السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حرش العيد» أبرز معالم بهجة «الفطر» في لبنان

«حرش العيد» أبرز معالم بهجة «الفطر» في لبنان
20 أغسطس 2012
عماد ملاح (بيروت) - فرحة عيد الفطر السعيد لدى أطفال لبنان لا توصف، لأن سعادتهم تعرف من خلال «حرش العيد»، والثياب الجديدة والأرجوحة والركوب على الأحصنة، وهدايا الألعاب الكثيرة، بعد انتظار طويل لهذه المناسبة. وللعيد فرحته المنتظرة لدى الصغار والكبار، وتتجلى بهجته في الزيارات العائلية التقليدية وتبادل التهاني عند الأهل والأقارب، ولعب الأطفال داخل الاستراحات والمتنزهات وهذه الصورة هي بمثابة وداع العيد قبل حلول موسم المدارس، الذي يبقى لوحده يدخل وسائل الفرح والبهجة إلى قلوب جميع اللبنانيين لاسيما أطفال «حرش العيد» على أمل دوران الأيام بسرعة ليطل عيد فطر سعيد آخر. موعد من الفرح أطفال لبنان دائماً على موعد مع عيد الخير والسلام، ومظاهر العيد بدأت تتجلى في العاصمة بيروت ومعظم المدن والمناطق اللبنانية زينة وإضاءة، ويطل «حرش العيد» ومدن الملاهي من ضمن أولويات الزيارات التي يحب الأطفال تمضية الوقت فيهم عند حلول الفطر السعيد. وإذا كان البعض يشبه «حرش العيد» وكأنه «سوق الأحد»، نظراً للأقبال الكثيف عليه، فإن منطقة «قصقص» أتمت كل الاستعدادات والتجهيزات من أراجيح وألعاب كهربائية وبسطات لبيع الهدايا والمأكولات، بحيث أطلق أيضاً على المكان اسم «مدينة الفرح» التي أصبح لها وقع خاص عند الأطفال الذين يعدّون الأيام لزيارة «الحرش» وقضاء بعض الساعات مع الأهل والأقارب، تسلية ولعباً وشراء هدايا. وقديماً كان «حرش العيد» عبارة عن قطعة أرض فسيحة تقام فيها عدة أراجيح، تحيط بها بسطات لبيع الألعاب البلاستيكية الخفيفة والصغيرة، إلى جانب بائعي الكعك بزعتر والذرة والمخلل. وبالرغم من أن مدن الملاهي أخذت بعض الوهج من «الحرش» إلاّ أن الأخير بقي صامداً، لأنه يمثل التراث الشعبي الذي عرفه الأجداد والآباء منذ عشرات السنين. وعيد الفطر السعيد يحمل هذه السنة نكهة خاصة، لأنه يأتي قبل انطلاقة العام الدراسي، في ظل استحقاقات اجتماعية داهمة، ويعتبر آخر عطلة وإجازة صيفية للأطفال قبل حلول السنة الدراسية. وفي أوائل الخمسينيات، بدأت فكرة «الحرش» الصغيرة و»مرجوحة العيد» تراود بعض الأفراد من سكان الحارات، فكانوا يفتشون عن قطعة أرض فسيحة وواسعة، لنصب «المراجيح» لاستقطاب الأطفال الذين كانوا يتوزعون على أماكن التسلية، والبعض من السكان كان ينصب «مرجوحة حديدية» في باحة منزله، يلعب فيها أولاده وأولاد الجيران طيلة أيام العيد، وقد تبقى هذه الأراجيح منصوبة طيلة السنة، حسب الإقبال، إلا أن كثافة الحضور كانت تتلخص في عيدي الفطر والأضحى. ترتيبات واستعدادات الاستعدادات جاهزة وحسب القيمين في رابطة أبناء بيروت، الذين أنهوا جميع الترتيبات لاستقبال زوار العيد في «حرش قصقص» أو مدينة الفرح، حيث نصبت الأراجيح الكهربائية وألعاب القطار و»البريمة» و»الزحيطة» وغيرها من برامج التسلية واللعب. وهذا المكان حسب قول أحد المشرفين في رابطة أبناء بيروت، يشكل وعلى مدار عشرات السنين، الحلم الجميل والذكريات التي لا تمحى. وفي عيد الفطر السعيد، يتحضر الأهالي للزيارات العائلية وزيارة المدافن كما هي العادة في القرى. والاستعدادات لاستقباله بدأت في العاصمة ومعظم المدن اللبنانية. ففي الشمال، من طرابلس إلى عكار، اكتست الطرق الزينة واللافتات المرحبة المهنئة بقدومه، وانتشرت ألعاب الأطفال وبسطات بيع الهدايا في الأحياء الشعبية، وأعلن عن نشاطات ترفيهية وأخرى دينية، وأعدت مسيرات كشفية لإضفاء طابع مميز على عيد الفطر السعيد، من قبل «الكشاف العربي» والجمعيات الاجتماعية. أما شاطئ مدينة طرابلس فقد أتم تحضيراته على طول الكورنيش، بسلسلة من مدن ملاه صغيرة، تجمع بعض الألعاب للأطفال، إلى جانب تجهيز المراكب لرحلات بحرية إلى محيط الجزر الثلاث. تواكب ذلك رحلات سياحية أخرى بواسطة عربات الخيل، إلى داخل المدينة القديمة في الميناء، وأعلن عن إقامة مهرجان للأطفال طوال أيام العيد. أما في البقاع، فيتحضر الأطفال لزيارة أماكن التسلية والحدائق العامة، وقد ارتفعت معالم الزينة في معظم قرى البيرة والسلطان يعقوب والصويري. «ساحة بحر العيد» «ساحة بحر العيد» في صيدا التي تقع مقابل ميناء الصيادين (الواجهة البحرية)، تنتظر أطفال المدينة في أماكن التسلية المقامة فيها، حيث لكل لعبة «تسعيرتها»، ومدتها التي لا تتجاوز الخمس الدقائق، ومعظم الأطفال يفضلون الأراجيح و»دويخات» العيد المصنوعة يدوياً من الحديد، وقد مضى عليها عشرات السنين وما زالت قائمة لأنها متوارثة أباً عن جد. العربات والبسطات في صيدا، ازدانت بمعالم الزينة، وتم تحضيرها لبيع العصير والذرة والترمس للمتنزهين. وفي الكورنيش البحري، بدأت الخيول تصطف في «كزدورة» صباحية ومسائية لعيد الفطر، من أجل استئجار الزوار هذه الخيول في نزهة وأخذ الصور وهم يمتطونها. ولا تكتمل فرحة العيد في صيدا، إلا عبر القيام بنزهة في «التاكسي البحري» الذي يستعيد تألقه في الفطر السعيد، و»المشوار» ينتهي عند حدود صخرة «الزيرة» التي تبعد عن صيدا نحو الكيلومترين في عرض البحر. وفي صور وعند حلول عيد الفطر، يتحضر الأهالي لأداء صلاة العيد وزيارة المقابر، وبعدها تتم التقاليد العائلية المعروفة وتبادل التهاني بين العائلات. وعلى وقع صلوات العيد في مساجد المدينة والبلدات المجاورة، جددت النبطية أماكن التسلية ومدن الملاهي والاستراحات التي تضج في العيد بصخب صراخ الأطفال، الذين يتوزعون الأدوار بين الأراجيح وألعاب السيارات والقطارات ودواليب الهواء والخيول، وغيرها من بعض الألعاب الكهربائية والإلكترونية. ويقتصر دور الأهالي بعد إتمام الواجب الديني والاجتماعي على مرافقة أولادهم والتفرج على ألعابهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©