السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أحلام باردة» للطلاب النازحين في المحافظات العراقية

«أحلام باردة» للطلاب النازحين في المحافظات العراقية
15 سبتمبر 2014 01:05
شعرت ‏??هدى? ?بالفرح ?الغامر ?عندما ?علمت ?أن ?عائلتها ?تنوي ?الانتقال ?إلى ?بغداد، ?تاركة ?وراءها ?مئات ?الصور ?والأحزان ?في ?مخيم «?الخازر» ?الواقع ?بين ?مدينتي ?الموصل ?وأربيل ?شمالي ?العراق. و?هدى ?طالبة ?في ?المرحلة ?الإعدادية ?كانت ?من ?متفوقات ?مدرستها ?في ? ?الموصل ?ونزحت من المدينة مع عائلتها ?بعد ?سيطرة ?مسلحي تنظيم «?داعش» عليها ?في ?شهر يونيو ?الماضي. الهروب ?من ?الموت ?لم ?يكن ?أصعب ?من ?العيش ?المضني ?والحرمان ?والخوف ?من ?المصير ?المجهول ?الذي ?لاقته ?عائلة ?هدى، ?حالها ?حال ?بقية العائلات النازحة إلى المخيم ?بعد ?ان ?تقطعت ?بهما ?سبل ?العيش ?الكريم. ?فالحكومات المحلية فيرقليم كردستان ومحافظة نينوى شمالي العراق ?والحكومة ?العراقية المركزية ?والمنظمات ?الدولية ?لم ?تلتفت إلى النازحين إلا ?بعد ?وقت ?طويل ?وكان ?أهالي ?المناطق ?القريبة ?من ?المخيم ?هم ?من ?يقوم ?بمساعدتهم ?يومياً ?ولو ?بأبسط ?ما يملكون. معاناة هدى لم تتوقف عند هذا الحد. فقصتها تشبه قصة مئات الطلبة الفارين من الموت والذين انتشرو في عموم العراق بحثاً عن الأمن تاركين وراءهم أحلامهم بمستقبل دراسي قد يحقق لهم شيئاً من طموحاتهم. وتقول هدى: إن عائلتها جاءت إلى بغداد منذ وقت قريب واستقرت عند حد أقاربهم في محاولة للتسجيل مع إخوتها الأربعة في مدارس وجامعات بغداد لكنها، في الوقت نفسه، تشعر بالخوف من عدم تمكنها من ذلك لأن وقت التسجيل قد فات وبدأ العام الدراسي الجديد في إقليم كردستان في العاشر من شهر ?سبتمبر الجاري، ?بينما ?يبدأ في ?بقية ?المحافظات العراقية ?بما ?فيها ?بغداد ? يوم ?الحادي ?والعشرين ?من ?الشهر نفسه?. ?وقال ?مسؤول ?في ?وزارة ?التربية ?العراقية، ?رفض ?الكشف ?عن ?اسمه، ?اكثر ?من ?12 ?طالباً ?وطالبة ?من ?النازحين ?يواجهون ?مصيرا ?مجهولا ?بالنسبة ?لدراستهم، ?إضافة ?إلى ?أن ?العديد ?من ?المدارس ?في ?عموم ?المحافظات ??مازالت ?مأوى ?للنازحين الهاربين ?من ?العمليات ?العسكرية ?ومن ?تهديد ?التنظيمات ?المسلحة ? ?وخصوصا ?في ?محافظات نينوى ?وديالى ?وصلاح ?الدين ?والأنبار?. وحسب إحصاءلت الأمم المتحدة، هناك كثر من 1,8 مليون نازح في العراق والعدد قابل للزيادة. وذكر مسؤول عراقي أن الحكومة العراقية ستواجه مشكلة كبيرة بهذا الخصوص فهي لاتستطيع اعادة النازحين إلى ديارهم مع استمرار الأعمال العسكرية ولا تستطيع توفير سكن للنازحين بدلا عن المدارس التي يمكثون فيها. أضاف أن الطلبة النازحين لا يستتطيعون الالتحاق بالمدارس في المدن، لأن‏? ?المخيمات ?بعيدة ?عنها ?والسلطات ?لاتستطيع ?فتح ?مدارس ?داخل ?المخيمات . وعبر صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» ?عن ?قلقه ?من تعذر ?استمرار? ?التعليم ?سواء ?لطلاب ?المدارس ?التي ?يشغلها ?النازحون ?أو ?لأبناء? ?العائلات ?النازحة. ? مشكلة هدى قد تجد الحل في نزوحها الجديد إلى بغداد ولو كان متأخراً، لكن مشكلة محمد البالغ من العمر عشر سنوات قد لا تجد الحل إلا بالعودة إلى دياره، فعائلته الفقيرة لتستطيع السفر الى بغداد والاقامة فيها ولذلك سيبقى في مخيم «بحركة» في أربيل حتى تتحرر دياره ويعود إلى الموصل ويعاود الدراسة فيها. وهو، كما كما أبلغت «الاتحاد» هاتفيا، من المتفوقين ويبكي يومياً بسبب عدم العودة ؤلى مدرسته. وعبرت عائلته عن مخاوفها من الشتاء المقبل وكيف ستحمي أطفالها من برد قارس اعتادته المناطق الشمالية في العراق. لم ?تتوقف ?معاناة الطلبة ?النازحين ?من ?الطلبة ?في ?شمال ?العراق، بل ?توزعوا ?على ?كل ?محافظات ?العراق. وقال ?محافظ ?كربلاء ?علي ?الميالي: ?إن ?محافظته ?استقبلت ?أكثر ?من ?11 ?الف ?عائلة ?نزحت ?من ?مناطق ?تعرضت ?لهجوم ?مسلحي «داعش» وهي ?المحافظة ?بصدد ?وضع ?آلية ?لاستقبال ?أبنائها ?الطلبة ?وقبولهم ?في ?مدارسها. وعقدت وزارة التربية والتعليم ?اجتماعاً ?في ?محافظة ?اربيل ?لمناقشة ?وضع 300 ألف ?طالب نازح في كردستان يحتاجون إلى ?500 ?مدرسة لاستيعابهم. وذكرت أنه سيتم خلال الأيام ?المقبلة ?إ?فراغ 55 مدرسة في بعداد ?من? ?النازحي، كما تبرع «يونيسيف» ???ببناء 4 ?مجمعات مدارس ?في ?النهروان ?ومحافظة ?الأنبار ?وعلى ?طريق ?كربلاء- النجف. ومع الأحلام والآمال بحل مشكلات النازحين مازالت هدى الطالبة المتفوقة من الموصل تحمل أوراقها الثبوتية وتبحث عمن يفتح لها باب المدرسة في صباح أكتوبري لتكتب أول حروف عامها الدراسي بعيدا عن الموت والتهديد وترسم لها ولعائلتها مستقبلاً عراقياً آمناً بعيدا عن كوابيس التنظيمات المسلحة والمليشيات التي عبثت بأمن واستقرار بلادها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©