الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبدعون يؤكدون أهمية وسائل الاتصال الحديثة في خدمة الأدب

مبدعون يؤكدون أهمية وسائل الاتصال الحديثة في خدمة الأدب
20 أغسطس 2012
بدأ الأدب المكتوب عبر وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، يحتل موقعاً مهماً في حياتنا الأدبية والثقافية، فصرنا نجد إصدارات أدبية، شعرية وروائية، تقتحم سوق الأدب والكتب بسهولة، وبعضها وجد الطريق ميسرة أمامه للانتشار السريع، ما شجع على دخول الشباب عالم الأدب بلا خلفيات محددة سوى الثقافة العامة الشائعة في تلك المواقع والمنتديات، فاختلط الغث بالسمين. وفي هذا الإطار نستطيع التوقف عند تجربتين بارزتين، الأولى للشاعرة حمدة خميس وتمثلت في ديوانها “إس. إم. إس” (2010)، والثانية رواية للكاتب الشاب عبد الله النعيمي هي “اسبريسو” (2012). وهنا وقفة للتعرف إلى هذه الظاهرة. تقول الشاعرة حمدة خميس لـ”الاتحاد” إنها أثناء تراسلها بالرسائل (المسجات) مع الأصدقاء انتبهت إلى أن الكثير مما تكتبه في رسائلها هو قصائد قصيرة، وقالت إن هذه الوسيلة لكتابة الشعر جعلتها تفكر بجمع الكثير مما لديها في كتاب، وإن لديها الكثير مما لم ينشر بعد. وحول هذه الظاهرة تقول الشاعرة إنها “ناجمة عما أتاحته تقنية الاتصالات المذهلة، عبر الهاتف الجوال “الموبايل” من فرصة نادرة للمتراسلين لم تتحها الوسائل القديمة المتمثلة في الرسائل الخطية التي كانت تستغرق زمناً في الوصول، كما تستغرقه في الرد، فسرعة الكتابة وسهولة تقنيتها وسرعة الرد جعلت من التواصل بين البشر عبر الرسائل، لحظة خاطفة حميمة، آنية وتلقائية، ومختزلة، وهذه السرعة منحت المتراسلين حرية التواصل، من دون إحساس بالترقب أو المراقبة”. وتضيف الشاعرة للتوضيح “لو انتبهنا إلى تدوين تراسلنا من خلال جهاز “الموبايل” مع الأصدقاء، والمعارف، والأقرباء، عبر سنوات عديدة، على الورق، أو شاشة الكمبيوتر - بعد أن أصبح الورق والحبر في عداد النسيان - لكنا قد سجلنا ذاكرة الزمان والعمر وذكرياته، من دون حاجة إلى ما يسمى بالمذكرات اليومية مثل أو دونما حاجة إلى أن يجلس الكتاب والأدباء يوماً ويقرروا كتابة سيرهم الذاتية، عبر خيانة الذاكرة، لكن الشائع إلى الآن، أن المتراسلين يلجؤون إلى المحو كي يتيحوا لسعة “الموبايل” مزيداً من الاستيعاب للرسائل القادمة، من دون أن ينتبهوا إلى أن رسائلهم على قصرها وانخطافها، هي تدوين للحظتهم وأفكارهم ومشاعرهم وتقلبات أحوالهم، كما أنها تدوين للزمن عبر قدرة “الموبايل” التقنية في تثبيت التاريخ وساعة الإرسال، كما قدرته على حفظ الرسالة أو أرشفة الرسائل الواردة والمرسلة، تلقائياً أو اختياراً”. الكاتبة نجيبة الرفاعي، صاحبة أربع مجموعات قصصية هي: “قصاصة من ورق” و”نبض في حياتي” و”أنفاس الورد” و”لن ننسى”، لم تخض تجربة من هذا النوع من الكتابة، لكنها تعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي باتت واقعا لا يمكن تجاهله بحكم أهميته وانتشاره وفوائده التي يقدمها للمشاركين فيه، حتى في ما يتعلق بمن لا يقرؤون، وتضيف “هناك جانب إيجابي وآخر سلبي في التعامل مع هذا العالم، فهو من جهة يتيح مساحة للتواصل والاطلاع على ما يجري في عالم الكتابة والأدب، ونتعرف من خلاله إلى مواهب يمكن أن تظهر تميزا وتطورا، لكنه من جهة مقابلة يتيح الفرصة للكثير من التفاهات كي تنتشر وتنال شهرة بسبب ضعف الوعي العام. أما