الطبول والموسيقى الألمانية تصدح على كورنيش أبو ظبي

لم تكن البلاد العربية غريبة عن شاعر ألمانيا الكبير جوته، ولم تكن الثقافة العربية الإسلامية بعيدة عن مشاعره الصافية وأفكاره العبقرية، وهذا هو معهد جوته في أبوظبي يجدد حضور هذا الشاعر الكبير، ويدفع اسمه للتألق مجدداً على كورنيش أبو ظبي، من خلال الحفل الموسيقي الجميل الذي نظمه مساء الخميس معهد جوته في الهواء الطلق على كورنيش أبوظبي، وقامت بأدائه فرقة “تاتارا” المشهورة على المستوى العالمي بالعزف على آلات النفخ النحاسية مثل الساكسوفون والمزمار (الفلوت) والبوق، إضافة إلى آلات الإيقاع من صنوج نحاسية. وتمتاز هذه الفرقة الشعبية بتقديم مقطوعاتها الموسيقية التقليدية بأسلوب جديد مبتكر، وهي تقدم حفلاتها الفنية خلال المناسبات والمواسم الثقافية في القرى والبلدات الألمانية. وقد جاء هذا الحفل ثمرة للتعاون الوثيق بين معهد جوته وبين كل من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبلدية أبو ظبي، وذلك بدعم من المكتب السياحي الوطني الألماني. كما كان تعبيرا جميلا عن الانفتاح الفني والثقافي والسياحي الذي تشهده العاصمة أبو ظبي، ويحفل به كورنيش المدينة، إلى جانب العديد من الفعاليات الفنية والرياضية المتنوعة، وتحضر هذه الأنشطة المجانية جموع كبيرة من جمهور يريد أن يتمتع ويرفه عن نفسه، ويكتسب ثقافة فنية عالمية متنوعة. ومع فرح الأطفال والكبار بهذه العروض الفنية عبر ناصر المزروعي عن فرحته بحضور هذا الحفل قائلاً: “أنا مسرور جدا بأن أحضر هذا الحفل الفني، وأستمع إلى معزوفات موسيقية من هذه الفرقة الألمانية، وأنا أحب أن يكون في بلدي أبوظبي مثل هذه الحفلات لأنها تعرفنا بفنون البلدان الأخرى”. أيضاً راشد المرر، التلميذ في المرحلة الابتدائية، كان يرقص مسرورا على إيقاع الموسيقى ويقول: أنا سعيد جدا بهذا الاحتفال الذي يجري على الكورنيش، وأحضر دائما جميع الحفلات مع رفاقي لنرى كل ما يقدم من عروض فنية ورياضية، والجميل أن هذه الحفلات تقدم مجانا ويستطيع الجميع أن يراها”. من جانبها أم فراس استرالية من جذور عربية تقول: “شيء مشوق جدا، ومنشط للحواس أن يحضر الإنسان مثل هذه الفعاليات الفنية المتنوعة في هذا الجو اللطيف والهواء الطلق، والمفتوح لجميع الأعمار ضمن تنظيم جيد، هذه الظاهرة الحضارية أصبحت بها أبو ظبي، وهي تضاهي أرقى الدول في العالم، أنا لم أعد أجد غربة عن أستراليا لأن كل شيء هنا أصبح موجودا، وخاصة أن هذه الفعاليات مجانية وباستطاعة الجميع أن يحضروها”. ومع الرقص والموسيقى والفرح راحت مايا توزع قطعا من الكعك الألماني المغلف بورق السلوفان الشفاف، وقد عبرت عن فرحتها بالمشاركة في هذا العرض الموسيقي الذي أحياه المعهد على كورنيش أبو ظبي، والذي جرى تقديمه أيضا مساء أمس الجمعة على كورنيش دبي.