الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عندما أصبحت المحاكم جزءاً من حياتي الشخصية!

عندما أصبحت المحاكم جزءاً من حياتي الشخصية!
26 أغسطس 2015 23:15
سلام الأمير ثمانية أعوام هي عمر مسيرتي المهنية في الإمارات.. ثمانية أعوام مرت كانت بمثابة اختبار يومي للعمل الجاد.. اختبار للمشاعر والانتماء للمكان، واليوم وأنا أقف على أعتاب عقد من الزمان أسجل تقديري لصحيفة «ذا ناشونال»، التي احتضنتني وما زالت تشع بدفئها على جميع العاملين لديها. بدأت العمل في 2007، حيث حططت رحالي في إمارة دبي، وخضت اختباراً تجريبياً لإحدى الصحف اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية، وفي طريق العودة لمنزل شقيقتي بالشارقة تعطلت السيارة التي كنت أستقلها من دون سابق إنذار، فظننت أن ما حصل هو نذير شؤم، وأنني لن أحصل على الوظيفة، رغم أني أظهرت أفضل ما لديّ ولكن، وبحمد الله وبفضله، نجحت في الاختبار، لتبدأ بذلك مسيرتي كصحفية بالإمارات. كانت تغطيتي الصحفية تشمل أخبار «الجهات الرسمية» بدبي والشارقة وعجمان، وواجهت آنذاك بعض التحديات كالوصول للجهة المنشودة، ومع مرور الأيام بدأت أطرق أبواب الجهات والمنشآت الحكومية، بحثاً عن الأخبار وما يثير اهتمام القراء. وما زلت أذكر المرة الأولى التي حاولت فيها التعريف عن نفسي للقائد العام لشرطة دبي، الذي كان حينها الفريق ضاحي خلفان، فاستوقفني بعض ضباط الشرطة متسائلين من أكون وماذا أريد، فإذا بالفريق ضاحي يلتفت نحوي ويرحب بي أجمل ترحيب، فعرفته بنفسي كصحفية عاملة في إحدى الصحف المحلية، وبأنني سأتابع أخبار الشرطة. ولم تختلف تجربتي مع شرطة عجمان كثيراً، إذ رحب بي القائد العام لشرطة عجمان، العميد الشيخ سلطان النعيمي، الذي كان يشغل حينها منصب نائب القائد العام، أجمل ترحيب، ولم يتوان في توفير المعلومات والتفاصيل التي كنت أنشدها. ولا شك في أن هاتين التجربتين الجميلتين لخصّتا لي رقي أخلاق شعب الإمارات وسماحته، وقدر الاحترام الذي يكنّه المسؤولون للإعلاميين ووسائل الإعلام، كما كان لهما أثرٌ كبيرُ في زيادة إعجابي بالإمارات. وبعد عامين باشرت تغطية محاكم ونيابة دبي، حيث التقيت بجميع العاملين بالمؤسستين العريقتين من مسؤولي النيابة العامة والقضاة، إلى المحققين والمحامين ورجال الشرطة والحراس، وحتى العمال المساندين. وباتت محاكم دبي جزءاً لا يتجزأ من حياتي اليومية، ولا أفارقها إلا في إجازاتي السنوية. ومع مرور الوقت، خرجت العلاقة من الحيز العملي البحت وشكلّت صداقات عدة مع موظفي محاكم دبي، وبتنا نتبادل مستجداتنا ووجهات نظرنا في مختلف المواضيع، فيما أجمع القصص والأخبار التي تستأثر باهتمام القراء. ولم يقتصر الأمر على تجاذب أطراف الحديث مع العاملين بمحاكم دبي فحسب، بل أصبح المراجعون يسألوني إن كنت أعمل بالمحكمة، فأخبرهم أنني صحفية، وإن كان بمقدوري مساعدتهم، فيستفسرون عن إجراءات معينة وشؤون قانونية وما إلى ذلك، ويطلبون المساعدة والنصح والإرشاد، فأمد لهم يدّ العون إن كان بوسعي ذلك. وواسيت خلال السنوات الخمس الماضية أمهات مكلومات على أبناء طائشين سقطوا ضحية آفة المخدرات، وأباء مفجوعين على فلذات أكبادهم من ضحايا رفاق السوء. وفيما كنت أكتب هذه المقالة، قطعت مكالمة هاتفية من رقم أجهله حبل أفكاري، وإذ بها سيدة تطلب مساعدتها بخصوص قضية منظورة بمحاكم دبي وتخص صديقة لها بشأن حق الوصاية على طفلها الذي خطفه والده، كما زعمت المتصلة، فما كان بوسعي إلا أن أرشدها إلى بعض الحيثيات التي قد تساعد صديقتها في استعادة طفلها. لا شك في أن عملي خلال السنوات الماضية كان له دورٌ كبير في صقل خبراتي وتعزيز نقاط قوتي كما زاد معرفتي بقوانين الدولة، فأحاول بدوري تثقيف من حولي بأهمية احترام القوانين. إن الدراية بقوانين الدولة أمرٌ ضروري، ويتوجب على الجميع احترامها والعمل بموجبها، لمعرفة حقوقهم وواجباتهم، وتفادي التبعات القانونية الناجمة عن أي مخالفات، والتي تنجم عادة عن الجهل بها. ولعل أجمل الذكريات في «ذا ناشيونال» ذلك الشعور الذي ترسخ لدينا بأننا أبناء هذه المؤسسة فاختفت الضغوط.. ما جعل الإبداع سيد الموقف ومحور التنافس بين الزملاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©