طهران والعواصم-وكالات الانباء: اعلنت ايران امس استعدادها لبحث اقتراح بتخصيب اليورانيوم في روسيا لتقليل الشكوك بشأن برنامجها النووي لكنها اكدت انها لن توقف نشاطا مماثلا في داخل اراضيها· وقال وزير الخارجية منوشهر متقي في مؤتمر صحفي بعد لقائه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ''ايران تسعى الى المحافظة على حقوقها في امتلاك تكنولوجيا نووية على اراضيها لكن هذا لا يتعارض مع العمل المشترك مع آخرين في مناطق اخرى·
جاء ذلك، في وقت اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس محادثات مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الذي جدد التأكيد على انه لا مكان للاسلحة النووية في استراتيجية الدفاع الايراني وأن بلاده سوف تستمر في الدفاع عن حقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، مكررا التحذير بان تعيد طهران النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا صوت مجلس الامن على عقوبات ضدها· فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من جانبه ايران والغرب الى ابداء حسن النية لايجاد ارضية تفاهم على العرض المقدم من مجموعة الدول الكبرى والمانيا بشأن حل الازمة النووية، وقال ''سنواصل في الايام المقبلة اتصالاتنا مع دول المجموعة التي عرضت افكارا على ايران يمكن ان تكون اساسا لبداية مفاوضات وانه مع إبداء حسن النية فان هناك امكانية انطلاقا من مقترحات المجموعة ومع اخذ الرد الايراني في الاعتبار للتوصل الى اسس مقبولة من الجميع لإطلاق المباحثات''·وحذر لاريجاني الاميركيين والاوروبيين من اعتماد مشروع قرار امام مجلس الامن يدعو الى توقيع عقوبات اقتصادية، وقال ''سنعيد النظر في علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة اذا اعتمدت الامم المتحدة قرار الترويكا دون مراعاة التعديلات التي قدمتها روسيا··ان اعتماد هذا القرار لن يساعد على ايجاد تسوية سياسية لهذه القضية''·
ورأى لاريجاني ان الاقتراح الروسي بإنشاء شركة مختلطة تقوم بتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا لم يرفض ابدا ويبقى على طاولة التفاوض وان بلاده على استعداد لايجاد مخرج للازمة في اطار المفاوضات مع الدول الست· في وقت لم تستبعد صحيفة ''كوميرسانت'' الروسية المستقلة حدوث تغيير في سياسة الكرملين بعد إعطاء الولايات المتحدة ضوءا أخضر لروسيا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، معتبرة أنه مقابل هذه العضوية فإن على روسيا أن تقدم تنازلات في مجلس الامن لفرض عقوبات على إيران·
واحتجت ايران من جهة ثانية لدى الامم المتحدة بشأن سلسلة التهديدات الاسرائيلية التي لم تستبعد هجوما عسكريا وقائيا ضدها· وقدم السفير الايراني لدى المنظمة الدولية محمد جواد ظريف شكوى الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ومجلس الامن بشأن تصريحات نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرائيم سنيه والتي ايد فيها التحرك العسكري ضد ايران كخيار اخير· وقالت وكالة الانباء الايرانية ان رسالة تهديدات سنية تعتبر غير قانونية وسخيفة ودليلا على السياسات الاجرامية والنوايا الارهابية للكيان الصهيوني وعلى مجلس الامن ان يتحرك في وجهها بداية بادانة سريعة لها·
وكررت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني من جانبها دعوة حكومتها الى فرض عقوبات على ايران محذرة من سباق التسلح في الشرق الاوسط في حال حصل النظام الايراني على القنبلة النووية· وقالت عشية القمة المرتقبة بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ''اعتقد ان مصلحة الايرانيين حاليا هي التفاوض مع الاسرة الدولية مع التقدم في برنامجهم النووي··انهم يربحون الوقت وقرار الامم المتحدة قال بوضوح كلي في يوليو اوقفوا تخصيب اليورانيوم او سوف تواجهون عقوبات''·
لكن مع استقبال بوش اولمرت غدا الاثنين هناك غالبية جديدة في الكونجرس قد تكون اكثر ميلا لفتح محادثات مع ايران وسوريا· فالرئيسان المحتملان للجنتي الشؤون الدولية في مجلسي الكونجرس جوزف بيدن وتوم لانتوس على سبيل المثال يدينان منذ فترة طويلة تصلب الادارة الاميركية حيال هذين البلدين فضلا عن كوريا الشمالية·
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة ''الجارديان'' امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيحث الاسبوع المقبل الادارة الاميركية على البدء بمحادثات مع ايران سوريا للخروج من المأزق في العراق والنزاع في الشرق الاوسط، مشيرة الى ان مسؤولين بريطانيين يعتقدون ان البيت الابيض منفتح على مبدأ اجراء حوار مع سوريا في حين ان وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس الذي شارك في اعمال اللجنة حول العراق يؤيد استئناف الاتصالات مع ايران·
عدد اليوم
