«هيريرا 2015».. زهور تتفتح فوق الأبيض الناصع في عاصمة الأناقة

موسم جديد من أسبوع الموضة لفصلي ربيع وصيف 2015 أطل من عاصمة الأناقة نيويورك مؤخرا، لتلتفت الأنظار لعرض متميّز قدمته المصممة العالمية «كارولينا هيريرا»، اتصف طرازها بالكلاسيكي الأنيق، عبر تشكيلة مدهشة من الأزياء النسائية، اتخذت من الأزهار قبلتها الأولى. لمسات كلاسيكية للموسمين المقبلين أعادت هيريرا تصميم لمساتها الكلاسيكية البديعة، لتصوغها بمخرجات أكثر عصرية، وتحيي من خلالها نمط المدرسة الكلاسيكية في الموضة، مخاطبة ذوق السيدات اللواتي يعشقن الكياسة، والشغوفات بالأناقة بكل المقاييس، مبتكرة لهن باقة مترفة من الملابس الصيفية الزاهية، من تلك التي تتصف بالنعومة، الإثارة، والدلال، وفيها حس أنثوي طاغ تغلف قوام من ترتديها برفاهية، وتمنحها مزيدا من الثقة والجمال. واختارت المصممة هذه المرة لتشكيلتها الصيفية من القطع والموديلات، نماذج رائعة من فساتين السهرة، التايورات الأنيقة، مع عدد من تنانير التفتا التي تعلوها قمصان حريرية غاية في البساطة والرقي، مستمدة من أجواء موسمي الربيع والصيف استشراقات تلهم خيالها الخصب، لترسم عبرهما أشكالاً وطبعّات مختلفة من الورود والبراعم، مستخدمة تقطعيات تقنية مدهشة قسمت الصور والمطبوعات، زاوجت فيها بين الأسلوب الهندسي والتركيب الفني، وبشكل منسجم وجديد، محولة كل فستان في المجموعة إلى لوحة تجريدية من الفن الحديث، فصّلت بخطوط انسيابية ناعمة ونظيفة، فيها الكثير من البساطة والكلاسيكية المعهودة عند هيريرا، ولكنها تعبّر في الوقت ذاته عن سمات الترف، لتعكس شغفها الخاص بطراز مدرسة الفن الحركي والخداع البصري في التصميم، وتلعب بأدواته على حنايا القوام، راسمة شكل القصّات التي أطرت به كامل المجموعة، ومترجمة صوراً، ولوحات ثلاثية الأبعاد تنبض بمفردات الطبيعة وعناصر الحياة. أسلوب مختلف وظفت هيريرا في هذه الباقة الصيفية ثيمة الزهور والبراعم، التي تعد تقليدية، ولكنها تناولتها بأسلوب مختلف، مّولفة بذكاء ما بين حرفية القصاّت وطبعّات الأقمشة والخامات، مبتكرة منها إيقونات مترفة من الفن المعاصر، لتغنيها بجودة التفاصيل وجمالية الألوان، وتؤلف من خلالها سلسلة جذابة وغير نمطية من فئة الملابس الجاهزة، التي قد تقرأ للوهلة الأولى وكأنها تندرج في خانة الخمسينيات والستينيات من العصر الماضي، إلا أنها عكست أيضا حساً عصرياً، وحيوية مستمدة من روح الشباب، تجلت عبر الفساتين النهارية المستقيمة والقصيرة نسبيا، مع بعض من التايورات المسائية الراقية، بالإضافة إلى أثواب مسائية كلاسيكية الطابع، حملت جميعها هالة من البساطة، والأناقة العفوية التي اشتهرت عند المصممة. وجمعت باقة الموسمين المقبلين لهيريرا ألوانا زاهية، فيها الكثير من الفرح والبراءة، وتحمل بين طياتها طاقات كامنة من الانطلاق، مجسدة بكل كياسة مغزى القصّات، ومضيفة عليها فلسفة وشخصية، حيث ظهرت في المجموعة عديد من المساحات البيضاء الناصعة، والتي كانت أساساً لاستقبال طبعاّت الزهور اليانعة، مقسمة إياها بأشكال هندسية من المثلثات والمربعات، توزعت بكرم على أمتار القماش، مع أنماط أخرى من تدرجات البيج والعاج، كما ضمت المجموعة بعض القطع اللافتة التي تألقت بألوان دافئة من إشراقات الأصفر الشاحب، والأحمر المرجاني، بالإضافة إلى الوردي المشمشي، فيما خرجت قطع أخرى بمزيج متضاد من الصدفي المتداخل بظلال الرمادي والأسود الحالك، نفذت جميعها بخامات وثيرة ومترفة، منها قماشة الأورجنزا الطبيعي، والتفتا الفرنسي، والشانتونغ الهندي، مع بعض الشيفونات الهفهافة، والأتوال الشفافة، والحراير الطبيعية.