الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قليل من الملح!

15 سبتمبر 2014 20:36
كثيرة هي الأمثال والأقوال التي تساق حول أهمية وقيمة «الملح» أو «ملح الطعام» وكأنه بلسم الحياة، وترياقها، أو سر حلاوتها، وكأن سر الحياة يكمن في الملح، وأن أي طعام يفتقد مكونات هذا العنصر «كلوريد الصوديوم»، يصبح شيئاً باهتاً ولا طعم له! ربما يكون ذلك صحيحاً لأول وهلة، ولا أحد يستطيع أن ينفي فائدة الملح، باعتباره أحد أهم العناصر المهمة لحياة الإنسان والحيوان، وحتى النبات في حفظ توازن نسبة الماء في خلايا وأعضاء الجسم، وأهميته أيضاً في عملية التمثيل الغذائي في الخلية، ووجود 27 % من ملح الجسم في العظام. إن جسم الإنسان البالغ يحتوي في المتوسط على 100 جرام من الملح، يفقد منها يومياً عن طريق البول والعرق 20 - 30 جراماً فيحتاج إلى تعويض ما يفقده من الملح من الغذاء، ولما كان الملح يلعب دوراً أساسياً في تركيز الماء في الأنسجة، فإن اضطرابات عديدة خطيرة تحدث، ولا تزول إلا بتعويض المفقود من الملح، لذا فإن تناول هذه المادة بكميات معتدلة ضروري جداً للبقاء على قيد الحياة. لكن نتوقف قليلاً عند ما تؤكده كثير من الدراسات بخطورة زيادة نسبة الملح في الجسم، وتأثيره في ارتفاع ضغط الدم، وهذا يحدث لأن الشخص الذي يتناول الملح المكرر عادة ما يحدث له شراهة في تناول الملح لأن الجسم لا يشعر بالكفاية من المعادن الأخرى، وبذلك يتراكم كلوريد الصوديوم في الجسم مسبباً مشاكل للكليتين وللأدرينال. فالفرد البالغ يحتاج ما بين 2-3 جرامات في اليوم الواحد، لكن معدلات استهلاكه تصل إلى 18 جراماً يومياً. وهذه الزيادة تسبب إرهاقاً وتعب الكلى، ويسبب تمادي ذلك في ضعف كفاءتها. وفي كثير من حالات المرض، ينصح الأطباء بتقليل الملح في الطعام تدريجياً أو الامتناع التام عنه، لكن يعجز كثيرون أمام هذه الخطوة ، لكن من الأهمية أن يكون الإنسان قادراً على تغيير نمط غذائه وطبيعة تناول الطعام، بالتخلي عن ربط مذاق الطعام الجميل بكمية الملح، ويمكن ربطه نفسياً بكمية الخضراوات فيه، وكمية الألوان والتنوعات فيه، أو أن يربط الشخص بين الملح الزائد وبين نتائجه ومضاعفاته السيئة، مثل تخزين المياه في الجسم وزيادة الوزن، وإفراز عرق بشدة وروائح كريهة من الجسم، وهى حيل نفسية تبعده تدريجياً عن تناوله في الطعام أو حتى التقليل منه، فالاعتماد على السلطات والخضراوات الطازجة في الوجبات الثلاث الرئيسية اليومية، يجعل الشخص يتناسى الملح، وبالإمكان إضافة ثمرة طماطم صغيرة على السلطة اليومية بما يعوض الشعور بالرغبة في الأملاح، أو إضافة الليمون لكل أنواع الطعام، مثل الشوربة، والسلطة، والخضراوات المسلوقة يعوض الأملاح ويعطي نكهة جديدة تنسينا طلب الملح. إن خطورة زيادة معدل الملح في الجسم، تفرض علينا أن نراجع عاداتنا الغذائية، فكثير من الأشياء التي نتذوقها تخضع للانطباعات الأولى عنها، والتخلي عنها يتحقق بالتعود والصبر، والتخلي عن الأفكار والانطباعات القديمة التي لم نكلف أنفسنا لحظة بمراجعتها، بوجه خاص عندما نتأكد من أضرارها. وسلامتك. المحرر |khourshied. harfoush@admedia. ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©