الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ «الاتحاد»: الحرب ضد «داعش» لن تنجح دون تدخل بري

خبراء لـ «الاتحاد»: الحرب ضد «داعش» لن تنجح دون تدخل بري
15 سبتمبر 2014 01:25
أكد خبراء عسكريون، أن الضربات الجوية على داعش والتي ستنفذها القوات الأميركية من خلال التحالف الدولي، لن تنجح دون تدخل بري، مؤكدين أن العلوم العسكرية والحروب السابقة، أكدت عدم إمكانية حسم الحرب من خلال القوات الجوية فحسب، وتوقعوا استدراج بعض دول التحالف للمشاركة بقوات برية. وقال الخبراء «إن الضربات الجوية ستعمل على تهيئة بيئة مساندة لقوات البشمركة والجيش العراقي وبعض الفصائل المعتدلة في العراق، للتعامل مع «داعش»، فيما تعتمد استراتيجية التحالف على دعم المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها لمواجهة التنظيم الإرهابي»، مشيرين إلى أن توجيه ضربات جوية قاسية لداعش يقوم على المعلومات الاستخباراتية دقيقة حول أماكن تواجد مراكزها ومقاتليها الذين قدرت واشنطن عددهم بأكثر من 30 ألف متطرف. وقال اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية في مصر، إن الضربات الجوية لن تقضي على «داعش»، واصفاً العمليات العسكرية بالعمليات الجراحية اللازمة لاستئصال الأورام الخبيثة والتي تتطلب جراحة عميقة ومكتملة، واعتبر الضربات الجوية تشبه المسكنات في التعامل مع الأورام. وتابع في تصريحات لـ«الاتحاد» عبر الهاتف «إن كل العلوم العسكرية أكدت استحالة حسم المعارك من خلال الضربات الجوية وأنه لابد من تدخل قوات برية، مشيراً إلى أن أميركا تعلم ذلك الأمر جيداً ولديها خبرات سابقة منها الحرب في أفغانستان والعراق. وفسر خلف استراتيجية أميركا بالاعتماد على الضربات الجوية، إلى رغبتها في إقحام واستدراج دول الحلفاء للمشاركة بقوات برية، لافتاً إلى صعوبة قدرة الضربات الجوية على تمييز عناصر غير منظمة على الأرض وسهولة هروب هذه العناصر وتفادي الغارات. وأكد ضرورة أن تتضمن استراتيجية التحالف الدولي للحرب على «داعش»، مناطق في سوريا مسرحاً رئيسياً للعمليات واعتمادها مناطق دعم لوجستي لحركة قوات التحالف والمعارضة السورية على الأرض. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن الضربات الجوية على تنظيم «داعش» في سوريا قد تبدأ خلال 30 يوماً، نقلاً عن مسؤول أميركي أوضح أيضاً «إن الحدود لن توقف الضربات وإن الإدارة ليست في حاجة لإذن من الحكومة السورية عندما يتعلق الأمر بحماية الشعب الأميركي». ويتشكل التحالف الأساسي من 10 دول هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا وتركيا وإيطاليا وبولونيا والدنمارك، وانضمت 30 دولة أخرى كشركاء، منها 10 عربية تعهدت بمحاربة «داعش»، من جانبه، قال رياض قهوجي مدير مركز «إنيجما» للدراسات الدفاعية والاستراتيجية في الإمارات «بإجماع الخبراء العسكريين لن تنجح الضربة الجوية دون تدخل بري يؤدى لنتيجة فعلية في القضاء على (داعش)». وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ما تم الإعلان عنه حول استراتيجية القضاء على «داعش» يكشف عدم رغبة أميركا إدخال قوات برية من جانب دول التحالف والاعتماد على الجيش العراقي وقوات البشمركة والفصائل المعتدلة من مقاتلي المعارضة السورية. وأرجع قهوجي إعلان أميركا أن الحرب على «داعش» تستغرق 3 سنوات إلى أن القوات البرية التي سيتم الاعتماد عليها غير جاهزة وأنها بحاجة للتسليح والتدريب لتتمكن من التعامل مع التنظيم الإرهابي. وأضاف، أن هذه الفترة