السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يحذر من حرب أهلية إذا فشل الحوار

الرئيس اليمني يحذر من حرب أهلية إذا فشل الحوار
20 أغسطس 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء)- حذر الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، من نشوب حرب أهلية في حال فشل مؤتمر الحوار الوطني المزمع إطلاقه في نوفمبر المقبل، تنفيذا لاتفاق لنقل السلطة ترعاه خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي حتى مطلع 2014. وقال هادي، في خطاب له، الليلة قبل الماضية، بمناسبة عيد الفطر المبارك، “إن الجهود التي بذلت من أجل حقن الدماء وإنقاذ اليمن من مخاطر الانزلاق إلى أتون حرب أهليه في الآونة الأخيرة لابد - وبإخلاص وصدق الجميع دون استثناء - أن تتواصل حتى نصل باليمن إلى بر الأمان”، مشيرا إلى أن إخراج اليمن من أزمته المتفاقمة مرهون بالتزام الأطراف المتصارعة بـ”حوار وطني مسؤول، تعلو فيه المصلحة الوطنية على كل ما عداها من مصالح وأغراض شخصية أو حزبية”. وحذر الرئيس اليمني، من “فشل الحوار” بين أطراف الصراع في بلاده، معتبرا أن الفشل يعني “العودة إلى الصدام والاحتراب ونشوب حرب أهلية لا تبقي ولا تذر”. وقال:”إننا نعول على الشعب وكل أبنائه رجالا ونساء، للعمل على إنجاح الحوار الوطني كقضية مصيرية يتوقف على إنجازها رسم معالم المستقبل المزدهر لليمن”. وأكد عزمه على “استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي قد قطعنا فيها مراحل جيدة، رغم العوائق والصعاب التي اعترضت طريق تنفيذها”، مشددا في الوقت ذاته على أن جميع القوى السياسية بكل اتجاهاتها معنية بتنفيذ اتفاق نقل السلطة، الذي وقعه المؤتمر الشعبي العام، حزب صالح، وتكتل “اللقاء المشترك”، في العاصمة السعودية الرياض. وقال:”علينا أن نتجاوز كل حساسيات الماضي ونتوجه نحو بناء مستقبل اليمن وتقدمه”، لافتا إلى أن قراراته التي أصدرها مطلع الشهر الجاري، كانت “استجابة لما تقتضيه المصلحة العامة وتنفيذا لما ورد في المبادرة الخليجية”. وقضت بعض القرارات الرئاسية بتقليص قوات “الفرقة الأولى مدرع” و”الحرس الجمهوري”، وهما الفصيلان المتصارعان منذ انشقاق قائد الفصيل الأول، اللواء علي محسن الأحمر، أواخر مارس من العام الماضي، على الرئيس السابق، الذي يقود نجله، العميد الركن أحمد علي صالح، الفصيل الثاني. وأوضح هادي أن “الهدف” من هذه القرارات هو “إعادة السكينة وتحقيق الاستقرار والسلام والمضي بعجلة البناء والتنمية وبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة”، منتقدا اشتباكات أخيرة بين قوات عسكرية متصارعة شهدتها العاصمة صنعاء مؤخرا. وأهاب بـ”الجميع التنفيذ والالتزام بما يصدر من قرارات وتعليمات وتوجيهات” في الفترة القادمة. وقال إن “خطورة المرحلة وحساسية المواجهة مع الإرهاب تستدعي استنفار كل الجهود ونبذ التقصير، وتتطلب درجة عالية من اليقظة والانتباه بما يتوجب على جميع أجهزة الدولة والأمن”، لافتا إلى أن الهجوم المسلح الذي استهدف مبنيي الاستخبارات والتلفزيون بمدينة عدن الجنوبية، صباح السبت، موقعا 19 قتيلا من الجنود، شكل “شاهداً آخر على أن الإرهاب لا ينتمي إلا للشيطان ولا يهدف إلا لتدمير الأوطان”. وأكد التزام اليمن بتعزيز شراكته مع المجتمع الدولي في “مكافحة الإرهاب”، داعيا علماء الدين والنخب