الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

على من يضحك المدربون ؟

على من يضحك المدربون ؟
10 فبراير 2010 22:08
لم نعد نترقب تصريحات المدربين، مثلما كنا نفعل ذلك في وقت ما.. حين كان للكلمة ثمن، وقيمة ودلالة.. حين كانت الكلمة «كالسيف» كما يقولون، وقبل أن تتحول إلى مادة للاستهلاك المحلي.. تماماً مثلما هو حال الإعلانات التي تحاصرنا صباح مساء.. تروج لمنتجات مختلفة وكأن فيها الخلاص، بينما الأمر في حقيقته، ليس إلا تسويقا يدر الملايين على أصحابه، بصرف النظر عن نسبة الحقيقة والمصداقية في خصائص وسمات هذا المنتج أو ذاك. قبل كل موسم.. ينطلق سيل التصريحات والوعود الوردية من قبل المدربين، فالكل يبشر ببطل قادم، والكل عينه على البطولة أو على الأقل يعد بالبعد عن الخطر، وشيئا فشيئا، تتحول الوعود إلى أعذار، قبل أن تسقط الأقنعة وتتبخر الوعود ويساق المدربون أو بعضهم إلى «مقصلة التفنيش»، وعندها، وحين نستعرض مسيرة وكلمات المدرب المقال، لابد وأن نسأل: على من يضحك المدربون، وإلى أي مدى تبدو تصريحات بدايات الموسم منطقية، حتى تستمر كل عام، ومن المسؤول عنها.. هل هو المدرب وحده أم أننا دفعناه إليها وبدونها ربما لن يغرينا شيء في الاستعانة بخدماته، وهل دفع أندوني وعبدالوهاب عبدالقادر والعجلاني مدرب الإمارات وزي ماريو وباكسلدورف وغيرهم ضريبة التفاؤل المفرط الذي لم يرتكز إلى واقع صعب.. ترى من الضحية، وهل يمكن أن يدفع المدرب ثمن كلامه؟ "الاتحاد" فتحت ملف المدربين وتصريحاتهم، حيث تكشفت أمامنا العديد من الوقائع التي تؤكد أن السبب فيما نحن فيه ليس المدربين فقط بل إدارات الأندية التي فتحت خزائن التصريحات على مصراعيها دون مناقشة الأمور بواقعية وعدم اختيار المدربين المناسبين للأهداف المناسبة، بل إن بعض أنديتنا تركت المدربين يتدخلون في كل شيء لدرجة أن هناك مدربين هم الذين يخططون لمسيرة بعض الأندية. من جانبه، قال راشد الزعابي عضومجلس إدارة اتحاد الكرة: هناك عدد كبير من مدربينا لا يعرفون قدرات ولا إمكانات الأندية التي عملوا معها قبل بداية الموسم، ويـأتي المدرب متحمسا ولديه رغبة كبيرة في تحقيق الانتصارات ولكنه عندما يبدأ العمل الفعلي يصطدم بالواقع المرير والذي لم تقم إدارات بتهيئة المدرب للعمل فيه، حتى تكون البداية بين النادي والمدرب مبنية على الوضوح والصراحة، ونجد المدربين يعلنون في البداية أنهم قادمون للمنافسة على البطولة وبعد الهزيمة الأولى والثانية ثم تكرارها تتغير النغمة تماما إلى قضية بناء فريق جديد، وإدارات أنديتنا يقع عليها العبء الكبير في ضحك المدربين علينا من خلال عدم الشفافية الكاملة مع المدربين قبل التعاقد معهم . أضاف الزعابي: المشكلة أننا بدأنا الاحتراف في الإمارات من أعلى نقطة وهذا بالطبع له أضراره الكبيرة، ومن الضروري جدا أن تكون إدارات أنديتنا واقعية في التحدث ونقل الوقائع الحالية للمدرب مهما كان التاريخ السابق لأن المدرب من المفترض عليه أن يعيش الواقع الحالي مع قليل من الماضي. وضرب الزعابي مثلا للتخبط من جانب المدربين والأهواء التي تسيطر عليهم، قائلا: لقد كان لاعب الوصل خالد درويش مثار جدل كبير بينه وبين مدربه الذي رفضه تماما ولم يشارك اللاعب تقريبا في معسكر الإعداد بل إن عددا كبيرا من الأندية رفضت التعامل معه بسبب كلام مدربه لكن تغيرت الأمور وعاد خالد لناديه وأصبح متألقا في نفس الوقت، وتساءل الزعابي: