عكس مهرجان الإمارات الدولي الرابع للنخيل والتمور “ الذي شهد إقبالا منقطع النظير من المهتمين بزراعة النخيل والمختصين بالتمور في المنطقة المكانة التي يحتلها قطاع الزراعة بدولة الإمارات، خصوصا شجرة النخيل التي تنغرس جذور أكثر من أربعين مليونا منها في أراضي الدولة لتتربع على قمة دول المنطقة في عدد نخيلها.
وحظي المهرجان الذي تختتم فعالياته اليوم بمشاركة نحو 100 شركة من 15 دولة في دورته الحالية.
وضم جناح دولة الإمارات في المهرجان حوالي 57 نوعا من التمور و وفر المهرجان فرصة ثمينة لمزارعي ومستثمري النخيل لتبادل الخبرات والآراء في ما بينهم وبين المنتجين والعلماء المتخصصين في نخيل التمر وكبار المسؤولين عن صناعته حول العالم. وقال راشد محمد الشريقي مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إن المهرجان يمثل صورة جلية من صور التقدم الحضاري والاقتصادي الذي تعيشه الدولة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لافتا إلى أهمية دور باني النهضة الزراعية بدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وأضاف أن تنظيم المهرجان إلى جانب معرض سيال الشرق الأوسط أعطاه بعدا دوليا كما وساهم في إبراز الجهود التي تبذلها الدولة لتشجيع المبادرات الرامية إلى زيادة إنتاجية التمور وتحقيق أفضل استفادة ممكنة في صناعة نخيل التمر، إضافة إلى توفير العديد من الفرص لتحديث المعارف العلمية حول مختلف جوانب إنتاج وإكثار وحماية النخيل وتسويق التمور علاوة على دعم التعاون الفني في مجال إنتاج التمور ومناقشة الأبعاد والتحديات الجديدة في مجال الإنتاج المستدام.
من جانبه، قال محمد جلال الريايسة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الإمارات الدولي الرابع للنخيل والتمور إن المهرجان يأتي انسجاما مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي يولي أهمية لزراعة النخيل وتشجيعها في ظل ارتباط هذه الشجرة مع مسيرة التنمية لدولة الإمارات.
وأوضح أن مهرجان التمور في نسخته الرابعة يمثل منصة هامة لكافة المعنيين بقطاع التمور من منتجين ومصدرين ومستوردين ومستهلكين للقاء وجها لوجه وتبادل الأفكار والتعرف على أحدث التوجهات.
وأضاف الريايسة أن المهرجان أتاح الفرصة للتعرف على الوضع الراهن لزراعة النخيل والاطلاع على أجود أصناف التمور بما فيها الأصناف النادرة في ضوء العمل على تحديد المشاكل التي تواجه إنتاج وتصنيع التمور ودراسة الحلول الناجحة لها وعزز تبادل الخبرات وتوثيق الروابط بين المزارعين ومنتجي ومصنعي التمور داخل وخارج دولة الإمارات.
ولفت إلى أن هذا الحدث الدولي سلط الضوء على نجاحات الإمارات في تعزيز وتشجيع زراعة النخيل في الدولة من خلال توفير كافة الإمكانيات لأصحاب المزارع والكفيلة بتسهيل زراعة وإنتاج وتسويق التمور بشكل أكثر فاعلية وبما يصب في خدمة تحقيق الاستدامة الغذائية بالإضافة إلى مساهمته في التركيز على القيم الغذائية العالية التي توفرها التمور بالنسبة للمستهلكين والتي من بينها السكر والأحماض والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها وكذلك محتوى ثمار النخيل من الطاقة الحرارية. وتنظم شركة توريت ميديا مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر.
وقدمت بعض الشركات تمورا تحويلية يمكن أن ينتج منها أنواع مختلفة من المنتجات الأخرى كما اشتمل المهرجان على قرية تراثية لتعريف المشاركين والزوار بتراث الإمارات وطرق طبخ وإنتاج التمور والأكلات الشعبية.