محاولة الاستفادة مما يجري في هذه المواقع لكتابة نص أدبي، فهي ضئيلة وقد تقتصر على الاستفادة من المقترحات التي تسعى للحصول على كتابة في اتجاه معين أو في موضوع محدد، وهذا أمر يعتمد على اهتمام الكاتب وتوجهاته، وعدم دفعه للكتابة في موضوعات لا تقع ضمن اهتمامه. ونقف للتعرف إلى تجربة الروائي عبد الله النعيمي في روايته “اسبيرسو”، حيث يقول “الرواية كانت نتاج فكرة هي وليدة لحظة بعد مراحل من التعامل مع المنتديات الثقافية، ثم الانتقال إلى عالم التويتر الذي هو عالم للحوارات والمناقشات وطرح القضايا بين “كائنات التويتر”، ومنذ العام 2002 بدأت التركيز على مشاكل مجتمعاتنا المحافظة في تفكيرها وسلوكياتها، وفجأة بدأت خيوط الرواية تتشكل على التويتر مباشرة، من خلال “التغريدات” القصيرة، وبدأ البعض ينتبه إلى تشكل الرواية عبر تقطيع السرد، حتى أنجزت ما يقارب عشرين بالمائة منها، ثم قررت استكمالها بعيدا عن التويتر حين فكرت بحقوقي كمؤلف، وقد شجعني الناشر على ذلك”. ومن حيث مضمون الرواية وشكلها، وهي مقطعة إلى مجموعة من الفصول التي تحمل أرقاما لا عناوين، يقول النعيمي “هي أولا رواية مكتوبة لتراعي زمن السرعة، وتنتقل من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي، لتقدم رؤية للعلاقات بين الرجل والمرأة في مجتمعنا، من خلال شاب في الثلاثينات من عمره (وليد) وفتاة عربية نادلة في مقهى، تقوم بينهما علاقة ملتبسة، وتمر في مراحل من التردد والتقارب والشك والعذاب، للكشف عن القيم الاجتماعية التي تحكم سلوك الأفراد، وغير ذلك. وكانت هذه بدأت الرواية بقصة قصيرة حول مشكلة عاطفية، وعلاقة بين شاب وفتاة، وتطورت إلى رواية تتناول هموم المجتمع العربي ومشكلاته الاجتماعية، والعلاقة بين الرجل والمرأة، وهي علاقة قائمة أساسا على عدم الفهم بين الطرفين، وهي محكومة بتقاليد المجتمع ومستوى وعيه، لذلك تمر علاقة البطل والبطلة بمشكلات تنتهي بخاتمة مأساوية. لكنها مكتوبة بأسلوب التشويق الذي يجعل القارئ مشدودا من الجملة الأولى حتى الكلمة الأخيرة، ففيها تنويع بين لغة السرد والحوار والتأملات الداخلية- النفسية للتعرف إلى نفسيات شخوص الرواية، ولكن من دون الإغراق كثيرا في التفاصيل غير الضرورية”. كاتب القصة محسن سليمان صاحب مجموعة “خلف الستائر المعلقة” يفيد من علاقته بالعالم الافتراضي، باعتبار هذا العالم يفتح آفاقا جديدة للكتابة، فيقول إن هذا العالم “هو وسيلة لعبت دورا كبيرا في رفع المستوى الثقافي لدى الكتاب والقراء عموما، من حيث ما يقدمه من إمكانيات وفضاءات من أفكار تفاعلية بين المشاركين في هذا الفضاء، وأنا أعتبر جيلنا محظوظا بانفتاحه على كل هذه الثقافة المقدمة عبر التكنولوجيا، وقد أتاح لنا فرصة التواصل مع أصدقاء من حول العالم، نقوم بمحاورتهم، والاستفادة من هذه العلاقات”. وحول طريقة استفادته في كتابته من هذا الفضاء التفاعلي يقول سليمان “نعم لقد استفدت في بعض قصصي من وجودي في هذا العالم الافتراضي، كما أستفيد من كل ما أشاهد وما أقرأ، وأستفيد من التعليقات والآراء التي يطرحها الأصدقاء. فإمكانات الاستفادة كبيرة جدا، ولكن التحدي الحقيقي هو أن نستفيد ونبتعد عما يسيء من المواقع والمنتديات. وأذكر قصة لي تستند إلى ما أراه وأتابعه من قصص القتل والدماء في الواقع، وبين واقع افتراضي آخر يحتشد بالصخب والرقص والغناء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©