السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«التنمية اللاتينية» تسعى لاستقطاب صناديق سيادية خليجية لبرنامج سندات بملياري دولار

«التنمية اللاتينية» تسعى لاستقطاب صناديق سيادية خليجية لبرنامج سندات بملياري دولار
26 نوفمبر 2010 21:03
تسعى مؤسسة التنمية اللاتينية (ذراع التنمية الإقليمية لـ 18 دولة في قارة أميركا الجنوبية) إلى استقطاب الصناديق السيادية وأجهزة الاستثمار الخليجية للمشاركة في برنامج للسندات تعتزم طرحه خلال العام المقبل بقيمة تتراوح بين 1,5 مليار إلى ملياري دولار بحسب أريك جارسيا الرئيس التنفيذي للمؤسسة. وأوضح جارسيا في لقاء مع “الاتحاد” على هامش زيارة يقوم بها إلى العاصمة أبوظبي، أنه التقى عددا من المسؤولين في أجهزة استثمارية من القطاعين الحكومي والخاص ضمن زيارة هي الثالثة له للدولة، تستهدف الترويج للاستثمار في 18 دولة أعضاء في المؤسسة التنموية، التي وضعت الإمارات ضمن أولوياتها لاستقطاب رؤوس أموال حكومية، وخاصة، للمشاركة في خطط التنمية في جنوب القارة الأميركية وفقاً لجارسيا. وأكد أن النمو الاقتصادي الذي تسجله اقتصاديات دول أميركا اللاتينية من شأنه أن يشجع رجال الأعمال الإماراتيين وأجهزة الاستثمار وصناديق الثروات على الاستثمار خصوصا في قطاعات واعدة مثل الزراعة والسياحة حيث تتمتع دول المنطقة بموارد طبيعية عديدة بحاجة إلى استثمارات كبيرة. وأوضح أن مؤسسته تستقطب أموالاً من الأسواق المالية العالمية للاستثمار في الدول اللاتينية خصوصا من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وتأمل أن يكون للأموال الخليجية خصوصا من الإمارات دور في برامج التنمية التي تتبناها المؤسسة والتي قال إنها تحقق عوائد على الاستثمار مجزية لأي استثمار. وأشاد جارسيا بالتطور الاقتصادي الذي شهدته أبوظبي التي زارها قبل 7 سنوات خلال حضوره الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي عقدت في دبي عام 2003 مضيفاً “ قادة الإمارات يمتلكون رؤية للمستقبل وهذا سر نجاحها دولياً، حيث لمست من خلال اللقاءات التي عقدتها مع مسؤولين حكوميين ومن القطاع الخاص تميز الكوادر البشرية وجودة التعليم”. وأضاف “ التقيت كوادر إماراتية تشغل مناصب عليا تحمل مؤهلات علمية على مستوى عالٍ من حملة الدكتوراه والماجتسير ويقودون فرق عمل متميزة وهذا ما لفت نظري، وأرجعه إلى الرؤية التي تتمتع بها القيادة الإماراتية في الاهتمام بالتعليم وبإعداد كوادر مواطنة لقيادة البلاد في المستقبل” ومن المقرر أن يقوم وفد كبير من مؤسسة التنمية اللاتينية خلال الشهر المقبل بزيارة إلى أبوظبي للترويج لبرنامج السندات الجديد الذي سيرفع إجمالي السندات التي تصدرها المؤسسة إلى أكثر من 6 مليارات دولار، وقال جارسيا أن حصيلتها ستستخدم في تمويل مشاريع البنية التحتية في الدول الأعضاء في المؤسسة. وأكد جارسيا الذي شغل منصب وزير التخطيط في بلده بوليفيا، وشارك كممثل عن دول أميركا اللاتينية في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين أنه يدرك أن استثمارات الصناديق السيادية وأجهزة الاستثمار في منطقة الخليج تأثرت بتداعيات الأزمة المالية العالمية غير أنه قال” نحن نسعى إلى بناء علاقات طويلة الأمد مع الإمارات، وأن زيارته للمرة الثالثة تستهدف مد جسور التعاون بين بلدان أميركا اللاتينية والعالم العربي. وأوضح أن الاقتصاديات الخليجية تمتلك القدرة على التعافي من الأزمة المالية، وأن تحقيقها لمعدلات نمو إيجابية، على الرغم من الأزمة، يثبت على أن الاقتصاد الإماراتي قوي