الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الشوكولاتة السويسرية تتكيّف مع رغبات المستهلكين

صناعة الشوكولاتة السويسرية تتكيّف مع رغبات المستهلكين
20 أغسطس 2012
تمثل صناعة الشوكولاته آفاقاً واعدة، سواء بالنسبة للمستهلكين أو المنتجين لكونها محبوبة من قبل الجميع، ومقاومة للركود الاقتصادي. ولكن، في الوقت الذي يُتوقع فيه استمرار نمو المبيعات على وتيرة متسارعة، يواجه هذا القطاع الصناعي تحديات جديدة. واستناداً إلى تقرير أعدته شركة “كي بي إم جي”، يتضح أن المستهلكين الجدد لهم أذواق مختلفة، في الوقت الذي أصبحت فيه الأسواق الحالية تعير أهمية أكبر للاعتبارات الصحية، وتعرف تهافتاً على المنتجات التي تراعي الخصوصيات الفردية. ويضيف التقرير أن “العديد من الشركات تتصارع من أجل الاحتفاظ بمكانتها في سوق تعرف تقلبات سريعة”. وما يجعل من الصعب على تلك الشركات الاحتفاظ بحصتها في الأسواق تمسك المستهلكين بالخصوصيات المحلية، وحرص الأفراد على ما يلبي الأذواق الفردية بشكل كبير. فلقد كان الربط بين اسم سويسرا وصناعة الشوكولاته يعتبر من الكليشيهات القديمة، ولكن لذلك الرابط ما يصدّقه في الواقع، لأن السويسريين يستهلكون في السنة 11,9 كيلوجرام من الشوكولاته لكل فرد، أي أعلى نسبة مقارنة مع بقية الدول. وإذا كانت فنيات صناعة الشوكولاته قد ظهرت في البداية في إيطاليا، فإن الشوكولاته الممزوجة بالحليب اخترعت في سويسرا. ويُعتبر هذا البلد موطن أكبر صانعي الشكولاته العالميين، وهو باري كاليبو الذي يسهر على إنتاج العديد من المستحضرات التي يمزجها صانعو الشوكولاته بمواد أخرى لتحويلها إلى منتج نهائي. عجيب وممتاز أنتج قطاع صناعة الشوكولاته السويسري في العام الماضي أكثر من 176 ألف طن من الشوكولاته، بما قيمته 1,7 مليار فرنك سويسري. وتأتي في مقدمة الترتيب شركة “ليندت آند سبرونجلي” لأصناف المنتجات عالية الجودة. أما “توبليروني”، فتعتبر ماركة مخصصة للاستهلاك اليومي ويمكن التعرف إليها بسهولة. في حين أن عملاق الصناعة الغذائية “نستلة” يقوم بإنتاج بعض الصفائح راقية الجودة الشهيرة، بما في ذلك صفائح “كيت كات”. واختتمت دراسة مؤسسة “كي بي إم جي” أن على الشركات الصناعية أن تراعي الشروط الثلاثة المتمثلة في الالتزام بمعايير التنمية المستدامة، والابتكار والتجديد، ومراعاة الظروف الصحية، من أجل الحفاظ على حظوظ النمو في المستقبل. والسؤال المطروح هو: كيف سيكون رد فعل قطاع صناعة الشوكولاته السويسري على التغيرات الكبيرة والمتعاظمة في الأسواق العالمية؟. يقوم باري كاليبو بإنفاق حوالي 20 مليون فرنك سويسري سنوياً في مجال الأبحاث والتجارب والاختبارات، وهي التطبيقات التي سمحت بإبداع الشوكولاته المقاومة للذوبان (وهو ما يعتبر ملائماً بالدرجة الأولى في البلدان الحارة)، أو منتوج شوكولاته خالٍ من مادة اللاكتوز. كما تقوم شركة “نستله” بالكشف عن المبالغ المالية والوقت الذي تخصصه لتحسين تقنيات إدارة المزارع، وظروف عمل العمال في المزارع، ولو أن الجميع غير مقتنع بأن الشركات متعددة الجنسيات تقوم بما يجب عليها القيام به كاملاً. فقد سوّقت شركة “نستله” في اليابان حوالي 200 صنف خاص من منتج “كيت كات” استعملت فيه أنوعاً فريدة من نوعها من الخمائر، مثل صلصة الصويا، والشاي الأخضر، والشمام، والبطاطس الحلوة. أما مجموع إنتاج شركة “كيلير” فترغب في كسب موطئ قدم في سوق المنتجات الراقية بإمكانية السماح للزبون بتشكيل بنفسه نماذج تتماشى مع