السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان سراييفو يودع «سمايو المدفعجي»

رمضان سراييفو يودع «سمايو المدفعجي»
19 أغسطس 2012
سراييفو (أ ف ب) - صاح الأطفال “لقد وصل!”، عندما بدأ رجل بشوش في اعتلاء هضبة صغيرة في حصن عثماني قديم يطل على سراييفو، إنه “سمايو المدفعجي” الذي سيعلن في غضون دقائق أعلن آخر إفطار لمسلمي العاصمة البوسنية خلال شهر رمضان. وقال إسماعيل كريفيتش الملقب بـ”سمايو” للأطفال “تحركوا من هنا! لا يمكنني أن أقوم بشيء إذا بقيتم في هذا المكان!”. ووضع ماسورة حديدية يزيد طولها عن المتر على جدار حجري يطل على منظر رائع على سراييفو. وتقع تحته مباشرة أحياء سراييفو العثمانية القديمة، والمبنى الضخم للمكتبة الوطنية الذي لا يزال يخضع لإعادة بنائه بعد 17 عاما على نهاية الحرب الطائفية في البوسنة (1992-1995). ويشكل المسلمون 80% تقريبا من سكان البوسنة البالغ عددهم نحو 3,8 مليون نسمة. ورغم أن الصائمين يشاهدون مغيب الشمس واختفاءها وراء الجبال، إلا انهم لا يصدقون إلا دوي مدفع “زوتا تابيجا” (الحصن الأصفر) والأنوار التي تضاء عندها في المآذن العالية المنتشرة في الأحياء القديمة. ويدرك سمايو ذلك جيدا ولا يتأخر أبدا في مهمته ويقول “إنها مسؤولية كبيرة». فالأكل قبل الموعد يبطل الصيام ويجب عدم المماطلة والتأخر أيضا عن الإفطار. ويؤكد الرجل البالغ 59 عاما “في كل سنة قبل حلول شهر رمضان اذهب إلى صديق ليضبط ساعتي”. وتلتف حول “سمايو” جموع من المسلمين والفضوليين أتوا لتناول الإفطار في الحصن “بأمان”. وقبل المغرب بقليل تتراجع وتشكل نصف دائرة حول سمايو، الذي يذهب لتهيئة المدفع. ويضع الماسورة على الجدار وينظر إلى السماء. ويخرج من حقيبته قنبلة مفرقعات ويضعها داخل المدفع. ومن ثم يوصل المدفع بسلك كهربائي ويبتعد نحو عشرة أمتار عنه. وقبل 15 ثانية من الساعة 19,58 بالتوقيت المحلي يجلس القرفصاء وبيده جهاز تحكم عن بعد. وتصرخ أم في ابنتها “سدي أذنيك” فيما تروح الطفلة تقفز عند سماعها دوي المدفع. وبعد ذلك تضيء المآذن أنوارها ويتصاعد صوت المؤذن. ويرتب سمايو أغراضه فورا فهو صائم أيضا وأفراد العائلة لن يأكلوا من دونه. إلا أنه يقيم على مسافة قريبة ويأخذ بعض الوقت ليفسر للجموع تاريخ “مدفع رمضان” في حصن زوتا تابيجا. وقال المدفعجي “أدرك أني اجلب السعادة الى آلاف المنازل ولا يمكنني أبدا أن أتخلى عن ذلك”. وباشرت الجموع على الهضبة تناول الطعام وقد افترشت الأرض حول الأطباق التي حملتها. وقالت مرسيحا ديلوفيتش (30 عاما) التي أتت مع زوجها “معنى رمضان هو أن نخطو خطوة إضافية نحو الخير والبقاء في هذا الموقع طوال السنة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©