السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمية بعلبكي: لأني معنية بالحرب غنيت ضدها

سمية بعلبكي: لأني معنية بالحرب غنيت ضدها
12 نوفمبر 2006 00:23
بيروت ـ هناء علاء الدين: خلال الحرب تباينت الآراء الفنية عما يتصدر شاشات التلفزيون من فيديو كليب وأغنيات وطنية، منها ما يحكي عن الصمت ومنها ما ينادي بالحرية ومنها ما يدعو للبكاء، خصوصاً تلك الأغنيات المصورة التي صوّرت أشلاء الأطفال ووقف أصحابها فوق الدمار· وضمن هذه المعمعة عاد صوت الفنانة سمية بعلبكي ليعيد الى ذاكرة المشاهد فتاة صاحبة طلة جميلة وصوت رائع وأغنية جيدة، وكان لطلتها وقع بين الاصوات، خصوصاً أنها من الاصوات الرافضة لتقديم الأغنية الهابطة· واجب الفنان عن الفجوات التي حصلت في الاغنية الملتزمة تحدثت سمية بعلبكي لـ ''دنيا الاتحاد'' فقالت: ''كنت معنية بشكل مباشر خلال الحرب، لهذا أعرف شعور الناس ومآسيهم، وجاء الفن الهابط ليزيد الأزمات، وقد ساعدت الفوضى على شيوع هذا النوع من الفن الهابط من قبل بعض المعتدين على المهنة، وهو أمر لم يشهد له مثيل في العالم العربي، فعلى الرغم من كل هذه الحروب في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسودان، كنا نجد أن الجو الفني سليم نسبيا· ونعرف أن حالات الازدهار أو الانحدار تؤدي إلى فن يصف الحالة، ومنذ بدأ هذا العدوان ظهرت حقيقة الوضع التي فيها الكثير من التناقضات، حتى في هذه المأساة رأينا ركوباً ''للموجة''، ومع ذلك تظل هناك حالات مضيئة''· وتتابع سمية بعلبكي: لدينا حالات مشرّفة من فنانين لبنانيين وعرب وكان لهم وقفة عظيمة وجميلة، وأنا كلبنانية وجنوبية، لا أنتقد كفنانة، وإنما كمواطنة· وقد سأل البعض: ماذا يفعل الفنان في الحرب؟ هو إنسان مثل الجميع ولديه واجبات تجاه وطنه وشعبه، وفي المقابل هناك بعض المتعدين على هذه المهنة ويشوهون صورة الفن وصورة المرأة العربية واللبنانية تحديداً، وهؤلاء رأيناهم يصطحبون الكاميرات معهم ويكتبون اسماءهم على صناديق المساعدات وينادون بلبنان على جرح الناس، وكانت الصورة كاريكاتورية، فمن يريد أن يقوم بواجبه فليفعله بصمت دون ضجة، وليس أن نغني ونتأوه على جرح الوطن ونحن نرتدي التنورة القصيرة، فهذا أمر مضحك· وأكرر أعطي رأيي كمواطنة وليس كفنانة، فهناك فنانون عملوا بصمت وبالخفاء واعتبروه واجبا يشكرون عليه''· بين الصاعد والهابط وعن فرصة تغيير الوضع وإثبات فنها بوجه الأغاني الهابطة قالت: ''منذ صغري أعتبر نفسي مستقرة على وضعي، فإن أتى فن صاعد أو هابط أبقى في مكاني ومكانتي الفنية، ومنذ فترة كنت غائبة عن الساحة الفنية لظروف فنية لكنني كنت أحضر في الكواليس لإطلالتي الجديدة على الساحة للتعويض عن اللحظات التي فاتتني، وقد قرأت في أحد المقالات سؤال يقول: ''أمن المفروض أن نطلب حرباً كي تظهر لنا الأصوات الجميلة والفن الجيد؟'' وهذا الكلام فيه ألم وصرخة· وأنا قبلت الإطلالة خلال الحرب لأن لدي قضية دائمة لذا أتيت الى الساحة، ولم آتِ كي أواكب الموجة، بل بسبب جزء من إيماني بفني بأن أوصل صوتي ولأنني أريد أن أشعر بأنني أقوم بعمل ما، أبعد من الكلام، وإيصال الكلمة والرسالة بشكل راق من دون أن يكون همي أن أهرع لأداء أغنية جديدة، لأن في أرشيفي الكثير من الأغنيات الوطنية منذ خمسة عشر سنة، ولن أتوقف عن الأغنية الجيدة سواء أكانت عاطفية أو وطنية مثل ''اسمي جنوبية'' و''نجمة صور ـ نور''، لأنه بالأغنية الجيدة ذات المغزى والمعنى والموسيقى نتحدى ونصحح الأمور''· وعن الثغرة التي أحدثتها الحرب الأخيرة من متغيرات في الأغنية العربية واستغلالها وأسلوب إنتاجها قالت سمية: ''على رغم أنني صبية وأخاطب جيلي وليس لدي إطار تقليدي اجلس فيه، فأنا أؤيد كل التطور في الموسيقى، بينما لا أستطيع أن أتكلم عن التفاصيل لأن كل الناس يعرفونها، وبرأيي أن صوتي لم يصل بعد الى الشخص الذي يقدره· وصراحة هناك شركة إنتاج جديدة (في إشارة الى الشركة التي أنتجت لماجدة الرومي) أعقد عليها الآمال بتحسين وتحصين الفن وأتمنى أن يقرأوا ويسمعوا صوتي، لأنها أعطت بوادر أمل لأشخاص يريدون العمل لفن راقٍ وجيد''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©