الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوثيون يعلقون المفاوضات مع الحكومة اليمنية

الحوثيون يعلقون المفاوضات مع الحكومة اليمنية
15 سبتمبر 2014 01:10
أعلنت جماعة الحوثيين مساء أمس تعليق مفاوضاتها مع الحكومة اليمنية وذلك غداة إطلاق جولة جديدة من المحادثات بإشراف مباشر من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في محاولة دولية لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة في البلاد منذ أسابيع. وقال عضو المجلس السياسي للجماعة، علي البخيتي، في تصريح لـ(الاتحاد):« المفاوضات الآن معلقة حتى أن يتم التحقيق في المجزرة التي ارتكبتها السلطة أمام مجلس الوزراء ووزارة الداخلية» في صنعاء عندما قمعت قوات أمنية متظاهرين سلميين ما أدى إلى مقتل عشرة منهم وجرح آخرين. كما عزا البخيتي تعليق المفاوضات إلى ضرورة أن تبدأ جولة التفاوض الجديدة «من النقطة التي توقفت عنها المفاوضات السابقة». واقترح البخيتي أطلاق حوار جديدة بين الجماعة وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن الذي يمثلها سياسيا حزب التجمع اليمني للإصلاح، «بوصفهما الطرفين الرئيسيين اللذين يخوضان صراعاً مسلحاً على الأرض في محافظة الجوف ومناطق أخرى». ودعا إلى أن يكون هذا الحوار «بمعزل عن الحوار القائم مع السلطة». وقال إن تعثر المفاوضات الحالية بين جماعته والحكومة اليمنية «قد يجر البلد إلى المجهول خصوصا مع قيام إخوان اليمن (الإصلاح) بحشد مقاتلي القاعدة وداعش إلى داخل العاصمة صنعاء» حسب قوله. وكان المتمردون الحوثيون هددوا بالتصعيد ضد الحكومة اليمنية وذلك غداة انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بينهما بإشراف مباشر من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في محاولة دولية لإبعاد شبح الحرب الأهلية بعد تعثر اتفاق تسوية كان قاب قوسين أو أدني لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة في هذا اليمن منذ أسابيع. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر بدأ ليل السبت الأحد «تيسير جولة جديدة من المفاوضات بطلب من الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الراهنة في اليمن». وذكر بيان صادر عن مكتب بن عمر أنه جرى «بحث جميع القضايا العالقة بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي يحظى بتوافق وطني ويكون قابلاً للتنفيذ في أقرب وقت من أجل ضمان أمن اليمن واستقراره». ونبه بن عمر بحسب البيان إلى «خطورة المرحلة، إلا انه أعرب عن ثقته في إمكان التعاون بشكل جدي وبناء والتوافق للإسراع في إيجاد حل سلمي». وكانت المفاوضات بين السلطات اليمنية والمتمردين الحوثيين تعثرت الجمعة، وذلك بعد أن أعلنت مصادر مقربة من الرئاسة التوصل إلى اتفاق مبدئي حول تسوية بين الطرفين. ومن المفترض أن تتناول المفاوضات حاليا تسمية رئيس وزراء جديد في غضون 48 ساعة وخفضاً جديداً لأسعار الوقود، وهما مطلبان رئيسيان للحوثيين الذين يطالبون أيضاً بإدخال تعديلات على قرارات الحوار الوطني الذي اختتم أواخر يناير الماضي. ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس السلطات اليمنية إلى التحقيق فورا في «استخدام القوة المميتة وغير الضرورية» ضد مؤيدي المتمردين الحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي ما أدى إلى مقتل ثمانية متظاهرين وسائق سيارة إسعاف وجرح ما لا يقل عن 67 شخصاً. وقالت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني :«يجب محاسبة عناصر الجيش وقوات الأمن المتورطين في ذلك» داعية القوات الحكومية ومليشيات الحوثي إلى «الكف عن استخدام المدارس لغايات عسكرية، واحترام حقوق جميع الأطفال اليمنيين في التعليم دون الخوف من الهجمات». وقُتل مدني وأصيب آخرون وجنود بمواجهات الثلاثاء