الفكرية والثقافية في البلاد إلى القيام بـ”واجبهم الديني والوطني”، في تنوير وتحصين “عقول الأجيال الشابة” من الانزلاق “نحو متاهات ومهاوي الجهل والتطرف والفساد والانغلاق”. وعلى صعيد متصل بالحرب على الإرهاب، قُتل قيادي في حزب الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، و”اللجان الشعبية” المناهضة لتنظيم القاعدة، في هجوم انتحاري، استهدفه في وقت مبكر أمس، في محافظة أبين جنوبي البلاد. وذكر حزب “المؤتمر الشعبي العام”، في بيان، أن رئيس فرع الحزب في بلدة “مودية” بمحافظة أبين، ناصر منصور، لقي مصرعه “في تفجير انتحاري لأحد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي”، موضحا أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم كان “يلبس حزاما ناسفا”. وقال الزعيم القبلي في مودية، الشيخ علي منصور، وهو شقيق القتيل، لـ”الاتحاد” إن التفجير أسفر عن إصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة، مشيرا إلى أن الانتحاري كان على متن سيارة برفقة اثنين وأنه فجر نفسه بعد ان غادر السيارة متوجها إلى شقيقه، الذي كان يتزعم رجال المقاومة الشعبية في “مودية”، المناهضة لتنظيم القاعدة، والتي تعرف باسم “اللجان الشعبية”. وأوضح أن مرافقي الانتحاري “تمكنا من الفرار”، فيما استولى مسلحو “اللجان الشعبية” على السيارة “التي عُثر بداخلها على عبوات ناسفة وعباءات نسائية”. وفي تطور آخر لقي سبعة أشخاص مصرعهم امس بنيران مسلح أطلق وابلا من الرصاص على مصلين أثناء أدائهم صلاة عيد الفطر في محافظة الضالع جنوبي اليمن. وقال مصدر أمني بمحافظة الضالع أن أحد الأشخاص ينتمي إلى قرية النشمة بمديرية قعطبة بالمحافظة أطلق النار عشوائيا على المصلين ما أدى لمقتل ستة وإصابة عدد آخر بجروح. ونقل موقع وزارة الداخلية اليمنية عن المصدر أن “حملة أمنية خرجت لقرية النشمة للتحقيق مع المتهم، لمعرفة الأسباب والدوافع التي دفعته لارتكاب مثل تلك الجريمة”. وكان تنظيم “القاعدة”المتطرف، الذي خسر، منتصف يونيو الماضي، معاقله الرئيسية في محافظة أبين إثر هجوم واسع للجيش اليمني، توعد بمهاجمة رجال القبائل الذين قاتلوا في صف القوات الحكومية. واتهم حزب صالح في بيان أصدره، ليل السبت الأحد، الحكومة الانتقالية، التي يرأسها تكتل “اللقاء المشترك”، “مسؤولية استمرار الانفلات الأمني” الذي تعاني منه البلاد منذ أكثر من عام ونصف العام. وطالب “المؤتمر الشعبي العام” بـ”سرعة فتح تحقيق في أسباب استمرار الانفلات الأمني”، و”محاسبة المسؤولين عن ذلك”، مشددا على ضرورة تحمل وزارة الداخلية “مسؤولياتها في حماية اليمنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة”. وانتقد البيان دعوات سابقة لزعماء في تكتل “اللقاء المشترك” بالحوار مع تنظيم “القاعدة”، معتبرا أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدن يمنية في الآونة الأخيرة “لتؤكد على ما سبق وحذر منه المؤتمر الشعبي العام مراراً وتكراراً، من أن التطرف والإرهاب كانا ولا يزالان أهم تحدٍ يواجه الوطن وتجب محاربته بقوة وحزم ودون هوادة”. وأضاف البيان:”إن من يدعون إلى فتح حوار مع عناصر الإرهاب في تنظيم “القاعدة” إنما يسهمون بشكل أو بآخر في توفير الغطاء السياسي والمبررات لتلك العناصر الإجرامية الإرهابية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©