السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد إشراقة فرح ومودة تعيد الأذهان إلى «أيام الزمن الجميل»

العيد إشراقة فرح ومودة تعيد الأذهان إلى «أيام الزمن الجميل»
20 أغسطس 2012
العيد.. إشراقات مودة وسرور وألفة وفرحة. فبإكمال العدة، وبلوغ يوم الفطر تكون فرحتان، ومن عظمة نبي الأمة، الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يعطي كلَّ لحظة من الحياة حقها، ويسن لأمته من سيرته العطرة القدوة والمثل والسنن التي تتأسى بها. فالعيد موعد للفرح ولإظهار البهجة والسرور، وشرع نبي الأمة إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد. قال أنس بن مالك:«قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر». وفي يوم عيد روت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: «دخل رسول الله وعندي جاريتان تغنّيان، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارُ الشيطان عند رسول الله؟! فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «دعْهما يا أبا بكر، إنّ لكل قومٍ عيد، وهذا عيدنا». (الاتحاد) - من مشاهد السرور في يوم العيد، عندما اجتمع في المسجد نفر يرقصون بالدف والحراب، وتجمع الصبيان حولهم حتى علت أصواتهم، فسمعهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ونظر إليهم، ثم قال لعائشة: «يا حُمَيْراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟» قالت: نعم. فأقامها وراءه، خدها على خده يسترها، وهي تنظر إليهم، والرسول يغريهم، ويقول: «دونكم يا بني أرفدة، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بالحنيفية السمحة». يقول الداعية مصطفى أبوبكر: «إن الأعياد من خصائص المجتمعات والحضارات، وجزء مهم من نسيجها الثقافي، ولا توجد أمة بلا عيد، كما لا يكون عيد بلا أمة، خاصة ولاسيما الأعياد مرتبطة بالمناسبات الدينية. والعيد خاصية تتميز بها الأمم عن غيرها، وتُظهر به مدى تمسكها بعقيدتها وثقافتها وقيمها، وتفصح عن مبلغ اعتزازها بتاريخها وتراثها. فالعيد يوم الزينة والفرحة والبسمة، ويوم لباس وزينة وتجمُّل، وموعد للسرور والفرح، والتواصل بين ذوي القربي، ولعل من فضل الله على المجتمعات الإسلامية أن أكثر الناس يخرجون زكواتهم ويزيدون من صدقاتهم في رمضان وعشر ذي الحجة، حتى يجد الفقراء ما يشترون به الجديد والأنيق من الثياب والملبوسات، فلا تحزن قلوبهم بتميز أحد عليهم أو بتخلفهم عن عادة عموم الناس. وفي هذا من المعاني الاجتماعية النبيلة ما ينبغي لنا استصحابه طوال العام». ود وتواصل في ساحة مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، أقبل المصلون يهنؤون بعضهم البعض عقب صلاة العيد، وتجمعت مئات الأسر التي اصطحبت جميع أفرادها من رجال ونساء وأطفال، وشرعوا يتبادلوا التهنئة والعناق بمشاعر يسودها الود والبهجة والسرور، وبادر هاشم سويلم الجنابي، بالتهنئة، وقال: «كل عام والأمة العربية والإسلامية بكل خير وسلام، إن العيد مناسبة سارة لتواصل الأقارب والأهل والأصدقاء، وفرصة جيدة لاجتماع وتلاقي العوائل والأسر، لتبادل التهنئة والفرحة وتصافي النفوس وإزالة ما علق بها من مشاغل وغبار الدنيا، والعيد فرصة عظيمة لتتوافق وتلتقي القلوب على المحبة والصفاء. كما أن العيد وسيلة ومناسبة سنوية لإسعاد الأطفال الذين لا يحلو عيد بدونهم، فهم من أجمل معاني العيد، وفرحتهم تضفي بهجة خاصة على هذا اليوم، وعلى الكبار والآباء والأمهات أن يتجردوا من متاعبهم ومشاغلهم في هذا اليوم ويفكروا فيما يمكن أن يدخل