الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ألف وباء

24 يناير 2012
الأنباء التي تم تداولها مؤخراً، عن وجود نية لدمج أندية الدرجتين “أ” و”ب” في دوري واحد، وتزامنها مع الأيام الأولى، لعمل اللجنة المؤقتة التي خلفت اتحاد كرة القدم المستقيل، تعيد إلى الأذهان الفكرة الراسخة في أذهان الكثيرين عن إشكالية تغير الأنظمة، بمجرد تغير الأشخاص، وما يتبعه من الهدم وإعادة البناء من جديد. وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها تقسيم الدرجات شاهداً على هذه الظاهرة، كما أن هذا التقسيم ليس الشاهد الوحيد، فهناك أيضاً معسكرات الإعداد القصيرة التي تأتي مع أشخاص، وفترات الإعداد الطويلة التي تأتي في وجود آخرين. ومسابقة كأس الاتحاد التي تختفي في عهد اتحاد، وتعود في عهد اتحاد آخر، ومباريات الدوري التي قد توقف في سنوات لمشاركات منتخب الشباب وتستمر في سنوات أخرى دون مشاركة لاعبي الأولمبي. تقسيم أندية الهواة إلى درجتين، ووجود نظام للصعود والهبوط بينهما الذي يعيش موسمه الثالث هذا الموسم، حقق العديد من الإيجابيات والمكاسب الواضحة، خصوصاً على الصعيد التنافسي، والارتقاء بالمستوى الفني، والمنافسة المحتدمة، والمباريات المثيرة التي تشهدها “الدرجة أ”، في هذا الموسم والموسم الماضي، خير دليل على نجاح التجربة، وحاجتها للاستمرار لتعزيز هذا النجاح. ويكفي صعود نجم نادي دبا الفجيرة كعلامة بارزة لإفرازات هذا النظام الإيجابية، فهذا النادي الذي لازم منطقة النسيان في زحمة الأندية سابقاً، استطاع في وجود إدارة على درجة كبيرة من الكفاءة ومجتهدة، أن يستغل تواجده في “الدرجة ب”، لبناء فريق استحق إعجاب واحترام الجميع، بتدرجه من صدارة “الدرجة ب” في الموسم الأول، إلى المنافسة حتى الأسابيع الأخيرة في الموسم الماضي، ليتصدر صراع الصعود لدوري المحترفين بنهاية الدور الأول هذا الموسم، وعلى خطاه يسير فريق مسافي المتألق بقيادة مدربه الوطني أحمد لشكري. وجود الدافع وتكافؤ المنافسة، كما كانت أرضاً خصبة لنجاح الأكفاء والمجتهدين، فقد قضت على ظاهرة سلبية أصابت دوري الدرجة الثانية في مقتل، على مدى سنوات، واختفت تماماً حالياً، تمثلت في اتهامات تفويت المباريات، وتحول مباريات الدور الثاني إلى نتائج محسومة سلفاً، بحسابات الدوافع التي تكون معدومة، عند ثلثي فرق الدوري. من المؤسف أن يتحدث البعض عن تقليص النفقات المالية، في ظل وجود مجالس رياضية وحكومات محلية، تتكفل بمصاريف الأندية المحترفة، مما يفتح المجال أمام الهيئة العامة للشباب والرياضة، واتحاد كرة القدم لإطلاق يدها في دعم أندية الهواة، التي لا يتعدى دورها النشاط الرياضي، إلى خدمة مجتمعاتها الصغيرة، في مناطق، هي بحاجة لوجود هذه الأندية الفاعل الذي يتجاوز تحقيق النتائج و”البرستيج”، الذي يجعل إداري يرفض مسمى الدرجة الثالثة ويقبل مسمى “الأولى ب”!. ومن المضحك أن تكون حجة المطالبين بالعودة إلى النظام القديم، هو انحسار الاهتمام الإعلامي عن أندية “الدرجة ب”، فهل كان مراسلو القنوات الرياضية يتزاحمون على تغطية أنشطة الأندية القابعة في المراكز الأخيرة من دوري الدرجة الثانية “السابق”؟، ولماذا لا تسعى إلى الصعود، وتطور فريقك لتحظى بما تفتقده وتتعطش إليه ؟، وما هي الأضواء الإعلامية المسلطة على “الدرجة أ”، وفريق حقق ما يفوق الإنجاز مثل دبا الفجيرة حتى تطالبون بدمج الدرجتين. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©