السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البرتغال: العاطلون عن العمل يبحثون عن «تعزية» في تجارب الآخرين

البرتغال: العاطلون عن العمل يبحثون عن «تعزية» في تجارب الآخرين
20 أغسطس 2012
لشبونة (أ ف ب) - تقول آنا صوفيا، العاطلة عن العمل منذ عام: “هنا يمكنني أن افرغ ما في جعبتي من دون أن اشعر أن أحكاماً تصدر في حقي”، مثلها الكثير من البرتغاليين يبحثون عن دعم مجموعات مساعدة للعاطلين عن العمل في بلد تضاعف فيه عددهم منذ 2008. وتتابع مدرسة الأطفال المتخصصة، خلال اجتماع في لشبونة تنظمه جمعية كاثوليكية، “عائلتي وأصدقائي لديهم عمل ولا أشعر بالراحة للحديث عن مشاكلي معهم”. وتشكلت أولى مجموعات “المساعدة للبحث عن العمل” خلال أبريل الماضي والهدف كان إقامة 15 إلى 20 مجموعة بحلول نهاية السنة. وبعد أشهر قليلة بات هناك 18 مجموعة في لشبونة وبورتو (شمال) وكويمبرا (وسط). وتوضح مسؤولة الاجتماع كريستينا كورتيس، التي تخلت عن أوساط المال لتكرس وقتها لعلم النفس، “الأمر يقوم خصوصاً على توفير دعم نفسي لمحاربة العزلة والاكتئاب”. وتضيف “من اجل إقامة علاقات ثقة وعبور هذه الصحراء معاً” يدعى أفراد المجموعة المؤلفة عادة من نحو عشرة أشخاص إلى الحديث عن محاولاتهم لإيجاد عمل وتبادل التجارب والتشجيع. والبرتغال، التي تتلقى مساعدة مالية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد منذ مايو 2011، ينبغي عليها اعتماد سياسة تقشف لا سابق لها يتوقع أن تؤدي هذه السنة إلى انكماش اقتصادي نسبته 3% من إجمالي الناتج المحلي. وبلغت البطالة خلال الربع الثاني من العام الحالي نسبة 15% أي نحو 830 ألف شخص مقابل 440 ألف عاطل عن العمل نهاية 2008. في حي سيتوبال الفقير على بعد حوالي خمسين كيلومتراً جنوب العاصمة، تلتقي مجموعة أخرى تنظمها مؤسسة “اجير هوجي” أسبوعياً للتدرب مثلاً على كتابة السيرة الذاتية وتحديد أهداف واقعية وكيفية تحقيقها. فيلومينا في السابعة والأربعين تمر “بظروف صعبة جداً” منذ أكتوبر الماضي عندما افلس صاحب العمل وكان متأخراً عدة أشهر على دفع أجرها. وتقول البائعة السابقة في متجر للملابس “هذه المجموعة تساعدني على رؤية الأمور بطريقة أقل سلبية” هي المضطرة إلى تربية ابنتيها المراهقتين بمفردها وبـ427 يورو فقط كمخصصات بطالة. ماريو، البالغ 28 عاماً، يقاطع الاجتماع ليروي لزملائه إنه حصل على مقابلة لعمل مؤقت في احد فنادق المنطقة. ويقول السائق السابق في شركة بناء وهو قطاع ضربته الأزمة في الصميم “اليأس بلغ حدا بحيث أن أي فرصة تثير فينا حماسة كبيرة”. أما المنظمة غير الحكومية “دريس فور ساكسيس” فتوفر مساعدة من نوع آخر فهي تؤمن ملابس رسمية أكثر إلى عاطلات عن العمل يحتجنها لمقابلات عمل. وتقول مديرة المنظمة فرناندا ماتشادو “من أصل مئة امرأة استعن بخدماتنا حصل الربع منهن على عمل. الأمر ليس عائداً فقط إلى ملابسنا بل نحن نؤمن أننا نحدث فرقاً في الصورة التي تعكسها كل امرأة وحوافزها وتقديرها لنفسها”. بياتريس موتا (30 عاماً) عادت قبل سنة من بوليفيا حيث كانت تقوم بعمل تطوعي ولم تجد حتى الآن أي وظيفة وتعيش بفضل مساعدة عائلتها. وتوضح الشابة وهي تجرب سترة في مكتب الجمعية في لشبونة الذي تزوره للمرة الثانية “عندما عدت إلى البرتغال أردت أن انطلق من الصفر مجدداً لكن لم يكن بين ملابسي أي شيء رسمي”. وتختم قائلة “لدي مقابلة جديدة وكما في المرة الأولى أريد أن استعيد هذه الثقة الإضافية لأن علي أن أحافظ على هذه الروح الإيجابية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©