الفرحة والبهجة على الأبناء، ولا أقسى من أبٍ لا يعرف عن أطفاله شيئًا حتى في العيد! أو لا يعرف كيف يدخل الفرحة إلى قلوبهم ، كما أن العيد فرصة ذهبية لتجديد مشاعر الود والألفة والترابط بين الزوج وزوجته، وفرصة سانحة لبعث المعاني الزوجية الجميلة والعشرة الكريمة، وفرصة للتصافي والتراحم والترابط». وتقول زينة شيخ هادي» ربة بيت»:» العيد ضيف خفيف الظل وزائر لا يتخلف عن ميعاده، وعلينا أن نحسن استقباله بكل خير وفرح ومحبة، وأن نستثمره فيما بيننا لإشاعة ونشر جو العيد والبهجة بين أطفالنا، وأن يتفرغ الآباء تماماً للصغار في هذا اليوم بعيداً عن هموم الدنيا ،مشاغلها، وأن يجعلوا اليوم فرصة للتقارب والتواد والراحم وصلة الرحم، وأن يقتربوا إلى الصغار ومشاركتهم اللهوٍ المباح، وبما يجمع ولا يفرق، وبالمعروف المقبول من ألوان المباهج والزينة والاحتفالات التي لا يمكن أن يقدموا عليها في الأيام العادية، وأن يشعروا الصغار أنه يوماً غير عادي في حياتهم، والابتعاد عن كل ما يغضب الناس ويغضبهم ويكدر صفوهم، وأن تكون الفرحة بالعيد غامرة، فالمسلمون فازوا بصيام وعبادة خاصة طيلة الشهر الفضيل، واليوم عيدهم، وحين نستقبل العيد بما يرضي الله، علينا أن نودعه بما يرضيه أيضاً من عزم على استدامة الطاعات والتقرب إلى الله، وعلى العودة لأعمالنا ومناشطنا ونحن أقرب للمعروف، وأصدق في التعامل فيما بيننا». قيم ومآثر يضيف عزيز شاهر رضا: «نحن اليوم في عيد هو عنوان لأمتنا الإسلامية، وقد سن لأبعاد شرعية ودينية وتربوية وسلوكية كثيرة، وعلينا أن نستلهم منها ما يفيدنا ويفيد أبنائنا، فنحن نرى أن آداب عيد الفطر المبارك من سلوكيات وأخلاق حميدة ومظاهر مبهجة تتجلى في هذا المشهد الذي نراه لجمع كبير من المسلمين، حيث التطيب وارتداء أحسن الثياب، ونسمع كثرة التكبير والتهليل حمدًا وشكرًا على تمام النعمة. اليوم فرحة للكبار والصغار، وفرصة لتجديد صلة الأرحام من خلال التهنئة بالعيد والمشاركة الوجدانية بالاحتفال بعيد الفطر المبارك. وفرصة لتعليم الأبناء كيفية غرس المحبة والتواصل والتراحم وإكرام الأيتام، وإطعام الفقراء، وسد حاجة المحتاجين وغيرها من أمور تحث عليها الشريعة، وما تستهدفها مقاصدها من الصيام والعيد، والحرص على الطاعات التي تعودها العبد في رمضان، والدعوة إلى التسامح ونبذ الخلافات التي تبعدنا عن طريق الله، وعن بعضنا البعض، والتخلي عن الضغائن والعداوات التي تفسد علينا طاعتنا لله، ومن ثم أن اصطحاب الأطفال في هذا اليوم يكسبهم هذه القيم بشكل مباشر ويساعد على إدخال السرور والبهجة والانشراح إلى نفوسهم. ولكي نحقق الحب والسلام والتعاون على البر والتقوى يجب أن يكون عيد الفطر عيدًا للوفاء والإخلاص والصدق والهجرة إلى الله بقلوبنا وأنفسنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا، وأن نعلم أبناءنا كل هذه القيم والمآثر، ولنا في هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إسوة حسنة وعظة وعبرة؛ إذ دعا المسلمين لحضور صلاة العيد رجالاً ونساءً، لتحصيل الخير وحضور دعوة المسلمين، ولاستشعار البهجة والسرور، ولتحقيق التعاون والصلاح، مما يثمر في تنمية الروابط في المجتمع وتقوية أواصر المحبة بين جميع أفراده». مقاصد عالية الهادي بن يوسف نصراوي، يرى أن يوم العيد هو يوم المودة بين الناس، ويوم لصلة الأرحام، وبر الوالدين، وعطف على الصغير والفقير والمسكين، ورحمة بالجار. فقد شُرعت الأعياد في الإسلام لحكم سامية ولمقاصد عالية، فالعيد فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية، ولتجديد