وخصصت اللجنة المنظمة جناحا للأطفال كما تم استحداث شخصيات كرتونية على شكل حبة التمر وشجرة النخيل لتقديم معلومات مفيدة بالإضافة إلى إقامة مرسم حر والعديد من الفعاليات والأنشطة الموجهة للأطفال خلال المهرجان ..وتم تحديد مناطق مخصصة لكافة المصنفات والمنتجات التي تتوافق مع التمور كالقهوة وحليب النوق وغيرها إلى جانب مناطق أخرى للمنتجات المستخرجة من التمور علاوة على منطقة أخرى لمنتجات تتماشى مع التمور ولا يعرفها الجمهور وقد استمر المهرجان في تقديم عرض مميز لأصناف التمور المتنوعة والعروض الثقافية والتاريخية.
وتضمن المهرجان أيضا العديد من الفعاليات الترفيهية والتوعوية والتسويقية الخاصة بالتمور من بينها عرض أصناف التمور وعرض المنتجات الثانوية وعرض الشتلات النسيجية وعرض أفلام متخصصة وعرض معدات تصنيع التمور وعرض الجانب الصحي والقيمة الغذائية للتمور وعروض تراثية وعرض اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية وعرض تقنيات وخدمة زراعة النخيل إضافة إلى عرض كتب وإصدارات علمية عن النخيل.
وتلعب التمور دورا هاما في الحياة الصحية للإماراتيين إلى جانب أنها ترمز إلى ثقافة وتاريخ المجتمع المحلي وتذكرنا بالغذاء الرئيسي للقبائل البدوية التي كانت تعيش على أكل التمور وحليب النوق واللحوم.
وتخطط دولة الإمارات لتعزيز النمو الزراعي خاصة زراعة أشجار النخيل التي بدأها وأشرف عليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأكثر من نصف قرن ..وقد سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على خطى والده من خلال مضاعفة المناطق المزروعة بنخيل التمر ومكافحة التصحر وتوسيع الغطاء الأخضر وتشجيع الصناعات التي تدخل فيها التمور.
وتعد شجرة النخيل الآن مصدرا هاما للدخل حيث تعد صناعة التمور في دولة الإمارات من بين الأكبر على مستوى المنطقة على الرغم من أنه لا يزال هناك مجال للتوسع في هذا الإطار.
تكريم الفائزين من المعاقين المشاركين في المهرجان
أبوظبي ( وام )- كرمت أمس اللجنة المنظمة لمهرجان الإمارات الدولي الرابع لنخيل التمر المقام حاليا بأرض المعارض الفائزين من ذوي الإعاقة في المسابقة الفنية المخصصة لهم «النخلة في أعمالهم» والتي شارك فيها عشرون طالبا من منتسبي ورش العمل والتأهيل المهني بمركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصر.
وقد فاز في مسابقة أعمال النجارة كل من عبد الله غدير النعيمي وسعيد هلال البلوشي ومحمد سعيد سالم الشامسي ..وفي أعمال الشمع فاز كل من أميرة سليمان الكعبي وحصة سالم مصبح الشامسي وآمنة عبد الله سعيد الساعدي ونعيمة محمد صالح العلي بينما فاز في اعمال المجوهرات خلود محمد سعيد بطي النيادي وناديا مراد علي خاجة المازم وعفراء بخيت سالم الشامسي ومطيعة محمد عامر الصيعري.
ويأتي تنظيم المسابقة ضمن أجندة فعاليات المهرجان وفي إطار المسؤولية الاجتماعية لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر اتجاه المجتمع المحلي حيث قام طلاب وطالبات الورش الثلاث بتنفيذ مجموعة من الأعمال الفنية بإشراف نخبة من الأساتذة المختصين بمركز العين وتم عرض هذه الأعمال ضمن جناح خاص بالمعرض حيث لاقت استحسان وتقدير الزوار والجمهور.
وأعرب الدكتور عبدالوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان عن سعادته بهذه المشاركة لما لها من أثر ايجابي في نفوس الطلبة المشاركين الذين عبروا عن حبهم للنخلة وأثرها في حياتهم العامة. وأضاف أن اللجنة الثقافية والإعلامية نسقت مع إدارة مركز العين التي أكدت تقديرها لهذه المشاركة وإتاحة الفرصة للطلبة لتعزيز دورهم الفاعل في تنمية المجتمع ومشاركتهم في مختلف الأحداث والفعاليات بينما قامت شعبة ورش العمل والتأهيل المهني بالمركز بالاستعداد المسبق للمهرجان بما عكس اهتمام وتقدير هذه الفئة وتأكيد دورها الفاعل والمنتج في المجتمع المحلي.
عدد اليوم
