السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السكري مرض يسببه الاقتصاد الجشع وثقافة الاستهلاك الأعمى

السكري مرض يسببه الاقتصاد الجشع وثقافة الاستهلاك الأعمى
20 أغسطس 2012
يبلغ عدد المصابين بالسكري حالياً حسب الإحصاءات الموثقة فقط 336 مليون شخص. ويصل عدد المصابين في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها 18,8 مليون شخص. لكن الرقم العالمي البالغ 336 مليوناً هو رقم كبير وصادم فعلاً، وإن دل على شيء، فإنما يدل على أن مرض السكري أصبح آفةً عالميةً ومرض العصر الحديث بامتياز. موسوعة سكري للوقوف على دلالات مثل هذه الأرقام، قامت الباحثتان نانسي دافيدسون وريجي موريلاند من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية بإجراء بحث حول الموضوع، فوجدتا أن مصدر إحصاءات مرضى السكري هو الفيدرالية الدولية للسكري، وهي منظمة ينضوي تحت مظلتها 200 جمعية وطنية لمرضى السكري تنحدر من أكثر من 160 دولة. وتتمثل رسالة الفيدرالية الدولية للسكري في تعزيز رعاية مرضى السكري، بالإضافة إلى توفير سبل الوقاية والعلاج في مختلف المجتمعات. وفي ديسمبر 2006، أقرت الأمم المتحدة قراراً ينص على إشراك أعضائها للعمل بنشاط وبذل جهود حقيقية لتقديم الرعاية الصحية لمرضى السكري والقيام بالأنشطة التوعوية اللازمة لوقاية الأفراد من هذا المرض. وتلخص الفيدرالية الدولية للسكري أهدافها في التأثير على السياسات العامة، وزيادة وعي الجمهور بالمرض، وتحسين الرعاية الصحية، وتشجيع تبادل معلوماتية ذات موثوقية وجودة عالية حول السكري. وتتعاون الفيدرالية أيضاً بهذا الخصوص مع منظمتي الصحة العالمية والصحة الأميركية (PAHO). وتحوي النسخة الخامسة لموسوعة أطلس السكري للفيدرالية الدولية للسكري خريطةً عالميةً تفاعليةً تُقدم بيانات إحصائية خاصة بكل دولة. وتوضح أن البلدان التي تنتشر فيها أعداد كبيرة من مرضى السكري، هي الولايات المتحدة الأميركية والهند والبرازيل والصين. وقد لا يكون من المفارقات أو المصادفات أن نجد أن لهذه البلدان جميعها قاسماً مشتركاً هو اقتصادها القوي وتصنيفها ضمن الدول المتقدمة صناعياً (الولايات المتحدة الأميركية)، أو الدول الصاعدة التي يُتنبأ بأنها ستهيمن على الاقتصاد العالمي مستقبلاً (الصين والهند والبرازيل). قوة اقتصادية يقول محللون إن هذه الدول راكمت قوتها الاقتصادية على مدار عقود واستمدتها من التركيز على إنتاجية مواطنيها كماً وكيفاً، وإدخالهم في دوامة من اللهاث وراء مضاعفة الإنتاج وضغط العمل، لتقدم لهم بالمقابل وجبات سريعة، تماشياً مع وتيرة الإنتاج السريع التي تبتغيها ومع ثقافة الاستهلاك الأعمى وغير الواعي التي أنشأتها، وهمها الوحيد والأوحد هو مواصلة تقدمها الاقتصادي وعجلة نموها، ولو كان ذلك على حساب الصحة العامة لمواطنيها. لكن مراقبين آخرين يقولون إن هذا الكلام عار عن الدقة، ويستدلون على ذلك بالمبادرات العديدة التي تقوم بها حكومات هذه البلدان من أجل تشجيع مواطنيها على تناول الأغذية الصحية، وممارسة الرياضة والابتعاد عن الوجبات السريعة. غير أن جدلاً كهذا لن يغير من واقع إصابات السكري شيئاً، فقد أضحى مرضاً يهدد جميع المجتمعات، بما فيها البلدان النامية والمتخلفة والفقيرة، ما يشكك في حجة أحد الفريقين من المحللين والمراقبين. ويقول خبراء الرعاية الصحية أن عدد مصابي السكري آخذ في التزايد وليس النقصان، ويتوقعون أن يصل بحلول سنة 2030 إلى 552 مليون مصاب أو أكثر. ويجدُر بنا القول والحال هذه إنه قد يسهل على كل واحد منا أن يبدي إعجابه ورضاه عن سهولة الحياة التي آلت إليها مجتمعاتنا بفضل التقدم والتطور، لكن المتأمل لنمط حياتنا الحديث يجد أن ذلك جاء مصحوباً بآفات عديدة، وجعلنا ندفع ضرائب باهظةً من صحتنا واستقرارنا وتوازننا النفسي وعلاقاتنا الاجتماعية. غير أن فرصة استدراك ما ضاع وفات ما زالت قائمةً-تقول نانسي وريجي- ولكن شريطة أن نفكر في عالمنا المعولم أجمع، وليس في البلد الذي ننتمي إليه أو المجتمع الذي نعيش فيه فقط. فتضافر جهود الجميع هو فقط الذي يمكن أن يؤدي إلى تحسين أدائنا شعوباً وحكومات في الوقاية من مرض السكري وإدارة هذا المرض الذي يصيب مئات الملايين. وكما يقول غاندي «حال مستقبلنا يتوقف على ما نقوم به في حاضرنا». ولا يتجادل اثنان طبعاً في أن الجميع يريد لأولاده وأحفاده أن يعيشوا حياةً أفضل، وأقل أمراضاً من التي نعيشها. عن موقع «mayoclinic.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©