بلغ حجم الاستثمارات الرأسمالية الجديدة لمجموعة “اتصالات”، خلال النصف الأول من العام الحالي 1,78 مليار درهم، مقارنة مع 1,96 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبحسب الميزانية، التي أعلنتها “اتصالات” حول أداء النصف الأول، ضخت “اتصالات” التي تعمل في 16 سوقا حول العالم خلال الربع الثاني من العام في سوق الإمارات، الذي يعتبر السوق الرئيسية للمجموعة من حيث الإيرادات، نحو 490 مليون درهم، بزيادة 20%، واستهدف إنفاقها الجديد تعزيز تغطية وتحديث شبكتها داخل الدولة.
وبلغ إجمالي إيرادات اتصالات – الإمارات، خلال النصف الأول من العام 12,15 مليار درهم من إجمالي الإيرادات الموحدة للمجموعة، والبالغة 16,45 مليار درهم، ما يعني أن سوق الإمارات يستحوذ على 79% من إجمالي دخل المجموعة، والنسبة المتبقية لعملياتها في الخارج.
وأنفقت “اتصالات” في الإمارات خلال السنوات الأربع الماضية 8,4 مليار درهم على البنية التحتية لقطاع الاتصالات، منها 5 مليارات درهم على شبكة الألياف الضوئية، وتبلغ حصة الفرد الواحد من هذا الاستثمار 1100 درهم. كما أنفقت “اتصالات” استثمارات بقيمة 1,2 مليار درهم على شبكة الجيل الرابع في الإمارات التي أطلقتها العام الماضي، لتكون أول شركة اتصالات في المنطقة تطلق الشبكة المتطورة لمواكبة التطور السريع، الذي يشهده قطاع الاتصالات، ولتضع الإمارات في صدارة الدول المتقدمة في هذا المجال.
وبعد انخفاض في الأرباح استمر عامين، حققت “اتصالات” خلال الربع الثاني من العام الحالي أول نمو فصلي في الأرباح بنسبة 17%، لتصل إلى 1,86 مليار درهم، مقارنة مع 1,59 مليار درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وارتفعت أرباح النصف الأول بنسبة 7,5%، لتصل إلى 3,67 مليار درهم، من 3,41 مليار درهم، بحسب النتائج المالية.
وعزا أحمد عبد الكريم جلفار الرئيس التنفيذي لمجموعة “اتصالات” في سؤال لـ”الاتحاد”، حول أسباب عودة المجموعة إلى الربحية بعد عامين من التراجع، إلى تضاؤل نسبة الانخفاض في الأرباح المحققة من اتصالات الإمارات، والتي بدأت تعود إلى النمو بقوة، علاوة على ارتفاع الأرباح المحققة من العمليات الخارجية.
وقال “إن خطة إعادة الهيكلة التي وضعتها المجموعة ساهمت في انحسار التراجع في الأرباح المتأتية من سوق الإمارات، نتيجة المنافسة القوية في السوق”، مضيفاً أن “اتصالات” بفضل العروض التي تنطوي على قيم مضافة لمشتركيها تعزز من حصتها السوقية في سوق الإمارات.
وتقدر الحصة السوقية لـ “اتصالات” في سوق الهاتف المتحرك في الإمارات 55,5% من خلال عدد مشتركين، يقدر بنحو 7 ملايين مشترك، في حين تقدر الحصة السوقية للمنافس “شركة دو” بنحو 44,5%، بما يعادل 5,5 مليون مشترك، ويبلغ إجمالي عدد مشتركي “المتحرك” في الدولة 12,6 مليون مشترك بنهاية شهر مايو الماضي، بحسب هيئة تنظيم الاتصالات.
وقال جلفار “من الطبيعي أن تتأثر حصة المشغل الأول مع دخول المشغل الثاني للسوق”، كما أن انكماش سوق الإمارات في الفترة من 2009 إلى 2010 ساهم في تأثر حصة “اتصالات”، مضيفاً أن “اتصالات” قادرة على العودة إلى النمو بقوة.
وتعول “اتصالات” على تعويض النقص في الإيرادات من المكالمات الصوتية من خلال نمو في قطاع البيانات، مع تزايد أعداد المشتركين في خدمة الإي لايف، إضافة إلى زيادة استهلاك البيانات من خلال الهواتف الذكية وأجهزة الأي باد.
