الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مساهمة المدن في الناتج المحلي العالمي تقفز إلى 80% العام الجاري

مساهمة المدن في الناتج المحلي العالمي تقفز إلى 80% العام الجاري
15 سبتمبر 2014 21:25
تشير الدراسات العلمية والاقتصادية إلى أنّ 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي مصدره المدن حالياً، بحسب معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، الذي بين أن المدن احتضنت ما يقرب 15% فقط من سكان العالم في مطلع القرن الحالي، ثم ارتفعت بحلول عام 2007 مع نزوح أكثر من 50% من السكان إلى المدن والمناطق الحضرية. وافتتح المنصوري أمس مؤتمر ومعرض «الحياة الذكية في المدينة الذكية - دبي 2014»، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، والحدث يمثل نسخة دبي من الحدث الأوّل من نوعه الذي يقام بصورة نصف سنوية لتسليط الضوء على أبرز النماذج الناجحة من الشركات الناشئة التي أثبتت تميزاً لافتاً محلياً ودولياً في مجال التقنيات الذكية. وأكد وزير الاقتصاد أن الإمارات حققت تقدماً في مجال بناء المدن الذكية والتحوّل إلى اقتصاد قائم على المعرفة، ومن الإنجازات في هذا الشأن تحقيق الدولة مرتبة الصدارة عالمياً في مجال توصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل واستحواذها على أعلى نسبة انتشار للأجهزة الذكية في العالم، كما احتلت المرتبة الثانية عالمياً من حيث المشتريات الحكومية لمنتجات التكنولوجيا المتقدّمة، وذلك وفق التقرير الأخير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وأشار إلى أن الإمارات جاءت في المرتبة الثالثة كإحدى أكثر الوجهات الجاذبة للعقول والمواهب، وتعد هذه الإنجازات بمثابة شهادة لقدرة دولة الإمارات العالية في مجال بناء المدن الذكية والتحوّل إلى اقتصاد قائم على المعرفة. وأضاف أنه مما لا شك فيه أن التحوّل إلى مدينة ذكية يتم إدارتها وقيادتها وفق أعلى المعايير الذكية والمتطوّرة، من شأنه أن يعود بالنفع الكبير على مستوى دفع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية وتحفيز روح الابتكار والإبداع في مختلف المجالات الحيويّة، فضلاً عن المساهمة الفاعلة في ترشيد استهلاك الطاقة وإدارة المناطق الحضرية والموارد الطبيعيّة بشكل أكثر فعالية. وبين المنصوري، في كلمته خلال المؤتمر، أن بناء مدينة ذكيّة تتسّم بالمرونة والكفاءة العالية يتطلّب الالتزام والتنسيق والمواءمة بين جميع الأطراف من الجهات الحكوميّة والشركات العامّة والخاصّة والمجتمع المدني، ولا يتحقّق ذلك إلّا بتضافر الجهود وتفعيل أواصر العلاقات المشتركة في سبيل إعادة هيكلة مدينتنا الحبيبة وإرساء معايير ونظم جديدة عمادها الاستدامة وتوفير الحياة الرغيدة للسكّان. ويقام معرض «الحياة الذكيّة في المدينة الذكيّة - دبي 2014» على مدى يومين تحت ثلاثة محاورٍ رئيسيّةٍ تتمثّل في جلسات نقاش رفيعة المستوى ومعارض للحلول الذكية المحلية والدولية وبرامج تعليمية موجّهة للمشاركين، ويستقطب الحدث مشاركة أكثر من 17 عارضاً و39 متحدثاً رسمياً من مختلف أنحاء العالم. ويشارك في الحدث أيضاً عدد من أبرز الشركات الخاصة والجهات الحكومية، بما فيها «حكومة دبي» و«جامعة ستانفورد» و«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» و«مايكروسوفت» و«تيرفورم ون» و«جامعة حمدان بن محمد الذكية» وتنظم المعرض شركة «تسويق للتطوير والتسويق العقاري» و«إنسايد إنفيستور». وأضاف المنصوري أن المدن الذكيّة تستند في مفهومها إلى منهجية تقوم على تكامل الوظائف وجمع الكميات الهائلة من البيانات ومعالجتها وتحقيق التواصل المباشر بين القطاعات الحيوية من أجل الوصول إلى حلول جذرية للتحدّيات التي تواجه المجتمع المدني والمؤسّسي على حد سواء، ويعد تكامل النظم رافداً أساسياً من الروافد التي تضمن تخصيص الموارد وتسليم الخدمات وفق أعلى درجات الكفاءة والحرفية بما من شأنه دفع عجلة التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في المستقبل. وقال إن مبادرة المدينة الذكية لا تقتصر على توفير الحلول والخدمات الرامية إلى تحسين جودة ونوعية الحياة، بل أنّها تمثّل تجسيداً واضحاً لرؤية قيادتنا الرشيدة في التحوّل إلى اقتصاد ومجتمع قائمين على المعرفة، كما استمدت هذه الرؤية الاستشرافية زخماً قوياً خلال العام الماضي نظير الجهود الكبيرة التي بذلها القطاعين العام والخاص من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، هي الجهود التي كان لها الأثر الأكبر في تحقيق نجاحات وإنجازات عالمية وضعت دولة الإمارات في مصاف كبريات دول العالم في هذا المضمار. ولفت إلى أن دبي تملك