إعداد- عدنان عضيمة:
أصبحت الأفلام المنسوخة على أقراص ''دي في دي'' والمسروقة من مواقع الإنترنت تشكل الهاجس الأكبر بالنسبة لاستديوهات هوليوود بعد أن أصبحت كل أفلامها عرضة للنسخ من دون الحصول على ترخيص مسبق، وتنتشر ظاهرة القرصنة على أوسع نطاق في دول شرقي آسيا وخصوصاً في الصين·
وتتحدث الإحصائيات عن أن هوليوود تتكبد خسائر بمليارات الدولارات بسببها، ويرى المحللون أن الحل الوحيد لها يكمن في ضرورة سعي هوليوود إلى تسريع عمليات توزيع أفلامها على الخط، إن هي أرادت أن توقف حملة القرصنة التي تمارس ضدها، ومن ناحية الأعراف التجارية، يعد هذا العلاج واحداً من أغرب الظواهر على الإطلاق، لأنه يعني أن على المسروق (الضحية) أن يعمل على منافسة السارق في ترويج المادة المسروقة في الأسواق!·· ومعنى ذلك ببساطة أكثر، أن على هوليوود أن تقدم أفلامها إلى الجمهور بتكلفة أقل من تكلفة شراء القرص المدمج المنسوخ من القراصنة، ويتوقع تقرير نشرته الفاينانشيال تايمز أن تتزايد وتيرة القرصنة الرقمية للأفلام بمعدل ثلاثة أمثال قبل حلول عام ·2015
وتثبت إحصائيات أنجزتها مراكز متخصصة أن قرصنة الأفلام الرقمية تكلف هوليوود خسائر تصل إلى 2,3 مليار دولار سنوياً، أوما يمثل 3% من إجمالي عوائد الصناعة العالمية للسينما، وتقدر هذه الإحصائيات أيضاً أن تمثل عوائد قرصنة الأفلام 10% من مجمل مداخيل صناعتها في عام 2015 أوما يساوي 8 مليارات دولار سنوياً·
وفي إطار البحث عن علاج لهذه المشكلة، أشار دافيد ساندرسون، وهو واحد من كبار المستثمرين في صناعة السينما بولاية لوس أنجلوس أنه يتوجب على استديوهات إنتاج الأفلام أن تقدم للمستهلكين العروض والفرص المشجعة لشراء الأفلام الرقمية على الخط بطريقة شرعية حتى تتمكن من إيقاف عملية السطو على الأفلام·
ومن المعلوم أن سرقة الفيلم الرقمي المعروض على الخط سهلة جداً ولا تتطلب أكثر من (كاتبة دي في دي) لتسجيل الفيلم، وينصح ساندرسون الاستديوهات بالبحث السريع في رغبات المستهلكين حتى تتمكن من تقديم أفضل البدائل لهم والتي ستقنعهم بالعدول عن شراء الأفلام المسروقة·
ويقول التقرير: إن الفشل في تحقيق هذا المسعى لا بد أن يؤدي إلى كارثة شبيهة بتلك التي شهدتها صناعة التأليف الموسيقي عندما أدى النمو السريع لقرصنة القطع الكوسيقية والأغاني إلى إصابة هذا القطاع بشلل نصفي، ونصح ساندرسون أيضاً اصحاب القرار في الاستديوهات بتخفيض أسعار أقراص (دي في دي) ورسوم الاشتراك في الأقنية التلفزيونية المتخصصة بعرض الأفلام حتى يتمكنوا من منافسة القراصنة·
وكانت لقرصنة الأفلام نتائجها المنظورة حيث انخفض الطلب خلال السنوات القليلة الماضية على الأفلام التي يمكن للمشترك طلب عرضها على التلفزيون مقابل رسم معين يدفعه، وهذا دليل مهم على التأثير السلبي للقرصنة الرقمية للأفلام على واقع ومستقبل صناعة السينما·
ويأتي هذا التحذير بعد أن وصل الأمر في استديوهات هوليوود إلى مرحلة شدّ البطون· وكانت كبريات الشركات العالمية المتخصصة باستثمار الأفلام الرقمية في التلفزيون التفاعلي، تراهن في بداية الأمر على جني مكاسب كبرى من هذه الصناعة المتطورة إلا أنها اصطدمت بحاجز القرصنة الرقمية لأفلامها مما أفقدها توازنها· ومن بين اشهر هذه الشركات، تلك التي تشغل موقع عرض الأفلام على الكمبيوتر وتدعى wonamenic·
عدد اليوم
