الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش الثلاث الكبار في «نادي ديترويت»

انتعاش الثلاث الكبار في «نادي ديترويت»
22 يناير 2011 21:01
كان معرض سيارات ديترويت خلال العامين الماضيين ملتقى كئيباً، غير أنه في هذه السنة عاد من جديد ليصبح مناسبة سعيدة. فمن خلال حزم الإنقاذ الحكومية الأميركية وتخفيف أعباء الديون عن طريق إشهار الإفلاس تعافت كل من “كرايسلر” و”جنرال موتورز” كما ازدهرت “فورد”، الأعضاء في نادي الثلاث الكبار في ديترويت. وعقب الكساد الكبير في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، استغرق الأمر 20 عاماً وحرباً عالمية لكي تستعيد صناعة السيارات الأميركية ثلاثة أرباع إنتاجها، أما في الوقت الراهن فقد تعافت ديترويت من الركود الذي حدث مؤخراً على نحو سلس فاجأ كثيراً من الأوساط. واستطاعت السيارة “فولكس فاجن” أن تلفت نظر الجميع في يوم افتتاح معرض ديترويت عبر سيارتها الصالون الجديدة، والمخطط تصنيعها في مصنع جديد في تنيسي. وتستهدف “فولكس فاجن”، التي تعد أكبر شركة تصنيع سيارات في أوروبا، حالياً قلب السوق الأميركية لأول مرة في أكثر من 30 سنة، وتعد خطوتها الجريئة أحد مؤشرات انتشارها الناجح في سوق كان يهيمن عليها في السابق الثلاثة الكبار (جي إم وكرايسلر وفورد) ومجموعة صغيرة من السيارات اليابانية المنافسة. أوصل الركود مبيعات السيارات في أميركا من 16,5 مليون سيارة عام 2007 الى 10 ملايين سيارة فقط عام 2009. ومنذ ذاك بدأت الأمور في الانفراج، حيث بلغت مبيعات شهر ديسمبر 2010 الى ما يعادل معدلاً سنوياً يبلغ 12,7 مليون سيارة ومركبة رياضية وما شابه وهو الأداء الأفضل غير المدفوع حكومياً منذ شهر سبتمبر 2008 حين انهار بنك “ليمان براذرز” وتجمدت أسواق الائتمان. ويتوقع مراقبو الصناعة زيادة 10 في المئة هذا العام، وأكثر التوقعات تفاؤلاً تقول 14 مليون سيارة. ويشير محللون في بنك “مورجان” الاستثماري إلى تحسن موثوقية ائتمان المشترين ما يجعل مؤسسات الإقراض تخفف من قيودها، بل إن الأميركيين عادوا إلى شراء سيارات كبيرة وباهظة الثمن مجدداً. وأتاحت أزمة 2008 لدتيرويت إجراء تغييرات طالما منعتها اتحادات العمال وأسلوب الإدارة الخائف. فقد تقلصت سعة الإنتاج تقلصاً شديداً: “فورد” وحدها أغلقت 17 مصنعاً وخفضت أعداد موظفيها بنسبة تتجاوز 40 في المئة، وتخلصت “جنرال موتورز” من ماركات مثل “هامر” و”ساتيرن” للتركيز على “شيفرولية” و”بويك” و”كاديلاك”، بينما تخلصت “فورد” من جميع الماركات عدا فورد ولينكولن. وتحولت الرعاية الصحية الخاصة بالمتقاعدين من موظفي هذه الشركات الى صناديق تديرها اتحادات العمال. ويمكن الآن توظيف عمال جدد بأجور تقل عن تلك الأجور التي درجت نقابة عمال السيارات الأميركية على زيادتها خلال سنوات الازدهار. ويقر آلن مولالي الرئيس التنفيذي لـ”فورد” بأن في وسع شركته منافسة أسعار مصانع في الولايات الجنوبية ذات النقابات الضعيفة فتحتها شركات تصنيع سيارات يابانية وكورية جنوبية وألمانية. يذكر أن “فورد” حققت نحو 10 بلايين دولار أرباحاً العام الماضي. وفي الوقت الذي تغيرت فيه الثلاث الكبار طرأ على سوقها المحلية تغيير أكبر، فهناك احتمال أن تظل “جنرال موتورز” مسيطرة على السوق، كما أن الشاحنة الصغيرة (بيكاب) اف - 150 المتينة من “فورد” لا تزال أكثر المركبات مبيعاً. غير أن ديترويت لم تعد تسيطر على السوق الأميركية، بل إن الثلاثة الكبار باتوا اليوم السبعة العظام، ذلك أن “تويوتا” و”هوندا” و”نيسان” انضمت إليها “هيونداي” وشقيقتها “كيا” في السوق الأميركية. وهناك مصنع ثامن لـ”فولكس فاجن” يسعى الى الانضمام لهذا النادي. وانسحبت “فولكس فاجن” من أميركا في عام 1988 وتعتمد منذ ذاك على ما تستورد المكسيك أو ألمانيا من سياراتها، غير أن تراجع الاقتصاد الأوروبي ونجاح السيارة “ميني Mini” التي تصنعها منافستها “بي إم دبليو” دفعا “فولكس فاجن” الى السعي الى إعادة دخولها على نطاق واسع الى أميركا التي لا تزال سوق السيارات الأكثر ربحاً ومكسباً في العالم (رغم أن الصين الآن أكبر من حيث الحجم). باعت “فولكس فاجن” وشقيقتها “أودي” 358 ألف سيارة في أميركا العام الماضي. ويهدف رئيس “فولكس فاجن” مارتن وينتركورن الى زيادة المبيعات الى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2018 ويعتزم إنفاق نحو 3 مليارات دولار في تطوير الشركة من خلال التسويق وفتح مزيد من وكالات البيع. وتعتبر السيارات باسات الجاري تصنيعها في مصنع تشاتانوجا الجديد بتكلفة مليار دولار نسخة أطول قليلاً من سيارة باسات أخرى رائجة في أوروبا.وتشتد المنافسة في سوق السيارات المتوسطة التي طالما سيطرت عليها كامري (تويوتا) وألتيما (نيسان) وأكورد (هوندا). ومنذ ارتفاع سعر البنزين لأول مرة بما يتجاوز 3 دولارات للجالون عام 2005، تسعى ديترويت إلى استعادة سوق السيارات المتوسطة بدلاً من الاعتماد على مبيعات سيارات باهظة الثمن ومركبات عالية الاستهلاك للبنزين. “فورد” على سبيل المثال طرحت سيارات صالون نجحت في أوروبا، فيما تخطط “جنرال موتورز” في انتهاج الأسلوب ذاته من خلال تكنولوجيا إيطالية استوردتها من فيات في وقت توطدت فيه العلاقات بين الشركتين. وحققت ديترويت انتصارات أميركية في ذلك المعرض، حيث فازت السيارة الهجين الكهربائية “فولت” من “جنرال موتورز” بجائزة العام لفئة سيارات أميركا الشمالية كما فازت “فورد” بجائزة أفضل شاحنة. كما كشفت “جنرال موتورز” النقاب عن “سونيك”، السيارة الصغيرة الجديدة التي تطمح الشركة الى أن تقلص بها الاعتماد على شاحنات صغيرة أخرى. وفي سوق يصعب فيها تحقيق النجاح وينتقد فيها الفشل انتقاداً مريراً استطاعت شركات ديترويت الاستمرار في الفوز بجوائز. نقلاً عن ذي أيكونوميست ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©