الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الهروب من جحيم الهواية

13 نوفمبر 2006 00:09
تحول يوسف القديوي نجم نادي الجيش الملكي المنافس حاليا على لقب كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الذي هو حامل نسخته الأخيرة، إلى بطل لقصة يمكن أن أطلق عليها العنوان التالي ''الهاربون من جحيم الهواية''·· يوسف القديوي هذا، شاب في مقتبل العمر، سرق الأضواء والإعجاب والنيازك في زمن قياسي، في كل إنجازات الجيش الأخيرة محليا وقاريا تجد له بصمة، وفي كل مواويل الفرح وأغاني الأعياد تجد له موشحا·· حتى الجماهير التي تحن لزمن النجوم الكبار، وجدت فيه ما يصلها بالزمن الجميل، فغدت ترفع له الصور وتختار له الشعارات وتفتح له الطريق ليتربع على القلوب· بدا للكل أن اللاعب على قدر موهبته ومساحات الإبداع التي يمتلكها، قد دخل في زواج أبدي مع نادي الجيش الملكي، إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك·· قدم يوسف القديوي على طاولة نادي الجيش مقترحات عاجلة غير قابلة للتعديل ولا للتنازل· كانت بعض هذه المطالب غريبة في شكلها ومضمونها، إذ نأت كثيرا عن طبيعة ما يربط عادة أي لاعب بأي ناد، ما جعل إدارة الجيش تبدي في الحال نوعا من الرفض الذي كان في البداية مطلقا ثم لان، إلى أن عرض النادي على اللاعب، في ظل الصخب والغضب الذي خلقه غيابه عن نادي الجيش، مجموعة مقترحات معدلة ومنقحة، ودخل الطرفان في عمليات تجاذب وحوار وأخذ ورد· وبينما كان الإعلام يطمئن جماهير نادي الجيش، بأن القضية الساخنة، قد قطعت أشواطا بعيدة في اتجاه الحل، وأن يوسف القديوي قريب جدا، من أن يؤشر على القبول لتنتهي قصة سقطت للأسف فصولها في الركاكة، إذا بيوسف القديوي يفاجئ الكل بسفره إلى بلجيكا، وأكثر منه الانضمام إلى تدريب نادي ف·س·بروكسيل البلجيكي· وشخصيا لا أعرف كيف أفلح القديوي، في الحصول على جوازه وفي ترتيب سفره، بعد الحصول على تأشيرة الخروج، من أن ناديه الجيش كان قد أحيط قبل شهرين بمحاولة مماثلة للهجرة نحو الشمال· والجيش الملكي النادي الذي يمثل المؤسسة العسكرية بكل صرامتها ودقتها وأيضا احترافيتها في التدبير، يجد نفسه اليوم أمام معضلة جديدة، فقد أعجزته صرامته ودقته واحترافيته لثاني مرة في تفادي هروب معلن وصريح، فقبل يوسف القديوي الذي تتوعد إدارة نادي الجيش بملاحقة كل من مهد في الظلام لرحيله، كان علي بواب وحسن المعتز وهما لاعبان دوليان، قد فجرا فضيحة مماثلة، عندما سافرا في جنح الظلام إلى بلجيكا، وانضما لنادي لوكرين· وبرغم كل الذي بذله نادي الجيش من مساع لاحتواء الأزمة ونيل ما خيل أنها حقوق مالية، فإن اللاعبين لازما ناديهما البلجيكي، وفقد نادي الجيش لعدم الالتزام حرفيا بضوابط التعاقد لاعبين من عيار ثقيل، وهو في الطريق لأن يفقد لاعبا ثالثا، كانت قيمته المالية مقدرة بمليوني دولار· ولا تبدو كرة القدم المغربية الغارقة حتى أذنيها في الهواية، بمعزل عن حالات مماثلة، فحتى الآن مازال الرأي العام الرياضي المغربي يتابع فصول حكاية من عيار آخر، حكاية رحيل مروان زمامة لاعب نادي الرجاء البيضاوي إلى اسكتلندا، منضما لنادي هيبرنيان، بورقة خروج هي موضع مساءلة ومتابعة قانونية لاكتشاف حالة تزوير فيها· تؤدي الأندية المغربية من دون شك ضريبة ثقيلة ومزعجة لعصيانها وعدم امتثالها لما تنص عليه لوائح الفيفا من ضرورة التعاقد بشكل قانوني مع اللاعبين، ولا يجد اللاعبون الحالمون بمستقبل مضيء بدا من ركوب المخاطر هربا من جحيم الهواية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©