الزمالك ضد الجنرال توفيق؟!

أولاً بعيداً عن التقييم الفني لمباراة الأهلي والزمالك في بطولة السوبر المصري، هناك تساؤل أثارته انتصارات الأهلي المتتالية: هل هو فريق يعانقه الحظ بقدر ما تعانقه البطولات؟ فالمشهد الدرامي في ركلات الجزاء الترجيحية يشير إلى أن الأهلي «يعطس» فيفوز ببطولة، بينما يحرث الزمالك فيخسر بطولة. . ؟ كنا في الاستوديو التحليلي للمباراة، وعندما أهدر عبدالظاهر ووليد سليمان أول ركلتين، نظرت إلى أيمن يونس نجم الزمالك الأسبق وقلت له: مبروك، وقلت لمحمد يوسف مدرب الأهلي السابق: هارد لك، لكن كرة القدم وركلات الجزاء فيهما دراما تفوق إبداعات مخرج أفلام الرعب ألفريد هيتشكوك، فالسيناريو غير المكتوب الذي تراه في الملعب، له دائماً في كل مباراة نهاية مختلفة، لا يمكن توقعها مهما كانت خبرتك وحكمتك، وهذا الشك في نتائج كرة القدم وراء متعتها وإثارتها، ومن أهم أسباب شعبيتها الحية منذ عشرات السنين. المباراة انتهت ببطولة جديدة للأهلي ليرتفع رصيده إلى 129 لقباً، وقد كان اللقاء حذراً ودفاعياً من الجانبين، واقتصر الصراع بين خطي الوسط على المهام الدفاعية، وكيفية إفساد هجمات المنافس، وليس على كيفية بناء هجمات للفريق. . وهذا الشكل التكتيكي رسم صورة متوسطة للمباراة من الناحية الفنية، لأن الفرص نادرة، والنتيجة سلبية . . إلا أن الرأي العام وشارع الكرة المصرية ونقاده تركوا جميعاً النتيجة، وانصبت الانتقادات والحوارات على صفقات الزمالك، وهي حديث الموسم. تعاقد الزمالك مع 18 لاعباً يمثلون نجوم الدوري في الموسم الماضي، وتلك التعاقدات عليها محاذير، منها هل كانت بناء على حاجة فنية معينة لشغل مراكز بعينها أم عملية شراء غير مدروسة لنجوم، وفقط لأنهم نجوم. . ؟ ثم من الواضح أن أي صفقة لابد أن تدرس بدقة من ناحية تألق لاعب مع فريقه القديم، بحيث يراعى أسلوب لعب هذا الفريق ومدى توافق مهارات اللاعب مع هذا الأسلوب والذي قد يختلف كثيراً عن أسلوب لعب الفريق الجديد. . بمعنى أن خالد قمر لعب مع الشرطة الذي يدافع، ويرد بهجوم مضاد فكان قمر يجري ويسبق دفاعات المنافس ويسجل ولكنه في الزمالك وجد نفسه مقيدا ومحاصرا دون مساحات تسمح له بالجري وصناعة الفرص. هذا من المعايير التي يجب مراعاتها عند شراء لاعب جديد، ويضاف معيار آخر وهو قميص الفريق، إن ارتداء فانلة الزمالك في حد ذاته يمثل عبئاً نفسياً على أي لاعب، ومن ذلك عبء أنه الزمالك الفريق الكبير وصاحب التاريخ والشعبية، ومنه أيضا أنه الزمالك الذي يعاني من الضغوط الهائلة بسبب صفقاته وهي محط أنظار واختبار، بالإضافة إلى مطالبة جماهيره ببطولة تساوي حجم الصفقات وما أنفق عليها من أموال. . فكان الزمالك في مباراة السوبر يلعب في مواجهة الأهلي، وفي مواجهة صفقاته، وفى مواجهة رصيده الضعيف من البطولات في السنوات الأخيرة، ثم المواجهة الأكبر وكانت ضد سوء حظ أو الجنرال توفيق؟!