وبحسب الميزانية، ارتفعت إيرادات المجموعة خلال النصف الأول إلى 16,45 مليار درهم، مقارنة مع 15,96 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بارتفاع نسبته 3%، ونمت إيرادات الربع الثاني بنسبة 4,1%، لتصل إلى 8,25 مليار درهم، من 7,92 مليار درهم.
ووفقاً لتقرير “اتصالات”، ارتفع حجم الاستثمارات التي ضختها المجموعة في شركاتها التابعة في إفريقيا خلال النصف الأول بنسبة 183%، لتصل إلى 141 مليون درهم، وذلك مع بدء انتشار الشبكة في أسواق غرب إفريقيا، في حين انخفضت النفقات الرأسمالية الموجهة إلى شركة اتصالات مصر بنسبة 39%، ليصل حجم الإنفاق إلى 133 مليون درهم، وعزت “اتصالات” السبب إلى انخفاض أنشطة انتشار الشبكة.
وعلى المنوال نفسه، تراجع حجم إنفاق “اتصالات” في آسيا بنسبة 52% خلال النصف الأول، ليصل إلى 76 مليون درهم، ويعود السبب إلى إنهاء عمليات اتصالات الهند.
وكلفت “اتصالات” مكتب محاماة دولي لتصفية نشاط شركتها التابعة في السوق الهند، بعد حكم المحكمة العليا في الهند بإلغاء تراخيص 121 شركة للاتصالات تعمل في السوق الهندي، بدعوى ارتكابها مخالفات عند الحصول على تراخيص الجيل الثالث، الأمر الذي نفته اتصالات، وقالت إن هذه المخالفات وقعت من شريكها الهندي قبل أن تتملك هي حصة في الشركة، بيد أن المحكمة تمسكت بحكمها.
وأضاف التقرير، أن جهود “اتصالات” خلال الربع الثاني استمرت في نشر شبكات الجيل الرابع في كل من أفغانستان وساحل العاج، بعدما حصلت على تراخيص بعمل هذه الشبكات مؤخراً.
وتظهر الميزانية الموحدة لاتصالات خلال النصف الأول من العام أن رصيد النقد الموحد لدى المجموعة بلغ بنهاية يونيو الماضي 10,55 مليار درهم.
وبلغت قيمة الديون الإجمالية الموحدة 5,35 مليار درهم، بانخفاض نسبته 15%، مقارنة مع رصيد الدين في يونيو 2011، وعزت المؤسسة السبب إلى انتهاء عملياتها في الهند، وتتعلق معظم الديون بالعمليات الدولية بغرض انتشار الشبكات.
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، استبدلت مجموعة اتصالات تسهيلات قروض قائمة تخضع لفائدة بمعدل 10,35%، في إحدى الشركات التابعة في الخارج، بقرض جديد بمبلغ 571 مليون درهم، (125 مليون يورو)، يخضع لفائدة بمعدل السعر السائد بين البنوك الأوروبية زائداً 0,86%.
وسددت الشركة التابعة مبلغ 667 مليون درهم، لتسوية القرض القائم، كما سددت شركة تابعة أخرى مبلغ 480 مليون درهم، مقابل القروض البنكية وقروض المساهمين.
ووفقا للميزانية، تحتفظ “اتصالات” بصافي نقد إيجابي بقيمة 5,20 مليار درهم، بعد خصم رصيد الدين، وبلغت قيمة التدفقات النقدية خلال النصف الأول 5,37 مليار درهم، مقارنة مع 5,21 مليار درهم للفترة ذاتها من العام الماضي.
وتظهر الميزانية ارتفاعاً في إيرادات الشركات التابعة في الخارج، حيث ارتفعت إيرادات اتصالات مصر بنسبة 15%، لتصل إلى 1,26 مليار درهم، ونمت الإيرادات المجمعة لقطاع إفريقيا بنسبة 16% لتصل إلى 700 مليون درهم، مقارنة مع الربع الثاني من العام الماضي، بدعم من نمو إيرادات العمليات في كل من بنين والجابون وتوجو.
وارتفعت الإيرادات المجمعة في قطاع آسيا إلى 383 مليون درهم بنسبة نمو 10%، نتيجة ارتفاع عدد المشتركين في اتصالات أفعانستان وسيريلانكا. ونجحت “اتصالات” خلال النصف الأول من تقليل خسائرها من فروقات الصرف الناتجة عن تحويل إيراداتها من عملياتها الخارجية، وبحسب الميزانية، بلغت فروقات الصرف الناتجة عن تحويل العمليات الخارجية خلال النصف الأول 12,44 مليون درهم، مقارنة مع 307,66 مليون درهم.
عدد اليوم
