تقع بلدة سنت في قمة جبل الكور بولاية بهلاء العمانية بارتفاع أكثر من ألفي متر عن سطح البحر، وتعد البلدة واحدة من أكبر 16 قرية في قمة الجبل، حيث تجمع بين الطبيعة الجبلية الخلابة وتنوع الغطاء النباتي والبيئة الزراعية المنتجة للعديد من المحاصيل، مما جعلها وجهة سياحية تجذب أعدادا كبيرة من الزوار.
وتوفر قرى الجبل في قمته وسفوحه خيارات متنوعة للزائرين من سياحة علمية وتخييم وتسلق الجبال ومراقبة الأجرام السماوية عبر المراصد.
متعة الطريق
يعتبر الوصول إلى بلـدة سـنت بقمــة جبل الكور الذي يبلغ ارتفاع أعلى قممـه 2713 متراً عن سطح البحر، جزءا أصيلا من المتعة السياحية، حيث يمر السائحون بمساحات خضراء مترامية على الجانبين بدءا من طريق بهلاء- عبري.
وبعد اجتياز بلدة الغافات في ولاية بهلاء بمحافظة الداخلية وصولا إلى بلدة عملا التابعة لولاية عبري بمحافظة الظاهرة والانعطاف بمدخل عملا واجتيازها ثم السير عبر طريق وادي العين واجتياز بعض قرى الوادي ومن ثم الوصول إلى قمة جبل الكور حيث قرى: الغويل والرحبة والمحفة ومن ثم الوصول إلى بلدة سنت.
سخاء الطبيعة
جادت الطبيعة بسخاء في قمة الجبل ويمكن مشاهدة ذلك في بلدة سنت، حيث الصورة تجمع الجبل بعلوه الشاهق والأشجار، وفي مقدمتها النخيل والنباتات البرية وجداول المياه المنسابة من أعالي القمم الجبلية التي تكون بركا مائية أشبه بالبحيرات والينابيع والأفلاج التي تعـد مـن المصـادر المائية المهمة.
وهناك بالطبع وادي سنت والذي يعرف أيضا بالوادي السنتي، وهو من الأودية القوية، بسبب كثرة روافده من الجداول التي تنساب من الجبل.
ومجرى هذا الوادي نحت على جبل الكور يشبه الأخدود العريـض الـذي يتسـع على سطح الجبل ثم يضيق ويتجه نحو الأسـفل وبقوة وغزارة جنوبا إلى الوادي الأعلى في رحلة طويلة تبدأ من قمة الجبل وتمر بأودية: الأعلى والسافل والكهافا والجيلة لتنتهي في وادي الغافات الشهير في صورة جمالية عنوانها: الجبل والماء والخضرة!! وبدون مبالغة زيارة جبل الكور لا تكتمل إلا بزيارة بلدة سنت، فهي حاضرة الجبل والواحة الخضراء الغناء على قمته.
خيارات متنوعة
في بلدة سنت خيارات متنوعة للسياحة من الطبيعة الخلابة إلى المقومات التراثية من قلاع وأبراج منحوتة على الجبل وأكواخ حجرية قديمة في أنحاء البلدة فريدة من نوعها، ومغارات جبلية وكهوف عديدة، بعضها يذكرها كبار السن بأنها كانت تستخدم في فترات سابقة كمخازن لبعض المحاصيل الزراعية، وهناك قمم الجبل التي توفر لمحبي تسلق الجبال فرصة لممارسة هوايتهم ومشاهدة مناظر بديعة من أعلى تلك القمم.
وهناك أيضا إمكانيات لمحبي متابعة الأجرام السماوية بالمراصد، ففي قمة الجبل أماكن بعينها تتيح أفضل الرؤية لمراقبة الأجرام السماوية في الأيام التي لا تكون السماء ملبدة بالغيوم.
كما يمكن أيضا اكتشاف الأماكن المجاورة للجبل إلى حد بعيد، فمساحة الرؤية وموقع الجبل يسمحان باكتشاف الأفق الممتد والمحيط جغرافيا بالجبل بواسطة الأدوات والمعدات البصرية وهي خيارات متنوعة يمتاز بها المكان هنا.
فاكهة ومحاصيل
يعمل الأهالي في بلدة سنت في الزراعة وتجود الأرض هنا بمحاصيل عديدة أهمها النخيل بمختلف أصنافه، والليمون، والسفرجل، والرمان، والعنب، والخوخ، والسدر (النبق)، ومحاصيل الخضراوات، ومحاصيل الأعلاف (القت)، وفي أنحاء البلدة تنمو الأشجار والنباتات البرية مثل التوت البري ويعرف محليا باسم (البوت)، والذي ينمو في المرتفعات بالبلدة وعند قمم الجبل، ويبدأ حصاده مع بدء فصل الصيف ويحتاج إلى جهود كبيرة بسبب ارتفاع الأماكن التي تنمو فيها وفي البلدة أيضا: نباتات الشوع والظفرة والياس والجعدة والعلعلان والضجع والسقل واللبان، ويستفيد الأهالي من هذه النباتات البرية في بعض الاستخدامات الطبية كعلاج شعبي، وفي استخلاص الزيوت من بعض تلك النباتات.
كما يقوم الأهالي بتربية الثروة الحيوانية من ماعز وأغنام من السلالات المحلية الأصيلة، وأيضا يربي الأهالي سلالات نحل العسل ذات إنتاجية جيدة، حيث يستخلص منها العسل البري والعسل الجبلي واللذان يعدان من المنتجات ذات القيمة الصحية والغذائية المرتفعة والمفيدة للإنسان.
موقع سنت
تقع بلدة سنت في قمة جبل الكور الشاهق بتضاريسه المتنوعة ويفصل الجبل بين محافظتي الداخلية والظاهرة وهو أحد قمم سلسلة جبال حجر عمان والحجر الغربي.
ويحد سنت من الشمال قرية المحفة وقرية الغويل والطريق القادم من وادي العين ومن الجنوب قرية شديت وقمم الجبل المطلة على الوادي الأعلى ومن الشرق قرية الرحبة ومن الغرب قرية صنت الشهيرة بالزراعة والتي تبدو للزائر كمساحة خضراء ممتدة على اتساع الأفق تشمل مزارع قائمة ونباتات وأشجار برية يصعب الفصل بينها حيث الطبيعة الزراعية هي السائدة في سنت وكل ذلك في صورة رائعة عصية على الوصف.
تطور عمراني
ساهم في شهرة سنت وتزايد أعداد من يقصدوها للسياحة، التطور الذي شهدته البلدة وغيرها من القرى المجاورة خلال السنوات القليلة الماضية وبخاصة ما يتعلق بالطريق المؤدي إليها وما رافق ذلك من بنية عمرانية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
كما نالت بلدة سنت نصيبها من النهضة العمرانية ويوجد في البلدة مدرستان للتعليم الأساسي للبنين والبنات إحداها مدرسة حديثة لا يتعدى عمرها عامين ومركز صحي وعيادة بيطرية للثروة الحيوانية ومحطة لتقوية الإرسال الهاتفي ويصل عدد سكان البلدة إلى ثلاثة آلاف نسمة.
عدد اليوم
