاد البنك من حجم أرصدته من العملات الأخرى خلال الربع الثاني من 3% إلى 4%، مثل الكرونة السويدية والدولار الكندي والدولار الأسترالي والكرونة الدنماركية والون الكوري الجنوبي والدولار السنغافوري. كما يعتقد البعض أن البنك ساهم في القوة غير الطبيعية التي اكتسبتها العملات الثلاث الأولى. ومع ذلك، لا يزال البنك غير قادر على التحرك بالسرعة التي توقعها الكثيرون. وتوقع العديد من المحللين أنه سيحافظ على معدل كمية اليورو التي بحوزته عند حدود 50%. وتشير آخر البيانات إلى أن البنك يملك في ميزانيته مجموعة كبيرة من الأصول عديمة القيمة، في وقت يسعى فيه معظم المستثمرين الآخرين للتخلص مما يملكونه من عملة اليورو. ويرى جيوفري يو، محلل العملات لدى بنك “يو بي أس”، أن “بنك سويسرا الوطني” ببيعه لليورو بنفس السرعة التي يشتريه بها، ربما يقود إلى المزيد من الضغوطات وعدم الاستقرار على العملة الموحدة. كما ينعكس ذلك سلباً على بعض البنوك المركزية التي تواجه طلباً متزايداً على عملاتها. وذكر بعض المحللين أنه يترتب على البنك للعودة لنفس مستوى نسبة أرصدته من العملات الأجنبية في الربع الأول، بيع ما يساوي نحو 20 مليار فرنك من اليورو وعدم شراء المزيد منها، الخطوة التي من شأنها مساعدة اليورو على خفض قيمته مقابل العملات الكبيرة الأخرى مثل الدولار. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©