المقوّمات الاقتصادية والبشرية اللازمة التي ترسّخ مكانتها الريادية على الخريطة العالميّة. ففي نهاية المطاف، المدينة الذكية ما هي إلّا انعكاس واضح لقيادة رشيدة صاحبة رؤى وأفكار طموحة مسلّحةً بالتطوّر العمراني الذكي والبني التحتية عالمية المستوى وأحدث الأدوات والتكنولوجيا المتطوّرة في مجالات التقنيات المتنقّلة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشدداً على أهمية التعاون وبناء العلاقات المتينة بين القطاعات العامّة والخاصّة والمجتمع الأكاديمي والمؤسّسي من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة. وقال مسعود العور الرئيس التنفيذي لشركة «تسويق للتطوير والتسويق العقاري»، إن المدن المتقدمة تكنولوجياً تعتبر الوحيدة القادرة على مواكبة النمو السكاني المطّرد وتلبية احتياجات التوسع العمراني والحضري على حدود المدن بكفاءة وفعالية تامة، ويتم تطوير المدن الذكية استناداً إلى مفهوم قائم على توفير مجموعة واسعة من الخدمات المتكاملة، بما فيها الخدمات الحكومية والخدمات الترفيهية وخدمات الطوارئ، من خلال منصة واحدة يسهل الوصول إليها من أي مكان في العالم في خطوة من شأنها تحسين جودة حياة السكان والقاطنين. ولفت إلى أن افتتاح الدورة الأولى من معرض «الحياة الذكية في المدينة الذكية - دبي» يأتي لرسم ملامح خارطة الطريق التي ستقودنا إلى نموذج «المدينة الذكية». وبين أنه، وتماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحويل دبي إلى مدينة ذكية خلال السنوات الثلاث المقبلة، حرصت شركة «تسويق للتطوير والتسويق العقاري»، على تنظيم هذا الحدث لتوفير منصة مثالية من شأنها تمكين أبرز الشركات الدولية من تقييم واقع ومستقبل أسواق مشاريع المدن الذكية إقليمياً ومحلياً. إلى ذلك، أشار هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي إلى أن مشاركة المجلس في هذا الحدث تأتي في إطار سعيه لحشد التأييد لمبادرة «المدينة الذكية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجعل دبي مدينة ذكية ما يعزز خطاها نحو العالمية وبما يقود إلى رفع معدلات الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لأفراد المجتمع. وأضاف، أن المعرض يعد أداة هامة لرفع مستوى الوعي لدى مراكز صنع القرار وممثلي مجتمع الأعمال للتحاور حول استحقاقات تنفيذ مبادرة «المدينة الذكية». وشدد على الدور الهام الذي تقوم به جامعة حمدان بن محمد الذكية في ترسيخ ثقافة المدينة الذكية في الدولة وتحولها إلى مركز إشعاع حضاري وعلمي لتوطين الريادة والابتكار على مستوى المنطقة، موضحاً أن المعرض يشكل فرصة مثالية لعرض أفضل المنتجات والخدمات الذكية التي تهم عدد من القطاعات، مثل السياحة والنقل والبيئة والتعليم والاتصالات والتنمية، بالإضافة إلى نشر منظومة متكاملة وذكية في القطاعين العام والخاص، وبالتالي سيساهم هذا الحدث في تفعيل الحراك الهادف إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في دبي والإمارات. وأشار الهاملي إلى أن المعرض يشكل منصة أساسية لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو المبدأ الذي يؤمن به مجلس دبي الاقتصادي ويعمل على تكريسه في دبي ودولة الإمارات من أجل تحقيق الأهداف التنموية العريضة، إضافة إلى الأهمية الكبيرة للحدث ذاته في نشر مفهوم النظم الذكية المتكاملة في دولة الإمارات. وتحدث أمام المؤتمر كمران صديق، الرئيس التنفيذي لـ «إنسايد إنفيستور»، فيما تناول «سيّد آغا» المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الإمارات وقطر وسلطنة عُمان، أهمية إمارة دبي كنموذج يحتذى به في مجال المدن الذكية، مسلطاً الضوء على دور المبادرات الحكومية في دعم هذا التوجه، والمساهمة في توسيع نطاق الجهود الرامية إلى وضع خطة استراتيجية عالمية المستوى في هذا المجال، فيما ألقى محمود العسماوي، مدير ملف التنمية الاقتصادية للأمم المتحدة، محاضرة تحت عنوان ‹الموضوعات والأحداث اللازمة للتنمية الاقتصادية المحلية والعالمية«. وعقد روبرت ساتون، أستاذ علوم الإدارة في كلية الهندسة في «جامعة ستانفورد»، ورشة عمل بعنوان «الريادة وتوسيع نطاق التميز»، حيث ناقش خلالها أهم التحديات التي تعوق توجّه الشركات من مختلف القطاعات الاقتصادية نحو تحقيق الريادة والتميز. وتركزت الجلسة الأولى حول المنهجية المتبعة من قبل أبرز الروّاد والشركات الناجحة لتطوير وتحفيز وترسيخ طرق التفكير الصحيحة بين أوساط الجمهور المستهدف، في حين تناولت الجلسة الثانية المبادئ الرئيسية التي تساعد الروّاد والفرق العاملة معهم على تحقيق التميز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©