كيف لمدرب يقوم باستبعاد لاعب من ذاكرته في الإعداد للموسم ونجده الآن يعتمد عليه بشكل كبير.. فلماذا هذا التراجع في الأفكار والقرارات. وتعجب الزعابي من وجود "هينك " المدرب الهولندي الجديد للنادي الأهلي على رأس الجهاز في مباراة العين، مؤكدا أنه كان على المدرب أن يجلس في المدرجات ليشاهد الفريق على الطبيعة قبل أن يخوض معهم تدريبين ويدخل بهم في الثالثة مباراة قوية مع فريق بحجم العين ، والخطأ كذلك على إدارة الكرة بالنادي التي دفعت بالمدرب بسرعة إلى الميدان، وقال: لقد شاهدنا عندما تعاقد نادي العين مع البرازيلي سيريزو، كيف جلس المدرب وتابع كل صغيرة وكبيرة ودرس الفريق ثم تولى المهمة بعد ذلك. وأكد عبدالرحمن محمد عضو اللجنة الفنية بنادي النصر أن عمل إدارات أنديتنا مع المدربين قبل بداية الموسم وخلاله عمل عشوائي لعدم وجود خطة واستراتيجية واضحة المعالم حيث تقوم الأندية بتوفير عوامل كثيرة للنجاح ولكنها تترك للمدرب الحبل على الغارب ليفعل ما يشاء. وقال: هناك نوعية من المدربين "بياعين كلام" ونحن في إدارات أنديتنا منحنا المدربين الفرصة لكي يبيعوا لنا هذا الكلام الوهمي، ولماذا يقوم المدرب مثلا بوضع شرط جزائي قاتل قبل التعاقد حتى يضمن المقابل لكن في نفس الوقت عندما يخفق المدرب لا نجد من يحاسبه وفي كل الأمور فالمدرب هو الرابح والأندية هي الخاسرة، ويجب أن تكون العقود المصاغة بين المدرب والنادي جازمة وملزمة للطرفين وليس لطرف على حساب الآخر. عيد باروت: الكثير من التعاقدات إهدار للمال العام دبي ( الاتحاد ) - أكد عيد باروت مدرب فريق الامارات أنه يجب أن يكون المدرب واقعيا في كلامه وتصريحاته وأن يدرس أموره جيدا قبل الموسم، وقال: لا أستطيع القول في بداية الموسم إنني أخطط للتواجد بين الأربعة الأوائل. أضاف: هناك 3 أنواع من التصريحات الخاصة بالمدربين، حيث يقول المدرب الأول إنني أخطط للبطولة والثاني يخطط ليكون من ضمن الأربعة الكبار والصنف الثالث يخطط للبقاء بدوري المحترفين، ونجد المدرب الذي يعد إدارته ببطولة ثم يحدث العكس وتتوالى الخسائر فإن الذي يلام في مثل هذه الأحوال هو المدرب والسبب يرجع إلى عدم وجود النظرة المنطقية من مدربينا لأنديتنا وعدم وضوح الاستراتيجية قبل انطلاق الموسم وعدم الاتفاق على أوضاع معينة، حيث يتم ترك الأمور في بعض الأحيان للظروف والمتغيرات. ومضى باروت: لا مانع أن يتم وضع اتفاقات أثناء التعاقد مع المدرب ينص على المركز الذي ينوي الفريق تحقيقه ويكون ذلك في العقد المبرم بين النادي والمدرب وملزما للمدربين واللاعبين أيضا، مشيرا إلى أن ما يتم من تعاقدات مع مدربين ولاعبين أيضا به الكثير من إهدار المال العام وللمستوى الفني في نفس الوقت. وقال باروت: يجب أن تكون الخطة واضحة من بداية الموسم ومدروسة من كافة النواحي بين المدرب والإدارة قبل العمل سويا ويجب المحاسبة في النهاية على ما الاتفاق عليه. عبدالرحيم جاني : كلام مدرب المنتخب مثير للدهشة دبي ( الاتحاد ) - أبدى عبدالرحيم جاني مدير الكرة بنادي الشارقة دهشته البالغة من التصريح التلفزيوني الذي قاله مدرب منتخبنا الوطني الأول بأنه يحب الخسائر، معلنا رفضه لهذا التصريح حتى لو كانت هذه الكلمات لمجرد الفكاهة، وقال جاني: لابد للمدرب أن يكون واقعيا مهما كانت الأمور، وكل مدرب دائما ما يخطط للانتصار سواء كان هذا المدرب صغيرا أو كبيرا، ولكن هناك ظروفا قد تواجه المدرب من إصابات