الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آلاف الأطفال العراقيين بلا ساحات للترفيه في العيد

آلاف الأطفال العراقيين بلا ساحات للترفيه في العيد
20 أغسطس 2012
بغداد (أ ف ب) - مع حلول عيد الفطر يجد آلاف الأطفال العراقيين في المدن الصغيرة أنفسهم مجبرين على قضاء عطلة العيد في بساتين وساحات يقع بعضها قرب مكبات للنفايات في ظل غياب مراكز الترفيه التقليدية. وتضطر أسرهم لاصطحاب أطفالهم لمناطق ترفيهية بدائية تتشكل بصورة مؤقتة مع كل مناسبة، وقد تتحول بدورها إلى مكب للنفايات بسبب إهمال السلطات لهذه المواقع باعتبارها تشكيلات عشوائية. ويتوجه آخرون إلى العاصمة التي تشهد اختناقات مرورية في الأعياد، حيث تضطر السلطات إلى قطع الطرق أمام السيارات لعدة كيلومترات لتأمين الحماية للمحتفلين. ويقول مراقبون إنه رغم مرور 10 سنوات على سقوط النظام السابق، إلا أن المسؤولين الجدد لم يبادروا لبناء مراكز ترفيهية، علماً بأن ملايين الدولارات أنفقت على مشاريع أقل جدوى. ويعزو المراقبون الإهمال إلى انعدام الخبرة والكفاءة لدى المسؤولين فضلاً عن الفساد الإداري. وحتى بغداد التي تحتوي مناطق سياحية وترفيهية أنشئت منذ عشرات السنين إلا أن أبرز هذه المناطق الترفيهية معطل بصورة كاملة مثل مدينة الألعاب التي مضى على إغلاقها 10 سنوات، والجزيرة السياحية التي كانت قبلة للسياحة ولا تعمل بكامل طاقتها. والحال في الأقضية والنواحي أسوأ، إذ تعد كابوسا حقيقيا بالنسبة لكثير من العائلات التي تعاني بشكل كبير انعدام الأمن في هذه المناطق. وكان الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم أنشأ في الفترة التي تولى فيها الحكم حدائق ترفيهية في جميع النواحي والأقضية في العراق. وظلت صامدة حتى فترة الحصار الاقتصادي الذي دفع ببعض الفقراء لسرقة أسيجتها وبيعها للحدادين. وقال حسين كريم من قضاء العزيزية (70 كيلومتراً جنوب شرق بغداد) إنه “لا يوجد في منطقتنا وسيلة ترفيهية إطلاقا، وأطفالي يشعرون بالضجر من هذا”. وأضاف “اضطررت لاصطحابهم إلى مدينة الكوت التي تبعد 80 كيلومتراً حتى يرفهوا عن أنفسهم”. ورغم أنها نفس المسافة إلى بغداد التي تضم مدينة ألعاب أكبر، لكنه لا يفضل التوجه إليها بسبب الاختناقات المرورية. وقال المواطن أحمد الجبوري من المناذرة التي تبعد 5 كيلومترات جنوب النجف “لا يوجد لدينا أي مكان للترفيه ولا يوجد في القضاء أي مدينة ألعاب”. وأضاف “قدمنا عدة طلبات للمسؤولين بهذا الخصوص لكن دون جدوى”. وأضاف أنه “في المناسبات مثل الأعياد نضطر للذهاب إلى النجف للترفيه عن أطفالنا”. ويرى عضو مجلس محافظة النجف هاشم الكرعاوي أن «سوء التخطيط والإدارة هو السبب الأول في المشكلة» وأضاف “أما السبب الثاني فهو نقص الخدمات الحاد في الأقضية والنواحي، وأبرزها الكهرباء والمياه”. وفي كركوك (240 كيلومترا شمال بغداد) قال نائب المحافظ راكان سعيد إن “كركوك فيها أماكن تصلح كمواقع ترفيهية”. وأضاف نائب المحافظ “إننا نتعرض لضغوط كبيرة لتوفير الخدمات والماء والكهرباء والطرق والصحة والمدارس أولاً قبل السياحة لأن البنى التحتية لدينا مدمرة”. وأكد سعيد “إننا نفتقر لدراسة سياحية متكاملة وإلى رؤية للوضع الأمني والخدمي والنزاع على الأراضي لا يعطي فرصة للاستثمار السياحي”. وفي مدينة الناصرية كما في السماوة والديوانية، تكاد تكون الأماكن السياحية والترفيهية منعدمة في هذه المدن رغم ما تمتلكه من مواقع أثرية وأخرى سياحية. وقال زياد محمد من سكان الناصرية “كل ما هو موجود في مركز المحافظة يقتصر فقط على مدينة ألعاب عفا عليها الزمن لكن لا خيار أمام المضطر، وعلى الجميع الرضوخ للأمر الواقع”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©