غير مقبولة وكذلك تنظيم تحالف دولي من 40 دولة، للقضاء على ميليشيا «داعش» لا يتجاوز عددها 30 ألف شخص باعتراف الاستخبارات الأميركية أمر غير منطقي، متسائلاً عن القوة التي تحتاج كل هذا الدعم والتأييد الدولي لمحاربتها في الوقت الذي اجتاحت فيه أميركا العراق في 2003، خلال 3 أسابيع وكان العراق يمتلك جيشا يتكون من مئات الآلاف ولديه عتاد يفوق بكثير العتاد لدى «داعش». وقال قهوجي إن الحرب على «داعش» لها بعد سياسي وآخر عسكري، موضحاً أن استراتيجية التحالف تفتقر للواقعية السياسية والعسكرية وكيف يمكن التوقع بقدرة المعارضة السورية على تحرير مناطق شاسعة يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في سوريا (الرقة ودير الزور والحسكة وحلب) وذلك بالتزامن مع الحرب الشرسة التي تخوضها المعارضة ضد النظام السوري. ومنذ بضعة أسابيع، تشن مقاتلات أميركية طراز «إف إيه 18» وطائرات دون طيار، سلسلة ضربات جوية ضد داعش في شمال العراق وغربه، وأرسل أوباما مئات المستشارين العسكريين الإضافيين إلى العراق، معتبراً أن هذه التعزيزات ضرورية، كما تعتزم الولايات المتحدة مساعدة العراقيين على تعزيز الحرس الوطني. وتساءل قهوجي، عن قوة الثوار السوريين وقدرتهم على محاربة نظام الأسد وتنظيم «داعش» قائلاً «إن هذا التوجه للاعتماد على المعارضة السورية يكشف عن خلل في استراتيجية التحالف». ونوه إلى ضرورة أن تتضمن استراتيجية التحالف بدائل للتعامل مع النظام السوري لمنعه من ضرب الثوار الذين سيتم الاعتماد عليهم في مواجهة «داعش» وذلك من خلال ضغوط سياسية أو فرض حظر جوي لمنطقة العمليات التي ستشهد الحرب على التنظيم الإرهابي، خاصة أن مركز الثقل لـ«داعش» يتواجد في سوريا، موضحاً أنه لا يمكن الحديث عن التنظيم أو التعامل معه دون الحديث عن النظام السوري وأجندة التعامل معه. وأشار قهوجي إلى أن ضرب «داعش» في العراق اعتماداً على الجيش العراقي والبشمركة والفصائل المعتدلة، يتطلب تجهيز الجيش العراقي الوطني بقدرات قتالية عالية والتعامل مع مكونات المجتمع العراقي السني والشيعي وأنه لا يمكن الحديث عن دعم جوي لقوات برية تتكون غالبيتها من الشيعة ضد قوة تعد سنية في نظر البعض وتقوم بتجنيد الشباب في العالم الإسلامي على أنها تخوض حربا ضد المتآمرين. وأرجع دخول الدول العربية في التحالف إلى إعطاء مصداقية لهذا التحالف الذي سيحارب قوة تعتبر نفسها ممثلة عن الإسلام. وطالب باستراتيجية واضحة مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، مشدداً على ضرورة السعي لإنهاء استمرار الدعم الإيراني للميليشيات الشيعية في العراق، مؤكداً وجود التباس في الواقع حول المجموعات المسلحة التي تمارس أعمال العنف والتخريب والقتل. وأوضح أن وجود الميليشيات الشيعية يعزز انتشار الحركات الدموية التي ترفع راية الإسلام السني وأنها نتيجة طبيعة لوجود هذه التنظيمات. وطالب الخبير التحالف الدولي، بوجود آلية للتعامل والتواصل مع إيران من أجل إنهاء واقع نشر ميليشيات شيعية، مشيراً إلى أن عدم وجود إيران في التحالف لا يعني عدم التواصل معها أو استخدام ضغوط عليها واعتبار الميليشيات الموجودة في العراق وسوريا هدفاً شرعياً لعمليات التحالف وأن يضع التحالف هذه الميليشيات ضمن القائمة التي تضم «داعش». وأكد قهوجي أن استهداف «داعش» وحدها سيعطي انطباعاً خاطئاً لدى البعض في أن الحرب الدائرة هي حرب على السنة لخدمة الشيعة، لافتاً إلى أن استراتيجية التحالف لم يعلن منها سوى عنوان واحد هو إضعاف