قيمة التواصي بالحق والتواصي بالمرحمة، فمن الحكم التي شُرعت من أجلها الأعياد في الإسلام أن تكون فرصة للترويح عن النفس من هموم الحياة، وشُرعت الأعياد أيضًا لتكون فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية ونشر المودة والرحمة بين المسلمين. وشُرعت الأعياد لكي نشكر الله تعالى على تمام نعمته وفضله وتوفيقه لنا على إتمام العبادات. وتختلف عن الأعياد في غير الإسلام؛ ففي الإسلام ارتبطت الأعياد بأداء الفرائض، وتكون فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفريضة، فالذين يصومون لهم الحق أن يفرحوا بالعيد، لأنهم أدوا فريضة الصوم، وربط العيد بأداء الواجب يختلف عن المناسبات الدنيوية، فالإسلام سما بمعنى العيد، وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض، ولذلك فإن العيد يُعدُّ من شعائر العبادة في الإسلام. فالأعياد في الإسلام لم تُشرع من أجل مجرّد الفرح، وإنما شُرعت لكي تستكمل حلقة البر في المجتمع الإسلامي، فإذا كان البر في الأيام العادية عادة فردية، ففي أيام الأعياد يصبح البر قضية اجتماعية، ومن ثم علينا أن نعي الأبعاد التربوية والسلوكية في العيد، وأن ننقلها إلى أسرنا وأطفالنا، ولعل قضاء الوالدين والأقارب والأصدقاء يوما كهذا اليوم الاحتفالي بين أطفالهم بعيدا عن القيود كفيل أن يحقق شيئاً مهما لغرس الفضائل بين الأبناء، وتعزيز أواصر الصلة والتقارب والمودة والتوصل الإيجابي بين جميع شرائح المجتمع». العيد لوحة إنسانية للألفة والمحبة والتواصل الأخصائية الاجتماعية بالهلال الأحمر الإماراتي مريم الفزاري، تلخص الأبعاد الإنسانية والاجتماعية لاحتفالات عيد الفطر المبارك، ومظاهره، وانعكاساتها الإيجابية على الأبناء الصغار، وتقول: «العيد في منهج الإسلام بهجة وفرحة وسرور وشكر لله على التوفيق لأداء فريضة الصيام أو الحج. وواجب المسلمين في هذا اليوم التزاور والتراحم بينهم وبين بعضهم البعض، ومراعاة الآداب التي وضعتها الشريعة الإسلامية للاحتفال بالعيد، فلا يجوز أن يكون يوم العيد يوم حزن أو همّ وبكاء. بل له أهداف وأبعاد اجتماعية وتربوية عديدة تنعكس على الصغار كما الكبار وعلى كل أفراد المجتمع، فالعيد يوم لتجديد الأواصر وتمتين الروابط بين أفراد المجتمع الواحد، وبين جميع أفراد الأسرة الواحدة، وفيه تتجلى السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة فيسارع الناس إلى تبادل التهاني بقدوم العيد، ويتصالح المتخاصمون، وتنعقد مجالس الحب والتراحم والمودة، وتزول الأحقاد من النفوس فتتجدّد العلاقات الإنسانية، وتقوى الروابط الاجتماعية وتنمو القيم الأخلاقية، وتعلو قيمة التآخي والتعاون والبذل والعطاء والجود والكرم والتراحم والتعاطف. كما أن العيد فرصة نفسية كبيرة ومدخل اجتماعي عظيم لكسر ما سببته شواغل الحياة عن القيام بواجب صلة الأرحام والتواصل مع أولي القربى، وفرصة للتواصل بين الآباء والأبناء دون قيود، ودون مشاغل، وهذا من شأنه أن يحقق فوائد نفسية ومعنوية عديدة في نفوس الصغار، وفيه يكتسبون قيم اجتماعية كثيرة لا تظهر إلا في الأعياد غالباً، ومنها تبادل زيارات الأقارب وصلة الأرحام، أو القيام بالرحلات العائلية، والابتعاد عن ضغوط الحياة ومشاغلها وأعبائها، وفرصة مواتية للتخلي عن حالة الخمول الاجتماعي والتراخي الإنساني الذي يصيب الكثيرين في مجال صلة الأرحام وذري القربي، إنها فرصة للعودة بأيامنا -مرة أخرى- إلى أيام الزمن الجميل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©