الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دورة إسعافات أولية تؤهل موظفين للتعامل مع الطوارئ

دورة إسعافات أولية تؤهل موظفين للتعامل مع الطوارئ
15 سبتمبر 2014 20:32
فوائد العمل لا تقتصر على اكتساب الرزق فقط، بل تمتد إلى اكتساب خبرات ومهارات يستفيد منها الموظف في بيئة العمل أو خارجها، وضمن النماذج الناجحة في هذا الإطار، التجربة الثرية التي شهدها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية من تدريب عدد من موظفيه على أساسيات الإسعافات الأولية، والتي قد تسهم في إنقاذ حياة إنسان، أو على الأقل التخفيف من تداعيات إصابة نتيجة حادث أو طارئ صحي. أقيمت الفعالية أمس الأول في مبنى الجهاز الكائن بمنطقة المصفح في أبوظبي، وبالتعاون مع شركة «خدمة»، التي تقوم بهذا الجهد، إيماناً منها بالدور المجتمعي الذي تقوم به المؤسسات العاملة في إمارة أبوظبي في الارتقاء بالمستوى التسقيفي للأفراد في كل المجالات، ومنها الصحة العامة. ثماني ساعات استمرت الدورة التدريبية على مدار يومين، بواقع ثماني ساعات يومياً من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصرا بمشاركة عدد كبير من الموظفين والموظفات مواطنين ومقيمين، حتى تتسع الفائدة وتشمل أكبر شريحة ممكنة من المجتمع. إلى ذلك، قال بدر الشحي، مدير إدارة المرافق والخدمات بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، إن هذا التوجه لإكساب الموظفين مهارات حياتية أخرى، جاء بناء على الشراكة الاستراتيجية بين الشركات التي تقدم الخدمات للمؤسسات الحكومية، والتي تغير مفهومها ففي الماضي كانت المؤسسات تدفع مقابلا للسلعة فقط وما تستخدمه من أدوات، لكن المفاهيم اختلفت، بحيث يتم شراء الخدمة بشكل متكامل والجزء الأهم فيها نقل المعرفة، ومن خلال هذا التغير تبنى المؤسسات قدراتها الداخلية للمحافظة عليها، والارتقاء بمهارات موظفيها في مجالات متنوعة منها التثقيف الصحي، الذي لا غنى لأي مجتمع متحضر مثل المجتمع الإماراتي. ولفت إلى أن عملية التدريب على الإسعافات الأولية التي شهدها الجهاز، تأتي في إطار المسؤولية المجتمعية وتدريب الموظفين، بما يفيد المؤسسة في الحالات الطارئة، وينتقل هذا الوعي إلى العائلات، وبشكل أوسع إلى مستوى إمارة أبوظبي، مشيدا بالمبادرة الطيبة المقدمة من شركة «خدمة» بوصفها شركة وطنية، أسهمت في تحقيق هدفين رئيسين هما تعريف فئات واسعة من الموظفين بمبادئ الإسعافات الأولية، وتفعيل المسؤولية المجتمعية تجاه مجتمع أبوظبي. من جهته، أوضح عيسى فضل حرز الله، مدير تطوير المشاريع بمركز السلامة أولاً للخدمات الطبية، أن دور الشركة بالتعاون مع «خدمة»، الإسهام في نشر التوعية بالإسعافات الأولية، عبر توعية أفراد المجتمع إلى جانب العاملين في المجال الطبي، بما يساعد على تقليل التداعيات الصحية المفاجئة التي قد تصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية وبأي مكان. حيثيات الدورة شملت الدورة التدريب على الإنعاش القلبي للأطفال كونهم يحتاجون إلى معاملة خاصة ولأنهم عرضة الحالات لحوادث السقوط والاختناق، إلى جانب تمرين عملي يوضح كيفية إيقاف النزيف والتعامل مع الكسور. وتم التنويه خلال المحاضرات إلى أهمية كتابة الحالة المرضية لأصحاب الأمراض المزمنة بوضوح في بعض المتعلقات الشخصية، مثل عمل سوار يبين أن هذا الشخص مصاب بمرض ما، أو لدية حساسية من الأدوية وأنواع من المأكولات. وفي نهاية الدورة التدريبية، تم التأكيد على قيمة نشر التوعية المجتمعية بأهمية الإسعافات الأولية، والعمل على جعل الإمارات من الدول الرائدة في هذا المجال، بما يتناسب مع مستوى الخدمات الصحية الراقية المقدم في الدولة، والذي يوازي أعلى المنظومات الصحية في العالم. إلى ذلك، قالت سارة ممتاز، مدير القسم استراتيجي والتجاري في شركة خدمة، إنه في إطار حملة اليوم العالمي للإسعافات الأولية، نظمت «خدمة»، الشركة الرائدة في إدارة الخدمات والعقارات والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، حصصاً تدريبية لموظفي «جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية» في أبوظبي بشراكة مع مركز «السلامة أولاً» للخدمات الطبية. وكان الغرض من هذا الحدث نشر الوعي حول ممارسات العناية الطبية الأولية في الحالات الطارئة لدى الموظفين الذين استفادوا من الإرشادات والنصائح والتدريبات الحية ما أسهم في إنجاحه. خطط متطورة تنظم الشركة دورات تدريبية