السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يغيب «الزبانا» إيذاناً ببدء فصل الشتاء

يغيب «الزبانا» إيذاناً ببدء فصل الشتاء
26 نوفمبر 2010 20:18
وفقاً للحسابات التقليدية والمحلية المتوارثة التي تظهر تقويم النجوم والطوالع، فإن اليوم هو التاسع من أيام طالع “الزبانا”، الذي تبرزه نجمتان تعتبران آخر نجوم موسم “الوسم” الذي امتد 52 يوماً بحسب علم الدورور والطوالع الذي يتميز به أهل الإمارات، ويعرفه كبار السن منهم معرفة جيدة، ويسمى بهذا الاسم لأن هاتين النجمتين تبرزان كقرني نجوم العقرب، وهما من النجوم اليمانية أي التي تطلع باتجاه اليمن. ويأتي “الزبانا” في الدر الأول بعد المائة في السنة السهيلية التي تبدأ من مطلع نجم سهيل في منتصف شهر أغسطس كل عام وتحسب أيامها عشرة عشرة تصاعديا إلى المائة، ثم تنازليا للمائة الثانية، وبعدها تصاعديا للمائة الثالثة، وأخيرا تصاعديا للستين الباقية من السنة، وتسمى الأيام الخمسة الأخيرة بـ“الخمسة المساريق”. وطوال موسم الوسم الذي يشد رحاله، يشهد الطقس اعتدالا في درجات الحرارة وبرودة الليل، وفي “الزبانا” تزداد برودة الليل وتتسلل البرودة للنهار أيضا، وتشتد الرياح الباردة، ويزرع فيه العرب القمح والشعير وبعض الخضراوات كالجرجير والبصل والبقول بأنواعها، وفي “الزبانا” تحديدا يقلل ري النباتات المثمرة التي تسقط أوراقها في الشتاء سواء كانت الأرض طينية أو رملية، ويزال جريد النخل الجاف من على النخيل ويتوقف عن ريه بالماء استعداداً لموسم التنبيت. ويبدو تأثير موسم الوسم واضحا في نمط حياة القدماء، كونه يؤثر في محاصيلهم الزراعية وملابسهم التي تتحول لتبدو أكثر ثقلا استعدادا للشـتاء. كما أن بيوتهم السعفية تغطى بما يمكن استخدامه من مواد متوافرة للحصول على الدفء، وفي الأغلب ينتقل أهل المزارع والمدن الساحلية للإقامة في الغرفة الطينية الوحيدة الموجودة في البيت. وبحسب تقسيم موسم “الوسم”، الذي أسماه العرب بهذا الاسم توسما بأيامه ليكون خيرا لما فيه من إحياء للنباتات والأعشاب، يكون الطالع الأول منه “العواء”، وعنه تقول العرب “إذا طلع العواء، طاب الهواء”. والطالع الثاني في موسم الوسم هو “السماك”، وعنه تقول العرب “ما يطلع السماك إلا وذيله في البرد”. وفي طالع السماك يظهر اعتدال الجو بوضوح أكثر من العواء، ثم طالع الغفر الذي يعلن بداية موسم الزراعة، وأخيرا “الزبانا” الذي قالوا عنه “إذا طلعت الزبانا؛ أحدث لكل ذي عيال شأنا، ولكل ماشية هوانا”. وعندما تطلع الزبانا تصل أفواج الطيور الأولى المهاجرة القادمة من الدول الباردة، وعلى رأسها طائر الحجل، ولازدياد الرياح الباردة في هذا الطالع، يكثر العرب شرب الزنجبيل الساخن تجنبا لنوبات الانفلونزا والبرد، وتبدأ الملابس الصوفية في الظهور على أجساد الصغار خاصة، وكما أن من الموروث غير واضح الأسباب ما ينهى عن شرب الماء ليلا خاصة عند البدو والمزارعين، وأغلب الظن أن هذا المنع كان بسبب عدم وجود دورات المياه في المنازل أو قريبا منها واضطرار الناس للذهاب إلى الخلاء في جو بارد وقد يكون عاصفا أيضا. والمطر في أيام الزبانا متوقع لأن السحب تكون من جهة الغرب، وأمطار الوسم تأتي مليئة بالخير وتنبت الفقع اللذيذ (الكمأة) والشيح، والنفل، والروض، وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي. ويعتبر الإماراتيون أن أمطار الوسم لا تتوقف حتى لو دخلت “المربعانية الأولى” من الشتاء، فالأمطار الهاطلة في الأيام العشرين الأولى منها تعتبر من أمطار الوسم تنبت الأعشاب التي ينتظرها أهل الصحراء والساحل. ومع انتهاء در التسعين التنازلي من السنة السهيلية، ودخول الثمــانين بعد عدة أيــام ما يعني بدء المربعانية الأولى من الشتاء بطالع الإكليل، وهو أول طوالع الشتاء وامتداد الوسم تزداد فيه فرصة هطول الأمطار والبرد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©