ولديه المناعة الكافية التي تساعده على تجاوز التطورات التي ضربت الجميع. واعتبر أن انعقاد القمة العربية اللاتينية في ليما عاصمة بيرو في فبراير المقبل ستكون بمثابة الجسر الأول الذي سيمهد لإقامة علاقات تعاون ثنائية مع العالم العربي، الذي قال إنه يتشابه إلى حد كبير مع العالم الأميركي اللاتيني، مقترحاً عقد معارض ومهرجانات للفنون والتراث بين الجانبين للتقريب بين الشعوب. ودعا جارسيا رجال الأعمال الإماراتيين إلى الاستثمار في جنوب القارة الأميركية، مشيراً إلى أن دولها تمتلك اقتصاديات متطورة، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي 5,5% ارتفع إلى 6% لاقتصاديات البرازيل وتشيلي وبيرو والمكسيك، مقارنة مع تراجع سجلته الاقتصاديات المتطورة التي تضررت من الأزمة المالية. وأوضح أن اقتصاديات أميركا اللاتينية لم تتضرر كثيرا بسبب اتباعها سياسيات محافظة على صعيد الاقتصاد الكلي، علاوة على استفادتها من نمو اقتصاد كل من الصين والهند، حيث ارتفعت صادراتها إلى هذه الأسواق الضخمة، واستفادتها من درس مشابه للأزمة المالية، وذلك في عقد التسعينات من القرن الماضي. وأُسست مؤسسة التنمية اللاتينية عام 1970 وتتخذ من العاصمة الفنزويلية كراكاس مقراً رئيسياً لعملياتها، ويقدر رأسمالها بنحو 6 مليارات دولار يتوقع تضاعفه خلال العامين المقبلين، كما بلغ إجمالي القروض التي قدمتها المؤسسة للدول الأعضاء نحو 11,7 مليار دولار. وجمعت المؤسسة منذ العام 1993 من أسواق المال العالمية نحو 10,5 مليار دولار من خلال إصدار نحو 70 سنداً جرى استخدام حصيلتها في تمويل مشروعات تنموية بالدول الأعضاء، حيث استحوذت مشاريع البنية التحتية على 45% من إجمالي التمويل ثم مشروعات التنمية الاجتماعية والبيئة. وأضاف أن بيرو وكولمبيا والإكوادر تستحوذ على الحصة الأكبر من التمويلات المقدمة من المؤسسة، معتبراً أن البرازيل صاحبة الاقتصاد الأكبر تمتلك تجربة اقتصادية ناجحة بين دول أميركا اللاتينية. وتمتلك المؤسسة برامج تنموية في الدول الأعضاء، منها برامج للحد من الفقر من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم مشاريع الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة وهي مشاريع من شأنها أن تحسن من النمو الاقتصادي. وأكد جارسيا أن البيئة الاستثمارية في دول أميركا اللاتينية جذابة، حيث تتمتع باستقرار سياسي منذ أكثر من 16 عاما، ولديها حكومات ديموقراطية منتخبة، مما يجعل المناخ السياسي ملائماً للاستثمار الأجنبي. وتعوّل مؤسسة التنمية اللاتينية على زيادة رحلات الطيران بين الإمارات ودول جنوب القارة الأميركية، وقال جارسيا” هناك رحلة بين دبي والبرازيل، لكنْ من شأن تنامي العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول العربية وأميركا اللاتينية أن تزداد حركة الطيران بين الجانبين”. واكد أن بعد المسافات بين العالمين العربي وجنوب القارة الأميركية لم يعد عائقاً دون التواصل كما كان في السابق في ظل الثورة في عالم الاتصالات، إضافة إلى أن رؤوس الأموال باتت تنتقل بحرية وسهولة، مضيفاً أن صناديق الثروة السيادية تستثمر في كل مكان من العالم حالياً بصرف النظر عن المسافات طالما وجدت الفرص الاستثمارية الجذابة التي تعطي عوائد مغرية. وشدد جارسيا على ضرورة أن تقوم حكومات الجانبين بجهد مضاعف في سبيل التقريب بين الشعوب وإقامة تحالفات في المجالات كافة ليس فقط في المجال الاقتصادي والتجاري، بل في مجالات الثقافة والفنون وحتى الرياضة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©