الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد إسماعيل.. خمسون عاماً من الشغف والأسلوبية والدينامية

محمد إسماعيل.. خمسون عاماً من الشغف والأسلوبية والدينامية
15 سبتمبر 2014 23:18
عصام أبو القاسم (الشارقة) فجع الوسط المسرحي مساء أمس الأول برحيل الممثل محمد إسماعيل (اسمه الحقيقي محمد عبدالله إسماعيل) عن عمر ناهز الخمسين عاماً، وذلك بعد رحلة إبداعية مع المسرح، انطلقت أوائل سبعينيات القرن الماضي واستمرت إلى مارس الماضي، حيث شارك في عرضين ضمن أيام الشارقة المسرحية. الفنان الذي يصفه كثيرون بـ «الضاحك»، ولد في مدينة خورفكان عام 1964، وشارك في تأسيس المشهد المسرحي في مدينة خورفكان، وأحرز خلال مساره مع المسرح العديد من الجوائز وبخاصة في «التمثيل»، حيث نال أول جائزة تمثيل في أيام الشارقة المسرحية 1986 عن دوره في مسرحية «م.خ. لعبة الكراسي» من تأليف وإخراج يوسف خليل. ركز الراحل على الظهور كممثل برغم خوضه تجربة الإخراج، حيث كان قد أخرج ثلاثة عروض، من أهمها مسرحية «بستان الكرز» لأنطوان تشيخوف، والتي أعدها تحت عنوان «فطس غطس». وتلقى الفنان الراحل تدريباته المسرحية الأولى على يد الفنان السوداني الأمين مسمار جماع، الذي كان بعث من وزارة الثقافة، لتنشيط المسرح في خورفكان، ولاحقاً انتسب الراحل للعديد من الورش والعروض المسرحية التي أشرف عليها الفنان السوداني الراحل يوسف خليل، ومع الأخير حقق إسماعيل العديد من النجاحات فلقد تطورت مهاراته التمثيلية وترقى كثيراً في معرفته بتقنيات ومعارف المسرح. ويظهر جدول مشاركات الراحل في العروض المسرحية تواجده شبه الدائم في النصوص التي كتبها شقيقه الكاتب إسماعيل عبدالله، رئيس جمعية المسرحيين والأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الذي شاركه شغفه بالمسرح منذ الطفولة، ففي أثناء رحلتهما إلى دولة الكويت نشطا في الفعاليات المسرحية بالنوادي الصيفية هناك، وعندما حضرا إلى الإمارات اسسا معاً فرقة مسرحية وتشاركا في كتابة وتقديم العروض في الأنشطة المدرسية. وعبر مسرحيات مثل «أبو زهرة في فمه»، «اللعبة»، «لا يا نهم»، «قردوس» ،«غصيت بيك يا ماي»، «اللوال»، وصولاً إلى «ليلة مقتل العنكبوت»، «لست كارا» و«خلطة ورطة» وسواها، سطع الراحل باسمه في صورة المسرح الإماراتي الحديث، وبرز ممثلاً له حضوره ونفوذه الملفت فوق الخشبة. وكان انقطع عن المسرح مدة عشر سنوات، قبل أن يعود بقوة في العقد الأخير، وهو حاز آخر جائزة تمثيلية في 2011 عن دوره في مسرحية «الرهان» من تأليف وإخراج علي جمال، والتي كانت قدمت في إطار أيام الشارقة المسرحية. وتحدث إلى «الاتحاد» عدد من المسرحيين معبرين عن حزنهم العميق لفقد الممثل الذي نجح في تكريس أسلوبية أدائية خاصة فوق الخشبة انطبعت بالصوت القوي ولكن المعبر، وكذلك بالدينامية الجسدية والطواعية العالية. الفنان العراقي محمود أبو العباس، الذي شاركه التمثيل في مسرحية «الرهان» قال إنه فقد أحد أعز رفاقه برحيل محمد إسماعيل، وتابع: لقد كان أول من استقبلني من المسرحيين الإماراتيين عندما قدمت للعمل في دبا الفجيرة عام 1999، ولقد كان أخاً وصديقاً قبل أن يكون زميلاً، وتابع أبو العباس، متكلماً عما تميزت به تجربة الراحل: يندر أن تجد من يشبه الراحل في الالتزام بالمواعيد والانضباط في البروفات، ولقد عرفت عنه حساسيته الشديدة تجاه مسائل مثل التحضير القبلي للعمل والتقصي والبحث عن الأدوار التي يشارك في تأديتها، كما عرفت عنه إنسانيته وطيبته وكان يضفي بضحكته أجواء مرحة وحلوة على أية تجربة مسرحية يشارك بها، وخصوصا أثناء البروفات والإعدادات. من جانبه، بدا المخرج محمد العامري متأثراً وهو يستعيد ذكرياته الشخصية مع الفنان الراحل، الذي شارك بالتمثيل في عملين أخرجهما العامري، وقدما في مارس الماضي، وهما «انت لست كارا» و«خلطة ورطة»، إضافة لمسرحية «اللوال» التي كان أخرجها العامري، وشارك في تمثيلها الراحل إلى جانب آخرين، وكانت أحرزت أصداء عالية حين قدمت في العديد من المسارح المحلية والخليجية، وقال العامري «لقد كان مثالًا نموذجياً في الجدية والإخلاص والتفاني في العمل المسرحي، كان يحضر كاملاً في العرض المسرحي، وينشغل بأي تكليف انشغالاً تاماً ولا أجد ما أصفه به فهو فوق كل ما يمكن أن تسعف به الكلمات». من جانبه، قال الدكتور محمد يوسف، إنه شارك الراحل في عملين هما «اللوال» و«فلتو 2»، ولمس خلال ذلك سماحته وطيبته وحرصه على العمل، وذكر يوسف أن الراحل يعتبر من أميز الأسماء التمثيلية في المسرح الإماراتي، مشيراً إلى أنه يجسد بحضوره وبلاغته الأدائية ممثلي الجيل الثاني في المسرح الإماراتي. وتحدث الممثل والمخرج والكاتب علي الشالوبي عن تجربته الطويلة مع الراحل منذ البدايات الأولى لحركة المسرح في المنطقة الشرقية وخصوصاً في خورفكان حيث شاركا معاً في تأسيس مسرح خورفكان ولاحقاً مسرح الطليعة. وتحدث الشالوبي عن محطات عديدة في مسار الراحل تبين كفاءته وشغفه بالفن عموماً والمسرح على وجه الخصوص، وقال الشالوبي، إن الراحل شغل مناصب عدة في الإدارات المسرحية التي تعهدت مؤسسات المسرح في خورفكان وهو كان يتطوع دائماً في تبني المبادرات المبدعة وينخرط فيه بمسؤولية ويطورها بحسه الإنساني. وتحدث الشالوبي بصفة خاصة عن مسرحية جمعتهما معاً وهي مسرحية «قردوس» التي شاركا معاً في تأليفها وإخراجها وكانت أحرزت نجاحاً ملفتاً، كما لفت إلى للراحل بعض التجارب في الدراما التلفزيونية ولكن تركيزه الأعلى كان على المسرح. وكذلك تحدث الفنان أحمد الجسمي عن العطاء المميز الذي قدمه الراحل، وقال إنه شاهد له العديد من الأعمال ورأى كيف أنه كان مقتدراً ومبدعاً في الأدوار التي مثّلها بخاصة في مسرحية الرهان التي حاز عليها آخر جائزة. وأنهى الجسمي إفادته بالتنويه إلى قدرة الراحل في الأداء باللغة العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©