نيروبي - الاتحاد: بعد ساعات من رفض الحكومة الصومالية الانتقالية لاتفاق التفاهم التي توصل لها رئيس البرلمان الانتقالي مع قادة اتحاد المحاكم الإسلامية اندلعت معارك عنيفة في وسط البلاد سقط فيها ما لا يقل عن 13 قتيلا وسيطرت على إثرها ميليشيا المحاكم الاسلامية على مدينة باندرادلي الواقعة بالقرب من إقليم بونتلاند الموالي للرئيس عبدالله يوسف احمد، وقد جاءت هذه الأحداث في ذات الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الكينية عن وقف جميع الرحلات الجوية من والى المطارات الصومالية في محاولة للضغط على سلطة المحاكم المتنامية·
وأوضح الشيح حسن ضاهر عويس رئيس الهيئة التشريعية للمحاكم الإسلامية في اتصال مع ''الاتحاد'' إن المعارك الأخيرة اندلعت بعد أن تعرضت مواقعهم لهجوم صباح أمس من قوات إقليم بونتلاند والقوات الأثيوبية مما اضطرها للرد والسيطرة على مدينة باندرادلي الواقعة على حدود الإقليم وأكد إن قواتهم لا زالت تطارد المهاجمين الذين انسحبوا إلى داخل الاقليم الذي تديره سلطة محلية خاصة به ويتمتع باستقرار وسط الفوضى التي تعم معظم اجزاء الصومال، وقال عويس انهم قبلوا بالمبادرة التي عرضها رئيس البرلمان الانتقالي شريف حسن شيخ عدن من اجل العودة للتفاوض والتوصل إلى حل سلمي يجنب البلاد القتال لكن الحكومة الانتقالية رفضت الاتفاق لأنه ينص على المطالبة باستمرار حظر تصدير الأسلحة إلى الصومال وإبعاد القوات الأثيوبية من البلاد·
من جهتها قالت مصادر في الميدان إن ميليشيات تابعة لزعيم فصيل موال للحكومة الانتقالية يدعى عبدي حسن عوالى قيبديد هي التي بادرت بشن الهجوم على مواقع قوات المحاكم الاسلامية التي خسرت خمسة من مقاتليها، بينما لقي ثمانية من مسلحي قيبديد مصرعهم في الاشتباكات، التي قد تدفع بقوات المحاكم لمواصلة زحفها نحو اقليم بونتلاند·
وكانت المحاكم الإسلامية ونواب من البرلمان الانتقالي يقودهم شيخ آدن قد أعلنوا التوصل لاتفاق يؤدي إلى استئناف المحادثات التي ترعاها الجامعة العربية والتي انهارت الشهر الماضي· وقال بيان مشترك بين الجانبين انهما اتفقا على وقف العمليات المسلحة الحالية وتجنيب البلاد أي عمليات حربية قد تفاقم من التوتر وان تتواصل المحادثات في الخرطوم في أسرع وقت· وعلى ذات الصعيد أعلنت الحكومة الكينية عن وقف الرحلات الجوية من مطاراتها إلى المناطق التي تسيطر على المحاكم الإسلامية، ومع أن جون كويك وزير العلاقات الإقليمية الكيني قد ربط في مؤتمر صحفي أمس بين ما أعلنته الحكومة الأمريكية من وجود تهديدات جدية بهجمات إرهابية ضد مصالحها في دولتي أثيوبيا وكينيا إلا أن مراقبين يؤكدون إن القرار الكيني جاء في إطار ممارسة ضغط اقتصادي ضد سلطة المحاكم الإسلامية المتنامية خاصة في جنوب ووسط البلاد· ومن المعروف أن النقل الجوي من والى الصومال يتم فقط عبر المطارات الكينية·
عدد اليوم