لتثقيف عملائها حول مبادئ العناية الطبية الأولية لإنعاش القلب والرئة وإجراء التنفس الصناعي في الحالات الطارئة، ويتضمن هذا البرنامج مجموعة من التدريبات النظرية والتطبيقية الكفيلة بتعليمهم المهارات اللازمة حول كيفية التصرف في الحالات الطارئة. وقد تم الإعلان عن اتفاقية تعاون وشراكة مع مركز السلامة أولاً للخدمات الطبية لنشر الوعي في إمارة أبوظبي وعبر الإمارات العربية المتحدة. في هذا الإطار، أكدت ممتاز أنهم يعتمدون خطط تدريب متطورة لتدريب عملائها وموظفيها على مبادئ الإسعافات الأولية. وقالت «نتمنى أن تُسهم هذه التدريبات بشكل إيجابي في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والقاطنين على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة”. وأوضحت أن شركة خدمة، مع بداية عام 2013، وسّعت نطاق تدريباتها لتشمل ليس فقط موظفي الإنقاذ في المشروعات التي تديرها الشركة، بل أكثر من ذلك ليستفيد منه موظفو الشركة والفنيون والمقيمون في مختلف المشروعات التي تقوم بإدارتها على مستوى الدولة، وقد نجحت «خدمة» فعلياً في تدريب أكثر من 200 موظف وأكثر من 70 مقيماً، بما في ذلك المربيات وأولياء الأمور. علم وخبرة من الموظفين الذين استفادوا من هذه الدورة التوعوية، سهير البحيصي، التي أبدت تقديرها للجهود الكثيرة المبذولة من قبل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وغيره من مؤسسات الدولة، للارتقاء بقدرات ومهارات العاملين فيه في شتى المجالات ومنها المجال الصحي، التي تعتبر معلوماته العامة ضرورية لجميع أفراد المجتمع، حيث لا تخلو أسرة من مشكلة صحية طارئة ولا تخلو الحياة من مشاكل وإصابات مفاجئة، حينها ينبغي التصرف على أساس من العلم والخبرة، وليس بعشوائية قد تضر المصاب وتزيد من خطورة حالته. فيما ذكرت مها النقيب أن دورة الإسعافات الأولية تحمل أهمية خاصة للأمهات وأولياء الأمور بحيث تجعلهم أكثر قدرة على التصرف بحكمة وتعقل، حال المفاجآت الصحية الطارئة التي تسبب أخطارا مضاعفة إذا لم يحسن التعامل معها خلال الفترة السابقة على وصول الإسعاف أو الذهاب إلى المستشفيات، وهو ما أكدته ليلى أحمد البريكي، موضحة أن التوعية الصحية صارت من ضروريات الحياة العصرية، نظراً لتعدد المسؤوليات والمهام التي نقوم بها جميعا، وتتطلب الإلمام بالكثير من المهارات التي تفيد في حالات الضرورة ومنها الظروف الصحية الطارئة التي قد يمر بها أي فرد من أفراد الأسرة، أو من زملاء العمل. تفاعل سريع قال بدر حسن الشحي، مدير إدارة المرافق والخدمات، بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إنه على الرغم من ضيق الوقت قبل بدء هذه الدورة، إلا أن أهميتها دفعت العاملين بالجهاز إلى التفاعل السريع معها، خاصة وأن موضوع الإسعافات الأولية وأهمية نشر مبادئها في المجتمع يتماشى مع خطط الجهاز والمتضمنة تدريبات البيئة والصحة والسلامة، خاصة وأن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية صار مؤسسة معتمدة عالمياً في مجالات البيئة والصحة والسلامة، وحاصل على «الأيزو 14001»، وهو نظام إدارة البيئة، و الـ «OHSAS»وهو نظام الصحة المهنية. فحوى الدورة ذكر عيسى فضل حرز الله، مدير تطوير المشاريع بمركز السلامة أولاً للخدمات الطبية، أن الدورة التدريبية اشتملت على كيفية عمل الإنعاش القلبي في الحالات الطارئة، بمعنى إعادة إنعاش القلب لدى توقفه في بعض العوارض الصحية المفاجئة، وتقديم الدعم اللازم قبل وصول المسعفين الاختصاصيين أو الذهاب إلى المستشفى، وكذا يتم تدريب الموظفين على المهارات اللازمة لحسن التصرف في مثل تلك المواقف ومنه سرعة الاتصال بالمسعفين، وتوضيح العنوان الدقيق لوجود المصاب حتى يتم توفير وقت البحث، نظراً لقيمة اللحظات في مثل تلك الظروف الحرجة. علاقة الموظف بالعمل أشاد جمال النعيمي، إداري خدمات المساندة الرئيسي بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، بالتجربة الفريدة التي منحها الجهاز بالتعاون مع شركة خدمة، وعرف من خلالها كثيراً من المعلومات الطبية والمهارات الضرورية للتصرف في الحالات الحرجة التي ربما يقابلها الكثيرون في حياتهم اليومية. وذكر أن مثل هذه الدورات التثقيفية تعزز علاقة الموظف بمكان العمل، بحيث يصير مكان العمل بالنسبة له أكثر من مصدر للدخل، بل أسرة كبيرة يتعلم منها ويستفيد ويفيد غيره من أبناء المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©