السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات البرمجيات العالمية تخفِّض الأسعار

شركات البرمجيات العالمية تخفِّض الأسعار
26 نوفمبر 2010 21:11
بعد سنوات من الاعتماد على القوانين والسياسات لمحاربة قرصنة برامج الكمبيوتر المتزايدة في الصين، بدأت شركات برامج الكمبيوتر استخدام سلاح جديد هو الأسعار المخفضة، وأتت هذه المساعي بنتائج أولية مشجعة. وشهدت شركات برامج السوفتوير مثل مايكروسوفت كورب واوتوديسك انك، زيادة كبرى في المبيعات منذ تخفيض الأسعار بغرض تشجيع المستخدمين على اجتناب النسخ المغشوشة غير الشرعية بحسب ما أفاد به مسؤولون تنفيذيون. فعلى سبيل المثال شهدت اوتوديسك التي تصدر برنامج اوتوكاد وغيره من برامج التصميم الهندسي زيادة عدد تراخيصها في الصين بأكثر من الضعف إلى قرابة 300 ألف رخصة لغاية شهر يوليو الماضي بعد أن خفضت أسعار برامج السوفتوير المحلية العام الماضي، حسب ما أفاد به باتريك ويليمز نائب رئيس أوتوديك لمنطقة آسيا المحيط الهادي بالشركة. وتبلغ أسعار منتجات الشركات الأميركية في الصين حالياً نحو نصف أسعارها في الولايات المتحدة مقارنة بانخفاضها 20 إلى 30 في المئة قبل خفضها العام السابق، وتبيع اوتو ديسك برنامج اوتوكاد 2011 الشهير على شبكة الانترنيت الأميركية بسعر 3975 دولارا. وقد تبدو فكرة أن الأسعار المخفضة تجذب مزيداً من العملاء بديهية، ولكن بالنسبة لكثير من العاملين في مجال صناعة برامج البرمجيات في الصين تشكل هذه الخطوة تغييراً جذرياً. وكانت مايكروسوفت على سبيل المثال قد جعلت أسعار تجزئة برامجها في الصين لسنوات قريبة من أسعارها في الولايات المتحدة، رغم أن متوسط الدخل في الصين يقل كثيراً جداً عن متوسط الدخل في الولايات المتحدة محتجة بأنه لا جدوى من محاولة المنافسة مع النسخ المغشوشة التي تباع بدولار أو دولارين فقط. غير أن الشركات بدأت تقتنع بأن هناك على الأقل بعض العملاء في الصين على استعداد لشراء منتجات مشروعة بالسعر المناسب، كما أنهم يعترفون بأن الاعتماد على الإجراءات القانونية لمكافحة القرصنة لم يسفر إلا عن فاعلية محدودة. ويأتي التحول الجاري في أسعار برامج السوفتوير ضمن عملية أوسع نطاقاً لإعادة صياغة استراتيجيات مكافحة القرصنة التي تجريها الشركات التي تبيع الأفلام والأغاني وغيرها من المنتجات المرتكزة على حقوق الملكية الفكرية. وبدأت مايكروسوفت العام الماضي دراسة نتائج تجارب خفض الأسعار الاستهلاكية في الصين التي طبقتها منذ بضع سنوات. وجاء أول خفض كبير لأسعار ويندوز في الصين عام 2007 على النسخة الصينية المبسطة من نظام تشغيلها ويندوز فيستا. كما قدمت أيضاً عروضاً ترويجية أخرى مثل التخفيضات التي يستفيد منها الطلاب. وكذلك قامت العام الماضي ببيع نسخة منفصلة من ويندوز 7 هوم بيسيك التي تعد نسخة مستوى أولى من أحدث نظم تشغيلها لمستهلكين في الصين بسعر 399 يوان أو نحو 59 دولاراً وهو ما يقل عن ثلث سعر ويندوز 7 في الولايات المتحدة البالغ 199,99 دولار. وقال سايمون ليونج رئيس تنفيذي مايكروسوفت في الصين إن الأسعار الاستهلاكية المخفضة زادت بالفعل مبيعات مايكروسوفت في الصين رافضاً أن يدلي بالتفاصيل. وأضاف أن الأسعار المخفضة تساعد على مكافحة القرصنة ولكنها لا تقضي على المشكلة. وهناك شركات في صناعات أخرى اقتنعت بأن العديد من المستهلكين تلزمهم أسعار مخفضة. وذلك تقوم حالياً شركات تصنيع سيارات أجنبية مثل جنرال موتورز كورب ونيسان موتورز بتصميم موديلات أصغر وأرخص تستهدف فئة المستهلكين الصينيين الذين أضحوا بالكاد قادرين على شراء سيارة. كما أنه من المعروف أن نوكيا كورب مصنعة الهواتف المحمولة في الصين تبيع موديلات مخفضة السعر لزيادة حصتها السوقية وخصوصاً لمشتري الهواتف الجدد. وقال ني جوانجنان البروفيسور في كلية الهندسة الصينية الذي كان انتقد مايكروسوفت حين ترصدت منتهكي حقوق النسخ عام 2008 من خلال طرحها نسخة ويندوز محدثة تجعل شاشات المستخدمين سوداء إذا اكتشفت عدم مشروعية نظام تشغيلها، “إن تعديل أسعار برامج السوفتوير وفقاً لمستويات دخل مختلف الدول يعتبر أسلوباً معقولاً ومنطقياً”. ولا تعتبر أسعار التجزئة المخفضة علاجاً ناجحاً بنسبة 100 في المئة. فهي لا تؤثر على بعض أكبر الضالعين في جرائم القرصنة في الصين ومنهم شركات كبرى تمتلك الحكومة بعضها وتستخدم عادة أعداداً من نسخ برامج أكثر كثيراً من العدد الذي اشترته. غير أن مسؤولين تنفيذيين يقولون إن هذا الإجراء يعرقل نشاط القراصنة ويساعد على نشر مجموعة أكبر من المستهلكين المعتادين على استخدام برامج سوفتوير مشروعة. ترجمة: عماد الدين زكي نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©