الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رباعيات الخيام».. اشتهرت بترجمة أحمد رامي

«رباعيات الخيام».. اشتهرت بترجمة أحمد رامي
22 يناير 2015 21:10
سعيد ياسين (القاهرة) «رباعيات الخيام» أولى قصائد الشعر العربي الفصيح، التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم بألحان رياض السنباطي، وتمثل أدباً إنسانياً خالداً، إذ تدور حول تأملات الإنسان في الحياة والموت، وتميزت بلغة سلسة، ومست صميم حياة البشر. مقامات موسيقية الشاعر الأصلي للقصيدة هو عالم الفلك والرياضيات الفارسي عمر إبراهيم الخيام، الذي ترجم له عدد من مشاهير الأدب العربي المعاصر منهم محمد السباعي وعباس العقاد، وأحمد رامي الذي صاغ كتاباته في هيئة رباعيات، أي في مقاطع صغيرة كل منها يتكون من أربعة شطور على قافية واحدة ما عدا الثالثة منها، وكل مقطع يأتي على النمط نفسه ولكن بقافية جديدة، وهو شكل جديد في القصيدة العربية أقرب إلى الزجل منه إلى القصيدة العمودية. وصاغ السنباطي لحن الرباعيات من مقام الراست الشرقي الأصيل، ولكنه تنقل بين المقامات على طول القصيدة. واعتمد رامي، الذي مكنته دراسته في جامعة السوربون من إتقان لغات عدة، في هذه الترجمة على مخطوطات بمتاحف ومكتبات أجنبية في أكسفورد وباريس وبرلين ولندن وكمبردج، إضافة إلى مراجعة ترجمات ومراجع. إبداع وإضافات يرى متخصصون أن رامي، الذي ارتبط اسمه بأم كلثوم، ليس مترجماً للنص الأصلي فحسب، ولكنه استلهم أفكاراً من حياة الخيام وفلسفته، فبدا وكأنه هو من نظمها، ما يؤكد أن الترجمة الشعرية الإبداعية يمكن أن تفوق الأصل جمالياً أحيانا، وأنه بانضمام هذه القصيدة الفلسفية إلى قائمة قصائد أم كلثوم الدينية التي شدت بها لأحمد لشوقي أصبح لها رصيد ثقافي هائل، امتلكت به أدوات السمو والترفع، وأضاف ذلك الرصيد أيضاً إلى مكانة الملحن، وبذلك جعلا للفن والفنانين صورة جديرة بالاحترام. وكان توحيد نجل رامي كتب في مذكراته أن والده حينما قرأ الترجمات المختلفة لرباعيات الخيام أحس بأن هناك تناغماً بينه وبين الخيام، فهو طروب وغنائي ومحب للحياة مثله، وأن ترجمته تزامنت مع فقدان أخيه بفرنسا، وظهر هذا الحزن جلياً في ترجمته التي جاءت أكثر قرباً وإحساساً بالشاعر، حيث شعر بما شعر به من حزن على مصير الإنسان وتفاهة الحياة، فأهدى ديوانه، الذي صدر عام 1924، للخيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©