وإيقافات تؤثر على مسيرتهم في البطولة، وهناك دائما أخطاء في ترجمة المدربين في مصطلح بناء فريق أو تجديد فريق، وعملية بناء فريق يقصد منها المدربون في بعض الأوقات التواضع لأنه لا يوجد مدرب محترف يهتم إلا بنقطة مهمة وأساسية وهي المنافسة. أضاف عبدالرحيم جاني: في صفوف الشارقة قدم الفريق في البداية انتصارات متنوعة وكان في المقدم، لكن تراجعه له أسبابه حيث أن الفريق الكروي عامة لابد أن تتوافر فيه عناصر مهمة لاستكمال الموسم بقوة ومن أهم هذه العناصر دكة البدلاء ونحن في الشارقة عانينا من هذه المشكلة، ولذلك توقفت خطط وأفكار المدرب التي كنا نطمح في تحقيقها، ولكن في أندية أخرى مثل العين والوحدة والجزيرة نجد الدكة بها عدد كبير من اللاعبين الأكفاء الذين يستطيعون سد أي ثغرات قد تحدث فجأة. وقال جاني: 35 في المائة من لاعبي كرة القدم في دورينا من الخامات الجيدة ونسبة 65 في المائة لا تنطبق عليهم شروط اللاعب الجيد وهو نفس المنطق الذي يمكن تنفيذه على المدربين أيضا. عبدالقادر حسن: لا يوجد في الاحتراف «بناء فريق» دبي ( الاتحاد )- قال عبد القادر حسن المدير التنفيذي لنادي الشباب: الاحتراف لا يتم من خلاله بناء فريق بل إن عالم الاحتراف الحالي لا يعرف مثل هذا المصطلح، ويهتم في الأصل بوجود فريق جاهز دائما للمنافسات، مشيرا إلى أن مرحلة البناء والتكوين في الأندية تكون في المراحل السنية وليس في الفريق الأول، وما يقوله أي مدرب محترف من سعيه لبناء فريق للمستقبل هو كلام مردود عليه بأنه لا مجال للبناء في عالم الاحتراف بل الأجواء فقط للمنافسة، ويصبح الهدف الأساسي من الفريق الأول هو الدخول في المنافسات المحلية أو العربية أو الخليجية أو القارية وليس لمجرد بناء كما يدعي بعض المدربين ويتخذون من هذه العبارات وسيلة للاستمرار في الأندية وفي عالم الاحتراف يجب أن يكون الفريق جاهزا ليكون العمل والشغل الكامل عليه في الملعب. وقال عبدالقادر: نغمة المدربين الذين يقومون بعملية البناء في الأندية يجب الوقوف عندها كثيرا وأن تقوم إدارات أنديتنا بمحاسبة هؤلاء المدربين على ما اقترفوه في حق النادي طوال الفترات الماضية وإذا كانت هناك خطط استراتيجية طويلة الأجل لبناء فريق فيجب أن يعلنها النادي من بداية الموسم وأن يكون التعاقد مع المدرب على هذا الأساس وعلى اختيار اللاعبين الذين ستقوم عليهم مرحلة البناء وليس صرف الملايين بدوري يطلق عليه دوري المحترفين من أجل البناء الوقتي والسريع. عبدالوهاب: على المدربين عدم المبالغة في التفاؤل دبي ( الاتحاد ) - قال العراقي عبدالوهاب عبدالقادر الذي تولى تدريب أكثر من فريق محلي: عدم وجود مصداقية بين المدرب وإدارات الأندية يجعل هناك ضبابية كبيرة بينهما بعد ذلك، ومن حق المدرب أن يعرف كل صغيرة وكبيرة عن لاعبي النادي وألا يبالغ المدربون في الوعود للأندية وأنه على المدرب أن يكون أكثر واقعية في التعامل مع الأمور ولعدم وجود الرؤية السليم بين المدرب والنادي فهناك أندية تقوم بتغيير ثلاثة مدربين في الموسم. أضاف عبدالوهاب: على المدربين عدم إطلاق الوعود جزافا قبل دراسة الفريق جيدا من كافة النواحي وأن يهتم المدرب أولا بثبات المستوى وتأتي بعد ذلك مسألة النتائج الإيجابية وهناك نوعيات من المدربين تطلق الوعود البراقة ولكنها سرعان ما تنكشف وتتراجع أسهمها ويكون نصيبها الابتعاد عن تدريب النادي
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©