شاهدت صديقاً في مقابلة تلفزيونية يتحدث عن مشواره وما واجه من مصاعب حتى نال نجاحاً وشهرة، وحينما سُئل عن السر، قال: «أكيد زوجتي»، وصدرت مني ضحكة هستيرية لعلمي (بمصائبه مع زوجته)، وبدأت أفكر في مقولة (وراء كل رجل عظيم امرأة) التي يختلف تأثيرها من رجل لآخر ومثال ذلك:
• رجل مبدع في عمله ويحصد النجاح بعد النجاح حتى أصبح اسما لامعا في المجتمع ويشار إليه بالبنان، وحينما تسأله عن الكثير من الشؤون العامة تجده الرجل الفاهم والخبير والعارف لأدق التفاصيل التي يسأل عنها، ولكن حينما تسأله عن شؤون منزله تجده جاهلا بأصغر الأمور، لأن الزوجة هي من تدير منزله، وتضحي بالكثير من احتياجاتها، فنجاح زوجها نجاح لها. ولكن هناك من يقول: إن الزوج بعد ذلك يصبح ناكرا للمعروف فبعد النجاح يتزوج غيرها، وهذا يحصل مع البعض وليس الجميع، ومن يفعل ذلك يفقد أهم أسباب نجاحه، وهو دور الزوجة في تهيئة الأجواء للزوج للتركيز والتفرغ للإبداع، والزوجة الأولى هي الوحيدة التي تعرف أن خلف كل رجل ناجح... امرأة صابرة.
• زوجة «حنانه ومنانة شكاية وعناية» لا ترضى بنصيبها ودائما تتذمر من حظها الذي أوقعها مع زوج لا يعرف كيف يتصرف أو (يمشي حاله)، وأن زوج أختها أفضل منه، أو زوج جارتهم أحسن منه، وأن الكل يستغل وظيفته، ولا ترضى بالمنزل متوسط الحال، بل تريده قصرا فاخرا، وبدل السيارة العادية تريد (رولز رايس فانتوم)، وأن تسافر إلى لندن وباريس لمدة شهرين وثلاثة مع هدايا للأهل والجيران.
وأصبحت حياة الزوج جحيماً من كثرة الديون والقروض لذلك استغل وظيفته وقام بأعمال غير مشروعة ليجد نفسه خلف القضبان، والزوجة تطلب الطلاق لأنه لا يشرفها أن يكون زوجها (لص) وليس لديها رغبة في رعاية أبنائه لأن جينات اللصوصية تجري في دمائهم (ولا تنسين.. النذالة بعد)، وأصبح خلف كل مجرم شهير.... امرأة.
• رجل بلا موهبة أو ذكاء، ولكنه وسيم فتجده يترقى في العمل بسرعة الصاروخ بدون مؤهلات أو قدرات والسبب أن امرأته تعرف أصحاب مناصب أو أنها صاحبة مال وتفتح له الأبواب أو لديها سلطة لتفرضه في المجتمع (غصب) فيصبح شخصية معروفة ونجماً ساطعاً وصاحب إنجازات، وأصبح خلف كل أحمق ... امرأة صاحبة سلطة.
• شاب عشق بنت الجيران وعندما تقدم لها رفضته لأنه فقير ولا يمتلك ضمانات الحياة المريحة، مما ولد عنده عقده نفسية جعلته لا يفكر إلا بجمع المال ويدخل في مغامرات تجارية وعلى أثرها وجد نفسه الاسم اللامع في عالم الأعمال وصاحب الإمبراطورية المالية الكبيرة ورجل الصناعة الأول، ورغم ذلك لا يزال إحساس النقص يتملكه من كل امرأة فأصبح خلف الرجل العظيم... فقر لامرأة !!
• شاعر أو أديب حاول أن ينشر إبداعه ولكن لم يهتم به أحد ولكن في يوم من الأيام فوجئ بخيانة حبيبته فأصبح لا يكتب إلا عنها وعن خيانتها، فاشتهر وأصبح المطربون طابوراً أمام منزله للحصول على إحدى قصائده التي تتكلم عن الخيانة وأصبح الجمهور ينتظر كل مسلسل يحمل توقيع اسمه حتى أصبح من أشهر الأدباء، وكلما أحس أن إنتاجه يضعف يدخل في علاقة عاطفية ويتعمد أن تنتهي بخيانة ليستمر إحساسه بالخيانة ليحقق مزيداً من الأرباح والشهرة لأن خلف كل أديب جريح.... حبيبة خائنة!!.
خليفة الرميثي
عدد اليوم
