ذكر مركز أبحاث خاص بالبيئة أمس أنه من المتوقع أن تؤدي السياسة الشعبوية التي تتبعها تايلاند والمتمثلة في خفض أسعار البنزين لمساعدة الفقراء إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 2100 طن يومياً.
وكانت الحكومة الجديدة، بزعامة رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا، قد قررت السبت الماضي خفض أسعار الديزل ومنتجات البنزين عالي الاوكتين بما يتراوح بين ثلاثة وثمانية باهت (0,10 إلى 0,27 دولار أميركي) للتر.
وهذا الإجراء يهدف إلى الوفاء بوعد أعلنته ينجلوك أثناء حملتها الانتخابية بخفض تكاليف المعيشة للفقراء في البلاد. لكن في حين وجدت هذه السياسة ترحيباً بين أوساط الفقراء إلا أنها أثارت استياء أولئك الذين يحبذون استخدام الجازول لخفض انبعاثات غازات الدفيئة وتقليص الاعتماد على البترول المستورد.
يذكر أن تايلاند تشجع على استخدام الجازول وهو خليط من البنزين والوقود البديل والذي يستخرج من قصب السكر ونبات الكاسافا منذ 2007 عندما جرى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في انتاج الايثانول. في هذا الإطار جرى دعم أسعار الجازول بمحطات البنزين لإبقائها أقل من أسعارها المعتادة. وأعلنت ينجلوك أمس أن الحكومة ستزيد دعم أسعار الجازول بحيث تظل أرخص بقليل من أسعار البنزين والديزل.
يشار إلى أن حزب ينجلوك، وهو حزب فيو تاي، حقق فوزاً سهلاً في الانتخابات العامة التي أجريت في الثالث من الشهر الماضي استناداً إلى تبني مجموعة من السياسات الشعبوية التي كان الغرض منها الفوز بأصوات الفقراء مثل زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 300 باهت (10 دولارات في اليوم) وشراء المحاصيل مثل الأرز من الفلاحين بأسعار أعلى من أسعار السوق. غير أن خبراء الاقتصاد حذروا من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم الذي هو مرتفع بالفعل حيث وصل إلى 4% هذا العام.
أما خبراء البيئة فلديهم مخاوف أخرى. إذ يقول ثونجاتشي بانسواد، مدير معهد شؤون البيئة التايلاندي، وهو إحدى منظمات المجتمع المدني، “البيئة تكاد تكون غائبة في السياسات المعلنة لهذه الحكومة. فهي تهتم بدرجة أكبر بالتنمية الاقتصادية”.
عدد اليوم
