الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عائلة فلسطينية ضحية اعتداء مستوطنين قُرب بيت لحم

19 أغسطس 2012
القدس المحتلة (أ ف ب) - لم يخطر ببال أيمن غياضة (35 عاماً) وزوجته جميلة (28 عاماً) في بلدة نحالين غرب بيت لحم أن مشوار التسوق لشراء مستلزمات عيد الفطر المبارك سيجعل عائلتهما ضحية اعتداء مستوطنين يهود بزجاجات حارقة على سيارة كانت تقلهم لدى مرورها بالقرب من مستوطنة “بات عين” في مجمع مستوطنات “غوش عتصيون” المقامة على أراضي بيت لحم وضواحيها. ويرقد أيمن وزوجته وطفلاهما محمد (5 سنوات) وإيمان (4 سنوات) وشقيقه حسن (26 عاماً) وقريبه بسام غياضة (49 عاماً)، سائق السيارة، في مستشفى “هداسا عين كارم” الإسرائيلي القدس بعدما أصيبوا بحروق متفاوتة الخطورة. قد غادروا بلدة نحالين عصر يوم الخميس الماضي في طريقهم إلى السوق فتعرضوا للاعتداء بزجاجات حارقة أدى إلى إحراق السيارة. وقال شقيق أيمن الأصغر إياد غياضة (25 عاماً) في المستشفى “انحرف السائق إلى يمين الشارع ووقعت السيارة في حفرة على جانب الطريق”. وأضاف “حاول أفراد عائلتي تكسير زجاج نوافذ السيارة والخروج منها، أما أخي أيمن فقد بقي في السيارة لأنها وقعت على الجهة التي يجلس فيها وأُغلق عليه الباب وهي تحترق لأكثر من خمس دقائق حتى استطاع الناس كسر بابها وإخراجه”. وتابع “لقد منعونا من رؤية أخي في المستشفى لأنه في غيبوبة وقد احترقت حنجرته وصدره وظهره وتعرض لحروق من الدرجة الثالثة في وجهه وأثر الحرق على عينيه”. واستطرد قائلاً “استطعت دخول غرفة الإنعاش وراء الطبيب واختلست النظر إليه، أُغمي علي وبعدما أفقت بكيت. هذا ليس أخي أيمن، لم أعرفه، وجهه منتفخ ومشوه وقد وضعوا ضمادات على عينيه ووضعوا له أنبوبا بلاستيكيا للتنفس. حضرت والدتي، لكنها لم تستطع رؤيته ومرضت عند سماع الخبر فأعدناها إلى البلدة”. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في رسالتين إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بملاحقة منفذي الاعتداء ومتابعة علاج الضحايا عن كثب وتقديم “أي مساعدة قد يحتاجون إليها”. ومنحت الإدارة المدنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية عائلة غياضة تصاريح لزيارة ذويهم في المستشفى. وقال محمود غياضة، وهو قاضي صلح في مدينة الخليل، أثناء زيارة عمه بسام “إن عمي بسام هو سائق السيارة وقد رأى الفاعل أثناء إلقاء الزجاجات الحارقة وأبلغ الشرطة (الإسرائيلية) قبل أن تسوء حالته الصحية”. وأضاف “لا يزال تحت تأثير المخدر حتى لا يشعر بآلام الحرق في وجهه ويديه”. وذكر المستوطنين ألقوا في شهر رمضان حجارة وزجاجات حارقة نحو 8 مرات على سيارات لعدد من أهالي نحالين، ما ألحقت بهم أضراراً مادية وقدموا شكاوى للجهات الإسرائيلية المختصة”. وصرح رئيس المجلس المحلي لبلدة نحالين أُسامة شكارنة لوكالة “فرانس برس” بأن ذلك الحادث صعب للغاية، إذ يتعرض الأهالي لاعتداءات المستوطنين المتكررة، لكن ليس بمثل هذه الدرجة من الاعتداء. وقال “إن المستوطنين يختبئون في منطقة حرجية ويرشقون السيارات بالحجارة أثناء صعودها إلى الشارع العام مثلما حدث مع هذه السيارة”. وأضاف “الناس في البلد في حالة امتعاض واحتقان حتى انهم يفكرون في الاعتصام أمام مقر الإدارة المدنية احتجاجا على ما جرى”. من جانب آخر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أمر بحظر نشر تفاصيل الحادث. لكن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية الميجور جنرال يوحنان دنينيو قال “إن الشرطة لن تسمح لمجرمين متطرفين بالعمل على تأجيج وتشويش مجرى الحياة العادية في أنحاء البلاد كافة، وخصوصا في المناطق الخاصة ذات النسيج الحساس وعشية حلول الأعياد الإسلامية وأيضاً اليهودية”. وأضاف “الحديث يدور حول واقعة قاسية وبالغة الخطورة، وقد أمرت القيادات الأمنية والاستخباراتية بالعمل من أجل التوصل إلى الجناة الفاعلين وتقديمهم للعدالة وإنزال أقسى العقوبات عليهم في أسرع وقت ممكن”. وبلدة نحالين، البالغ عدد سكانها تسعة آلاف فلسطيني، محاصرة بخمس مستوطنات أُقيمت على أراضيها. وقال شكارنة إن سلطات الاحتلال صادرت نحو 14 ألف دونم من أراضيها وأغلقت مدخلين من مداخلها وأبقت الطريق العام الوحيد الذي يمر عبر تجمع مستوطنات “غوش عتصيون” مفتوحاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©