عمر غويلة:
خيب فريق النادي الرياضي الصفاقسي آمال جماهيره، بإخفاقه في العاصمة التونسية في الفوز باللقب·· أنصار الصفاقسي الذين هللوا وكبروا للتعادل الذي أحرزه ناديهم في لقاء الذهاب بالقاهرة كانوا يمنون النفس برؤية فريقهم يصعد إلى منصة التتويج، لكنهم صدموا بحقيقة مرة، تمثلت في فشل فريقهم في عبور عقبة الأهلي في مباراة الإياب· ومما زاد من حزنهم وعمق جراحهم هي الطريقة التي أنهى بها فريقهم مشواره في هذه المسابقة، خاصة قبوله الهدف الذي قضى على أحلامهم وأحلامه في الوقت بدل الضائع وفي الوقت الذي اعتقد فيه العديد من أنصاره أن التعادل السلبي للمباراة سيفتح باب التتويج أمام ناديهم·
وجاء الهدف القاتل للأهلي في الوقت القاتل بواسطة أبوتريكة ليسقط آمال الجماهير العريضة للصفاقسي في الماء ويبعث الفرحة والبهجة في صفوف بعثة النادي الأهلي وأنصاره الذين تحولوا معه للعاصمة التونسية·
وإذا تأثرت جماهير الصفاقسي بالهزيمة التي اعتبرتها ''قاسية وموجعة''، فإنها اعترفت في المقابل ومعها العديد من النقاد والفنيين أن فريق صفاقس كان في ملعب رادس في العاصمة التونسية شبح الفريق الذي أحرز التعادل خلال لقاء الذهاب في القاهرة·· فبرأي هؤلاء فإن الصفاقسي كان بعيدا عن مستواه العادي وقدم إحدى أسوأ مبارياته في هذه المسابقة الإفريقية وهو الوضع الذي استفاد منه فريق النادي الأهلي ليكسب اللقاء ويحتفظ بالكأس ويضمن مشاركته الشهر القادم في مسابقة كأس العالم للأندية في اليابان·
وصبت جماهير الصفاقسي جام غضبها على المدرب محجوب واتهمته بأنه وخلافا للقاء الذهاب لم يحسن التعامل تكتيكيا مع اللقاء خاصة في الفترة الأخيرة من المباراة، مؤكدين أن الأهلي كان الأفضل بصورة عامة وهدد في العديد من المرات مرمى حارس الصفاقسي الجواشي الذي كان بدون منازع بطل اللقاء وأنقذ مرماه والصفاقسي من أهداف محققة، وقد اختير الجواشي أفضل لاعب في المباراة من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم·
وإذا رفض محجوب توجيه اللوم للاعبيه ملاحظا أنهم أدوا ما عليهم، فإنه انتقد في المقابل حكم المباراة البينيني كوفي كودجا وبصورة أدق أحد مساعديه لإلغاء هدف صحيح للصفاقسي، قائلا لقد سرق منا الحكم كودجا الفوز، مشيرا إلى أن السيناريو الأسود هو الذي حصل مع الصفاقسي·
أما مدرب الأهلي مانويل جوزيه فقد لاحظ أن الأهلي سيطر على أغلب فترات المباراة وأن الصفاقسي كان شبه غائب، مشيرا إلى أنه حرض لاعبيه بين الشوطين على المزيد من المبادرة والاستفادة من هشاشة الصفاقسي الذي كان يفكر ويركز على التعادل السلبي وأكد لهم أن الهجوم والجرأة هما سلاح الفريق خلال النصف الثاني من المباراة للمحافظة على اللقب وهو ما تم فعلا· وألقى الخبير نبيل معلول من جانبه المسؤولية على المدرب محجوب قائلا ''إذا تفوق محجوب على جوزيه في لقاء الذهاب ، فإن مدرب الأهلي تفوق على محجوب في مباراة الإياب·
وجاءت تعاليق الصحف التونسية الصادرة صباح أمس في العاصمة التونسية لتعكس رد فعل الشارع الرياضي التونسي بصورة عامة وأنصار الصفاقسي بصورة خاصة، من ذلك أن جريدة ''الصباح'' عنونت تعليقها ''وضاع اللقب في لمح البصر''·· ''لكن الأهلي كان جديرا بالتتويج''، وأشارت الصحيفة إلى أن ''أجواء من الحزن خيمت على مدينة صفاقس في ليلة حالكة''·
أما جريدة ''الصحافة'' فقالت ''ان الصفاقسي لم يكن محظوظا وان الحارس الجواشي والنفطي كانا الوحيدان في مستوى الحدث'' ، وعنونت صحيفة ''الصريح'' على صفحتها الأولى وباللون الأسود ''لماذا خذلونا؟''، ملاحظة أن أبوتريكة ''اغتال حلم الصفاقسي'' وأن ''الأهلي هاجم والصفاقسي دافع فعادت الكأس لمن جازف·
عدد اليوم
