الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

190 دولة تحاول طي صفحة «إخفاق كوبنهاجن» في كانكون

190 دولة تحاول طي صفحة «إخفاق كوبنهاجن» في كانكون
26 نوفمبر 2010 21:12
تجتمع 190 دولة بعد غد الاثنين في كانكون بالمكسيك في محاولة تحريك مكافحة التغيرات المناخية، وطي صفحة كوبنهاجن لأن فشلاً جديداً قد يشكل ضربة قاضية لعملية التفاوض الدولية التي بدات قبل 18 سنة. ويبدو أن شعار هذا الملتقى الكبير الجديد حول المناخ، الذي سيعقد من 29 نوفمبر إلى 10 ديسمبر المقبل، هو تفادي العودة بدون نتائج من المنتجع المكسيكي مهما كان الثمن. فالإحباط الذي تلا قمة كوبنهاجن مازال يلقي بظلاله على المفاوضات. وقبل سنة كان هناك أمل في التوصل إلى اتفاق شامل وطموح حول ما بعد 2012، أي نهاية مرحلة بروتوكول “كيوتو” والالتزامات بالحد من انبعاثات غاز الدفيئة في الدول المصنعة. لكن المؤتمر كاد أن ينتهي بفشل ذريع ولم يتمخض سوى عن اتفاق بالحد الأدنى أبرمه على عجل عشرون رئيساً واتخذ من الحد من ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين هدفاً، لكن دون جدول زمني وبدون وضوح بشأن الوسائل. واعتبر ايليوت ديرنجر من مركز “ثي بيو سنتر” الفكري الأميركي أن “أحد رهانات كانكون يتمثل في شرعية ومصداقية عملية” التفاوض للامم المتحدة. وقال بريس لالوند، ممثل فرنسا لشؤون البيئة، إن “بعض الرؤساء قد يرون” أن فشلاً ثانياً سيشكل نهاية العملية التي انطلقت برعاية الأمم المتحدة في ريو سنة 1992، ويخشى المدافعون عن العملية، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أن يدفع يأس الرؤساء من التوصل خلال مفاوضات تشارك فيها أكثر من 190 دولة، إلى اللجوء إلى مجموعات أصغر مثل مجموعة العشرين، متخلين عن عدد كبير من الدول النامية. وتمهيداً لمؤتمر كانكون، عدل المفاوضون ومسؤولو الأمم المتحدة طموحاتهم وباتوا يكررون منذ أشهر أنه لا يجب أن نتوقع التوصل إلى الاتفاق النهائي الذي يؤدي إلى مرحلة جديدة مهمة في مكافحة التغيرات المناخية. وأعلنت مسؤولة البيئة في الأمم المتحدة كريستينا فيجيريس مؤخراً أن “الدول تعلمت شيئاً في كوبنهاجنو وهو أنه لا يوجد حل شامل لكل القضايا”. وخلافاً للمؤتمر الذي عقد في الدنمارك، لا يتوقع حضور رؤساء الدول لتوقيع الوثيقة النهائية بل سيتم ذلك على المستوى الوزاري. وتوقع بريس لالوند أنه “إذا حصل نجاح في كانكون فلن يكون سوى نجاح متواضع وربما شبه نجاح حول عناصر مؤقتة وجزئية”، لكن من شأنه أن يفتح الطريق أمام “اتفاق أكثر أهمية” في دربان السنة المقبلة. ويمكن أن يتحقق تقدم في ملفات مثل مكافحة إزالة الغابات وانشاء صندوق اخضر يودع فيه جزءاً من المئة مليار دولار السنوية، التي وعدت بها الدول الفقيرة بحلول 2020. من جهة أخرى، اعتبر مفاوض أوروبي أنه “سيكون جيداً أن يقال رسمياً إنه لا تبذل جهود كافية” من أجل تحقيق هدف خفض الحرارة درجتين، في إشارة إلى الوعود التي قطعتها الدول المصنعة والناشئة الكبيرة في مجال انبعاثات غاز الدفيئة. وفي هذا الشأن، يبدو أن فكرة تحديد هدف يقوم على معلومات علمية وتوزيع الجهود من أجل تحقيق ذلك الهدف، تبتعد إذ إن كل دولة تعرض بشكل أحادي الجانب ما هي مستعدة للقيام به. قال المفاوض الأوروبي إن “هذه نقطة الضعف الكبيرة في النظام القائم، لكن هذا هو واقع السياسة”. وحتى وإن كان متوضعاً، فإن النجاح في كانكون ليس مضموناً. فقد غادرت الولايات المتحدة والصين، القوتان الفاعلتان الكبيرتان في المفاوضات وأكبر المتسببين في انبعاثات غاز الدفيئة، الاجتماع التحضيري الأخير في تيانجين في أكتوبر الماضي، وهما تتبادلان الاتهامات بعرقلة المفاوضات. وأعلنت وزيرة البيئة الفرنسية ناتالي كويسكو موريزيه قبل أيام أنه “لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة ليست متحمسة على ما يبدو لاحتمال التوصل إلى اتفاق في كانكون إذ إن الصينيين لم يكشفوا بعد نواياهم بشكل واضح”.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©