حاوره منير رحومة:
جون بارنز الغزال الأسمر وأول لاعب من ذوي البشرة السمراء يرتدي قميص ليفربول، لاعب من الزمن الجميل دوَّن اسمه بأحرف من ذهب كاحد أفضل الأجنحة اليسارية في سجل هذا النادي العريق·· بدأ حياته كلاعب في نادي واتفورد سيتي، واظهر مستويات رائعة سرعان ما لفتت اليه الأنظار فانهالت العروض من كل حدب وصوب، ابرزها العرض المغري لنادي ليفربول مقابل 900 الف باوند، ليبدأ مسيرة جديدة من النجاح والابداع، حيث ابهر الجميع بفنياته ومهاراته·
في اول موسم له حصل على لقب الدوري الإنجليزي وجائزة أفضل لاعب من الاتحاد الإنجليزي واتحاد الصحفيين، لينطلق بثبات، كاشفا عن امكانات خارقة قادت فريقه الى اكبر الانجازات·· وفي مطلع التسعينات شكل بارنز مع فاولر وراش ثلاثيا مرعبا، ولكن ليفربول لم يكن في أفضل حالاته في تلك الفترة، وبالرغم من ذلك قاد فريقه لنهائي كأس إنجلترا في موسم 1995-1996 ولكنهم خسروا امام مانشستر يونايتد ليودع فريقه منتقلا الى نيوكاسل في موسم 1996-،1997 وذلك في مسيرة ودية بملاعب الكرة اكسبته حب الجماهير واحترام الجميع لموهبته الخارقة·· وخلال زيارته للإمارات حاملا كأس الدوري الانجليزي لقي بارنز الاستقبال الذي يستحق والحفاوة الحارة ليستعيد ذكرياته الجميلة مع جماهير الكرة، والتي حاولنا ان نرصدها في حوارنا معه، متطرقين الى طموحاته واحلامه المستقبلية·
في بداية حوارنا مع اسطورة نادي ليفربول جون بارنز سألناه عن فكرة مرافقة كأس الدوري الانجليزي في جولتها عبر دول العالم؟ فقال: إنه امر ممتع ان يحض لاعب كرة قدم بالتواجد الى جانب كأس اغلى بطولة يتنافس عليها الاندية واللاعبون المشاهير في انجلترا، حيث إن هذه الكأس تعد رمزا مهما لكل اللاعبين وتحض بمكانة خاصة اينما حلت، لذلك فإن مرافقتها شرف كبير، خاصة أنها ستزور العديد من دول العالم وستلتقي بجماهير من مختلف القارات، واضاف: إنه سعيد للالتقاء بالجمهور من جديد بعد ان ابتعد عن الملاعب، حيث جدد العهد مع عشاق الكرة من اطفال وكبار وهو يساهم في تشجيع الاقبال على متابعة الدوري الانجليزي وممارسة هذه اللعبة·
إعجاب بتطور الرياضة الإماراتية
بعد اليوم الاول لجولة كأس الدوري الانجليزي في الإمارات سالنا بارنز عن رأيه في المنشآت الرياضية بالامارات، خاصة أنه زار نادي الوصل، وسيزورغدا نادي الجزيرة، الى جانب الاطلاع على بقية المدارس والاكاديميات الموجودة؟ فقال: إنه مندهش لما شاهده حتى الان من تطور واضح في المنشآت الرياضية وتوفر كل التجهيزات الحديثة بنادي الوصل، الامر الذي يؤكد حرص الاندية على الارتقاء بمستواها والعمل بجدية من اجل اتاحة الفرصة لللاعبين الشباب لممارسة اللعبة في ظروف ايجابية: وقال: إن هذا الدعم الذي تشهده اللعبة سيعطي أكله قريبا، وسيكون له الاثر الايجابي في مساعدة الشباب على ممارسة هوايتهم، وقال: إنه يطالب الاندية بعدم استعجال النتائج، لان العمل يحتاج الى بعض الوقت حتى يؤتي اكله، والجهد الذي تبذله الاندية الإماراتية سيثمر قريبا·
كأس العالم في الخليج
عن إمكانية استضافة دول الخليج لكأس العالم؟ قال جون بارنز: إنه مقتنع تماما أن كأس العالم لا يجب ان تنحصر في منطقة معينة من العالم وأن الاولوية للدول التي تثبت امام الجميع انها قادرة على اظهار الحدث بالشكل اللازم والتطور الذي تشهده اللعبة، واضاف: إن رهان الفيفا حاليا منصب على الدول التي تملك منشآت رياضية متطورة وبنية تحتية عصرية واكبر دليل على ذلك استضافة الولايات المتحدة الاميركية لكأس العالم عام 94 بالرغم من عدم شعبية كرة القدم فيها، وقال بارنز: إن ما شاهده في دول منطقة الخليج وبالتحديد في الإمارات يؤهلها لاستضافة الحدث الكبير، لانها تملك كل مقومات إنجاح الحدث وضمان اخراجه في احتفالية رائعة·