ذوقه. تعاظم المنتجات الفريدة من نوعها لقد أخذ صانعو الشوكولاته بعين الاعتبار تعاظم المخاوف من ظاهرة البدانة في العديد من البلدان. فقد عرفت صادرات العلب المصغرة من الشوكولاته السويسرية في العام الماضي ارتفاعاً بنسبة 30% مقارنة مع عام 2010، وليست هناك أسباب قد تدفع كبار أرباب صناعة الشوكولاته في سويسرا للتخوف من تغير طباع وعادات المستهلكين، أو تغير الإجراءات والمعايير المفروضة، كما يرى ذلك الخبير والمستشار في مجال المواد الغذائية المقيم في سويسرا، جيمس أموروزو. إذ قال “إن باري كاليبو يستفيد من تعاظم ظاهرة لجوء صانعي الشوكولاته إلى استخدام العناصر الأقل قيمة مضافة في عملية الإنتاج، من مصادر إنتاج خارجية. وهؤلاء هم في وضعية أحسن لمعرفة كيفية الاستفادة من تغير أذواق المستهلكين، لأن وصفات إنتاجهم يتم اختيارها وفقاً لحاجيات زبائنهم. وكلما كانت هذه الحاجيات متنوعة ومتغيرة، كلما كان ذلك جيداً بالنسبة لباري كاليو”. وأضاف أموروز: “إن قطاع الإنتاج الفريد من نوعه في مجال الشوكولاته يعرف نمواً كبيراً مقارنة مع الإنتاج العادي الموجه للاستهلاك الواسع في السوق. وهذه الظاهرة مرشحة للاستمرار والنمو في المستقبل طالما استمر الجمهور بشكل متزايد في الإيمان بأن الشوكولاته يجب أن تظل منتجاً يُستهلك ظرفياً، وليس منتجاً يُستهلك بكميات كبيرة”. وإن مبيعات الشوكولاته من المستوى الرفيع ستعرف زيادة كبيرة بسبب الصين التي ستصبح بها نسبة مستهلكين أثرياء أعلى من المتوسط مقارنة مع الطبقات المتخلفة من ذوي الدخل المتوسط في الوقت الحالي. ليست الشركات الصناعية الكبرى هي وحدها المستفيدة من هذه الفرص الجديدة في سوق الشوكولاته. فشركة “نيو سويس شوكولات” حديثة العهد، والتي أسست خلال 2010، لها اليوم أكثر من 30 ألف مشترٍ من 32 دولة، يقومون عبر شبكة الإنترنت بتشكيل وتصميم قضيب الشوكولاته، حسب رغبتهم. ويقول سفن بايخلر، المدير التنفيذي للشركة،: “إن هناك رغبة حقيقية لدى الناس لكي يقتنوا منتجاً مصمماً حسب احتياجاتهم الشخصية، بدل اقتناء منتج واسع الانتشار بمعايير ثابتة”. قصة الشوكولاتة السويسرية برن (وكالات) - تعلم صانعو الشوكولاته السويسريون مهنتهم من خلال رحلاتهم إلى إيطاليا في القرن التاسع عشر. وأسس جون- فرانسوا كايي Cailler مصنع شوكولاتة في كورسيي بالقرب من مدينة فيفي بدويلة فو خلال 1819. وقد ازدهرت هذه الشركة قبل إدماجها مع شركة “نستله” لصناعة المواد الغذائية خلال 1929. تلى تلك التجربة ظهور محترفين سويسريين في صناعة الشوكولاته، من أمثال فيليب سوشار الذي باشر تجارته في عام 1826، ورودولف سبرونجلي آمان الذي أقام أولى مصانع الشكوولاته في القسم السويسري الناطق بالألمانية (زيوريخ) في عام 1845. وشرع رودولف ليندت في صناعة منتج من أرقى المنتجات السويسرية في مدينة برن خلال 1879. وهو الذي اخترع أول نموذج من الشوكولاته القابل للذوبان. وقد باع فيما بعد مصنعه وطرق إنتاجه لرودولف سبرزنجلي. وابتكر تيودور طوبلر أحد أجود المنتجات السويسرية في مجال الشوكولاته خلال 1904، وتقوم شركته اليوم بإنتاج أحد أكثر الأنواع رواجاً من طراز “كيت كات”. وأنتج قطاع صناعة الشوكولاته السويسري في العام الماضي أكثر من 176 ألف طن من الشوكولاته، بما قيمته 1,7 مليار فرنك سويسري. ويستهلك السويسريون في السنة 11,9 كيلوجرام من الشوكولاته لكل فرد، أي أعلى نسبة مقارنة مع بقية الدول.
المصدر: برن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©