وضرب «داعش» وأن الآلية التي تم تسريبها مليئة بالأخطاء والثغرات واللاواقعية السياسة والعسكرية، متسائلاً عن الآلية التي تتضمن توزيع المهام القتالية في الحرب على التنظيم الإرهابي. وكانت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية ذكرت أن خطاب أوباما بشأن مواجهة «داعش» لم يتطرق إلى خطة احتياطية حال فشلت الخطة الأولى، وأوضحت أن خطة أوباما غالباً لن تنجح، وأن واشنطن لو حصلت على النفط من أماكن أخرى لما تورطت في الحرب في المنطقة على الإرهابيين. واكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تأييد الدول العربية شن حملة عسكرية منسقة ضد «داعش»، قائلاً «إن الدول العربية ستقوم بدور حاسم في التحالف، موضحاً أن دول التحالف لم تتحدث عن إرسال قوات برية، وأن الولايات المتحدة لا تحارب (داعش)، بل تحارب الإرهاب من خلال عملية واسعة النطاق». بدوره، قال العميد نزار عبد القادر الخبير الاستراتيجي في بيروت «إن المعركة البرية يمكن حسمها من خلال استغلال القوات العراقية وقوات البشمركة والفصائل الثورية، للضربات الجوية التي وصفها بأنها ستكون مؤلمة وقاسية حيث ستشمل الضربة الجوية المزيد من الطائرات والقدرات الصاروخية العالية والقاذفات التي لا تستطيع رادارات (داعش) كشفها». وأوضح، أن استراتيجية التحالف تعتمد على خلق بيئة معادية لتنظيم «داعش» في شمال وغرب العراق، مشيراً إلى أن القوة البرية في العراق أكبر من القوة البرية التي اعتمدت عليها أميركا في حربها ضد «طالبان» في أفغانستان. وقال «إن القضاء على (داعش) في العراق يمكن أن تنفيه، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في سوريا»، واصفاً الأمر بالمعقد حيث يوجد نظام لا تريد قوات التحالف التعامل معه أو السماح له بالمشاركة واعتماد القوة البديلة «التنظميات المعتدلة في المعارضة السورية». وتابع عبد القادر «هناك شكوك كبيرة في القيام بمثل هذا العمل في سوريا دون فرض حظر جوي على مناطق تواجد داعش». وأردف «إنه وفقاً للتقارير التي تم تسريبها هناك توجه للتوسع في تعريف الفصائل المعتدلة وسيكون هناك نوع من التسامح للتعامل مع بعض الجماعات الإسلامية مثل حركة (أحرار الشام) وغيرها لتوسيع قدرات القوات الجوية». وأفاد عبد القادر بأن الضربات الجوية المقرر تنفيذها من جانب القوات الأميركية، تستهدف «تسطيح» دفاعات «داعش»، بما يعني وقف قدرته على الحركة والتكتيك والمناورة وتغيير مواقع وساحات المعركة. وأكد أن مرحلة شل حركة «داعش» لم تبدأ وأن تشكيل التحالف يعد النواة الأولى لوقف قدرات التنظيم العسكرية، مشيراً إلى أن القوات الأميركية، ستستخدم طائرات إف 16 وإف 15 وبعض القاذفات غير المرئية لرادارات الجيش السوري و«داعش». ووصف ما تم من ضربات أميركية خلال الفترة الماضية، بأنه مرحلة احتواء الهجوم والتمدد لتنظيم «داعش» حيث بلغ المد لهذا التنظيم قرابة 25 كيلو متراً من إربيل وكذلك مسافة قريبة من بغداد. وحول إعلان الإدارة الأميركية، أن الحرب على «داعش» ستستمر 3 سنوات، أفاد عبد القادر، بأن إعلان الفترة الزمنية يدخل في إطار دعم سياسي للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية العام المقبل، مشيراً إلى أن خطاب أوباما أكد أن حرب «داعش» وغيرها في كل مكان. وقال عبد القادر «تندرج هذه الحرب ضمن الحرب على الإرهاب بصورته الحديثة بدلاً من الصورة التقليدية التي كانت تتمثل في قيام دولة بمحاربة جماعات صغيرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©