الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنا واسمي!

أنا واسمي!
2 مارس 2009 01:05
إن اسم المولود من أهم الأمور التي تشغل الآباء والأمهات عندما ينتظرون مولودهم الجديد و يبحثون عن الاسم هنا وهناك، والبعض يختار لهم أسماءً لا تليق، أو تحمل إيماءات معينة، أو تشبيهات قبيحة، أو دلالات مخزية· أو الأسماء المزدوجة التي تطلق على الذكور والإناث مما يضع صاحبها في مواقف محرجة وذات تأثير سلبي، وأيضا هناك من يختار لأطفاله أسماءً قبيحة اعتقاداً منهم في أنها تبعد الحسد عن المولود، فنجد من يسمي ابنه ''زبالة''، أو''بطيخة''أو غير ذلك من نعوت تظل مسار سخرية وتهكم ، وتضفي أحاسيس الدونية عند الطفل عندما يكبر·فنحن نعلم أن شخصية الإنسان تتكون خلال السنوات الخمس الأولى من عمره وتتبلور خلال مرحلة المراهقة من خلال صراع الهوية ، وهناك دراسة حديثة أشارت إلى أن 2,3 من المتحولين للجنس الآخر كانت أسماؤهم مشتركة مما يدل على تأثير الاسم على قبول الشخص لجنسه· نعم·· إن الإنسان هو الذي يصنع الاسم، لكن هناك أسماء ترفع من أصحابها وعليهم العمل على ثبات تلك المكانة، وهناك أسماء تقلل من شأن أصحابها وعليهم أن يجاهدوا حتى يصلوا إلى ما يرغبون، فماضي الإنسان يمكن أن يخفيه إذا كان غير راض عنه، لكن كيف ·· وأين يهرب من اسمه إذا لم يحبه أو يقبله وأصبح ثقيلا عليه ويسبب له الكثير من المشاكل ؟ فهناك من يلجأ إلي المحاكم لتغيير اسمه، وهذه طريقة طويلة تدخله في مشاكل تحويل كل الأوراق الثبوتية الرسمية و الشهادات العلمية ، وهناك من يستبدلون الاسم الحقيقي باسم ''شهرة''يحب أن يطلقه على نفسه ويستخدم بين الأهل والأصدقاء بعيداًعن الأوراق الرسمية، مما يجعله يعيش حالة من الازدواجية وعدم التكيف والتوافق النفسي، وهو أسلوب من أساليب الحيل الدفاعية الوقتية ويعتبر حلاً مؤقتاً للمشكلة· وهناك من يتكيف ويتوافق مع الاسم، وهذا الأسلوب يحتاج من الآباء الوقوف بجانب أبنائهم حتى يتعلموا كيف يقابلون الاستهزاء و ضحكات السخرية التي تسببها أسماؤهم بعقلانية، بل والرد عليها بطريقة توضح أنه لم يتأثر بهذا الأسلوب وعليه أن يجتهد ويبرز في جانب ما فني، أو رياضي أو دراسي حتى يرتبط هذا الاسم بالأعمال الناجحة ومن ثم على الآباء أن يترفقوا بأبنائهم ويحسنوا اختيار أسمائهم الذي هو حق طبيعي مفروض عليهم، فلا لأبنائهم ذنب حتى يحملون تلك الأسماء المشوهة، التي لايجنون من ورائها إلا الصراعات والمشاكل· الدكتورة عبلة مرجان استشارية العلاقات الأسرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©