امرؤُ القيس يستعيدُ نفسه

31 أغسطس 2011 21:42

رامي أبو شهاب * 1 قفا نبكِ في الحيِّ مُرور َ العذارى لمّا ترحلنَ ـ غداة البين ـ بدا دمعي كناقفِ حنظلِ 2 سَلتْ عني خبزَ وجهي ومضتْ تغصبُني طلعتَها تجاوزتني نحوَ ركائب الراحلين غاضتْ بها الريحُ نحو سماواتٍ بلونِ الرماد بَعُدتْ كَطيفٍ زارني نأى قُبيلَ الصّبح مُوْضعاً حَيرةً أنّى أكون 3 أناختْ قُربَ وَجعي حَيواتٌ قديمة دعتني لها تشربتْ جسدي وشَطرتني ألفَ عاشق وقتيل 4 أفاطمُ مهلا ً بعضَ ذاك الغياب... يتخللُ لحمي يختالُ كرصاصةٍ قديمةٍ عاهدتني أنْ تبقى آثارُها كلما تحركَ وتزحزحَ القلبُ في سُباته 5 أحتجزُ الكلام في حكاية لو كُتبت على مآق ِالبصر لكانت عبرةً لمن اعتبر أن لا تَغَرّب يوماً في دُجى عينين على رحيل وتقبلْ من الشرق صلاةً في العينين السوداويين فلا بُرء لك من كلّ حنين عَلقْتَ به عند نبعِ ماء في القفار أو في مجامع الأنين 6 تأنقَ الحزنُ في مخدعيك فلا تثريبَ عليك إذا صحبتكَ مُهجة ونأى فيكَ الاغتراب هذا البينُ مَدارُك فدرْ به وانتبذْ ما فاتك من الدّيار