الفائت بين قوات الجيش ومسلحين حوثيين حاولوا إغلاق المنفذ الجنوبي للعاصمة صنعاء واحتلوا منشآت حكومية بينها مدارس. وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «يُذكرّنا قيام الجنود اليمنيين بإطلاق الذخيرة الحية على تجمعات سلمية بعمليات قتل المتظاهرين التي تميزت بها محاولات الحكومة السابقة في إخماد انتفاضة 2011» التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي أواخر فبراير 2012. وذكر ستورك أنه يتعين على الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي «أن يتخذ خطوات فورية لضمان محاسبة المسؤولين، وإلا فإن عمليات القتل ستبقى وصمة عار في تاريخه»، حسب قوله. وأضاف :«يتعين على الرئيس هادي أن يثبت أنه مقتنع بضرورة التغيير وملتزم بوضع حدّ لتاريخ طويل من الانتهاكات التي تهدد بتقسيم البلاد». وأكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، أمس، على أهمية مواصلة الجهود لمساعدة اليمن على تخطي الأزمة الراهنة «والمضي في المسار السياسي الذي رسمته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». وجدد الزياني لدى لقائه بمقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض مبعوثه الخاص إلى اليمن صالح عبدالعزيز القنيعير، حصر دول مجلس التعاون على «تقديم كل الدعم للأخوة اليمنيين في هذا الشأن». وبحسب بلاغ صحفي أصدرته الأمانة العامة لمجلس التعاون، فقد عرض مبعوث الأمين العام خلال اللقاء تقريراً حول آخر التطورات على الساحة اليمنية وكذا نتائج زيارته لصنعاء ولقاءاته مع المسؤولين وسفراء مجموعة الدول العشر الداعمة للمبادرة الخليجية. وعلى صعيد متصل، دان الاتحاد الأوروبي، في بيان أصدرته بعثته الدبلوماسية في صنعاء أمس، أي أعمال تستهدف تقويض العملية الانتقالية في اليمن. ودعا البيان الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية، «المنخرطين في المواجهات المسلحة» في شمال اليمن إلى «التخلي عن السلاح وتسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من القوات النظامية» في إشارة إلى معدات عسكرية ثقيلة استولت عليها جماعة الحوثيين بعد سيطرتها على مدينة عمران الشمالية مطلع يوليو الماضي. وحث البيان المكونات اليمنية التي انخرطت في مفاوضات الحوار الوطني العام الماضي، ومن بينها جماعة الحوثيين، على إثبات التزامها بمخرجات الحوار «والإصلاحات الفعالة في القضايا التي تهم الشعب اليمني والمتمثلة بإيجاد حياة كريمة وأفضل للجميع». ومنذ أسابيع، تدور معارك عنيفة بين مليشيات الحوثيين وقبائل مسلحة مسنودة بوحدات من الجيش في محافظتي مأرب والجوف شرق وشمال شرق اليمن. وشن الطيران الحربي، أمس، غارات على مواقع مفترضة للمقاتلين الحوثيين في بلدة «الغيل» وبلدات مجاورة في جنوب محافظة الجوف، حسبما أفاد مصدر أمني محلي لـ(الاتحاد). وأكد المصدر أن غارة واحدة أصابت عن طريق الخطأ، وهي الثانية هذا الأسبوع، منزلا في قرية آهلة بالسكان في بلدة «الخلق» المجاورة ما أدى إلى مقتل مدني على الأقل وجرح 12 آخرين بينهم نساء وأطفال، مشيرا إلى أن مصرع مسلح قبلي وجرح آخرين في المواجهات المسلحة مع الحوثيين في بلدة «الغيل». وطالب بيان صادر عن «اللجان الشعبية»، وهو مسمى القبائل المحلية المتحالفة ضد الحوثيين، الرئيس عبدربه منصور هادي بـ«تحقيق عاجل» في مقتل مدنيين أبرياء في غارات جوية قال إنها تكررت في الآونة الأخيرة وطالت قرى سكنية بعيدة عن مناطق الصراع. وشدد البيان، الذي حصلت (الاتحاد) على نسخة منه، على ضرورة إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق خلال 48 ساعة، مطالبا بـ«وضع حد لهذه التصرفات التي تنم عن سياسة قذرة تهدد السلم الأهلي ولا تخدم إلا أعداء الثورة والجمهورية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©