الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نشرات الأخبار» .. ترفع الضغط وتزيد التوتر وتعكر المزاج

«نشرات الأخبار» .. ترفع الضغط وتزيد التوتر وتعكر المزاج
15 سبتمبر 2014 20:33
حالة من عدم الرضا تنتاب الكثير ممن يتابعون القنوات الفضائية في أثناء مشاهدة نشرات الأخبار، التي أصبحت تتفنن في إبراز المآسي التي تجتاح العالم، ما أثر بشكل مباشر على الحالة المعنوية للناس. والعجيب أن المتابعين الذين أصبحوا يتفاعلون مع مثل هذه النشرات لا يترفقون بأنفسهم، إنما يلتهمون الأخبار التهاما، فضلاً عن أن الكثير من القنوات الفضائية الإخبارية تضخم الأحداث بهدف زيادة شعبيتها، فأصبح ماراثونها يستهدف الفرد، ويقلق مضجعه ويحوله في كثير من الأحيان إلى مُستَقْبِلٍ سلبي. تأثير على المزاج كثير من الدراسات النفسية والاجتماعية أشارت إلى أن إنسان هذا العصر، الذي أصبح قرية صغيرة بفضل تطور وسائل الاتصال، أكثر اكتئاباً، وهو ما يقلص مساحة الفرح في حياة الناس. وعلى الرغم من بعض الجوانب الإيجابية من هذه النشرات إلا أن الأحداث الجارية على الصعد كافة لا تمنح الفرد الشعور بالتفاؤل، ما يؤثر على مزاجه الشخصي، وعلاقاته بالآخرين، ومدى صفاء ذهنه في أثناء أداء عمله. وحول الآثار النفسية المترتبة على مشاهدة نشرات الأخبار ومتابعة مواقعها على الإنترنت بصورة دائمة، يقول مدير رئيس شعبة الطب النفسي في مدينة خليفة الطيبة الدكتور أحمد الألمعي «مؤخرا تزايد اهتمام أفراد المجتمع بالمحتوى الإعلامي الإخباري، خصوصاً في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم، وهو ما جعلها تتصدر الاهتمامات، وتصبح من ضمن الأولويات في حياة الأسرة فأصبح من الطبيعي أن يرتبط الكثير من الناس بها، فضلاً عن أن سماع هذه الأخبار لا يمر مرور الكرام على الذهن، لكنه يترك في النفس تصورات وانطباعات وتوقعات ما يزيد حدة المخاوف من المستقبل». ويوضح الألمعي أن الذاكرة الإنسانية تختزن بعض هذه الأخبار، وتظل تتفاعل مع الوجدان وتسبب في غالب الأحيان القلق وتولد المخاوف بداخل النفوس، خصوصاً الذين لديهم أسر في في مناطق غير مستقرة، لافتا إلى أنه من المفترض أن تكون نشرات الأخبار على الفضائيات ناقلة للأخبار بصورة غير مستفزة ومبالغ فيها، لأنها تؤثر على الفرد من الناحية الجسمانية والنفسية، خصوصاً الذين يعانون أمراضا، مثل ضغط ارتفاع الدم والقلب والسكري الذين تكون درجة تأثرهم بالأحداث المأسوية أكبر بكثير من الآخرين، نظراً لطبيعة مشكلاتهم الصحية والنفسية. هوس المتابعة من بين الذين أصبح لديهم هوس بالمحتويات الإخبارية المتنوعة، أسامة البنداري، الذي يؤكد أنه عندما يستيقظ في الصباح الباكر يتجه نحو التلفاز، ويقلب جهاز التحكم بين القنوات الإخبارية عبر الفضائيات المختلفة، لافتا إلى أنه الهوس بالأحداث العربية والأجنبية تزايدت حدته في السنوات الأخيرة بسبب الاضطرابات التي يشهدها العالم. ويرى أنه ليس وحده من يعيش هذه الحالة، لكنه يرى أن أصدقاءه في العمل وخارجه يستهويهم أيضاً هذه الأمر، لكنه يدرك تماماً أن مساحة الفرح تقلصت في حياته، وأصبحت قليلة جداً، إذ إنه لم يعد يعيش همومه الذاتية لكنه يشارك العالم كله أتراحه. ويلقي نبيل الزاهري باللائمة على هذا الكم الكبير من القنوات الإخبارية في عالم الفضائيات المثير والعجيب، إذ إن نشرات الأخبار أصبحت تنافس بصورة كبيرة جميع القنوات التي كانت في السابق تستحوذ على اهتمام الناس في كل مكان. ويرجع الزاهري السبب في ذلك إلى أن بعض هذه القنوات تخلت عن ضميرها المهني وأصبحت لا تقدم المادة الإخبارية الصادقة، لكنها اعتمدت على الإثارة والمبالغة في الخبر ما تسبب في أمرين الأول تعلق المشاهد بها، والثاني يرتبط «بوجع القلب» لكون ما تقدمه لا يبعث على الراحة ولا يترك في النفس الأمل. ويتمنى أن يتم تقييم على محتويات هذه القنوات التي أصبحت تصدر الاكتئاب للناس في كل مكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©