العودة إلى جامايكا
بعد ابتعاده عن المستطيل الأخضر كنجم سابق لليفربول وقضائه فترة في تدريب سيلتيك الأسكتلندي سألناه عن تفكيره في العودة للتدريب من جديد؟ فقال: إنه يعمل حاليا كرجل اعمال في مجال الصوتيات، وهناك عروض تدريبية مقدمة له، ولكنه يميل لعرض منتخب جامايكا لتدريب منتخب مسقط رأسه، حيث أوضح أنه حريص على تقديم خبرته لبلاده ومساعدة الكرة فيها على التطور والارتقاء، وتمنى اذا تولى المهمة ان يتم استدعاؤه لخوض مباراة ودية مع منتخب الإمارت لتدعيم أواصر التعاون بين المنتخبين·
وعن وضعية اللعبة بعيدا عن اوروبا واميركا الجنوبية؟ قال: إن العديد من الدول الافريقية والاسيوية اثبتت انها قادرة على المنافسة بجدية مثل الكاميرون ونيجيريا اللتين اقنعتا العالم بامكاناتهما في المونديال، وساهمتا في احتراف العديد من اللاعبين في الدوريات الاوروبية، الامر الذي عاد بالفائدة على كرة القدم في هذه الدول، واضاف: إن العالم الكروي اصبح صغيرا، واخبار اللعبة منتشرة في جميع انحاء العالم، وهو ما يمنح الدفع القوي امام اللاعبين للعمل والوصول الى المستويات المتطورة، وقال: إن الفارق بين الدول الاوروبية وبقية الدول الاخرى قابل للتقلص بفضل الاهتمام الذي تشهده اللعبة·
الكرة والحرب
تحدث بارنز عن عالم كرة القدم حاليا قائلا: إن اللعبة لم تفقد متعتها وشعبيتها بالرغم من الظروف الصعبة التي تحيط باللعبة، حيث قال: إن كرة القدم ستبقى اللعبة الاولى في العالم، لان ممارستها بسيطة وأهدافها نبيلة، وقال: إنه تأثر كثيرا أثناء زيارته للعراق وأفغانستان، حيث شاهد تمسك الأطفال بممارسة اللعبة بالرغم من حالة الحرب التي تسود البلدين في مشاهد تؤكد انتصار الرياضة على الحروب والكوارث التي تصيب البشرية، وتمنى ان تنتهي مشاهد الدمار في العالم وتمنح الفرصة لكل محبي الكرة بممارسة لعبتهم المفضلة في اجواء ممتعة·
كما سألنا بارنز عن ظاهرة الميز العنصري التي تظهر من حين الى اخر بالملاعب الاوروبية؟ فقال: إنها سلوكيات فردية لا يمكن ان تلاحظها في الشوارع، وتعود بالاساس الى ثقافة الفرد وتكوينه، مضيفا انه لم يتعرض لاية استفزازت خلال مسيرته الكروية·
الكرة الإنجليزية وسيطرة تشلسي ومانشستر
بالحديث عن اجواء المنافسة في الدوري الانجليزي وظاهرة احتكار تشلسي ومانشستر يونايتد للصدارة؟ قال: إن المنافسة تراجعت في السنوات الاخيرة بسبب تفوق هذين الفريقين عن بقية الاندية، وذلك بضمهما لابرز النجوم والتطور التسويقي الذي يشهدانه، وحمل بقية الاندية مسؤولية تراجع مستواها وفي مقدمتهم ناديه ليفربول بان الاندية الكبرى والتي كانت تنافس في السابق على الالقاب والبطولات لم تعد تملك النفس الطويل للمنافسة وسرعان ما يتراجع مستواها بمرور الجولات·
اما فيما يخص منتخب انجلترا فقال: إنه اثبت في كأس العالم الاخيرة تطور مستواه وقدرته على المنافسة بجدية، لكنه اعتبر ان الفوز بالالقاب يحتاج الى التواجد المستمر بنهائيات امم اوروبا وكأس العالم، الى جانب التقدم باستمرار في الادوار، ولكنه اعتبر ان اكثر ما يهدد المنتخبات الحالية هو كثرة مشاركات لاعبيها في البطولات الخارجية وخوضهم العديد من المباريات في الموسم، الامر الذي ينعكس على مستواهم بشكل واضح·
عدد اليوم
