إسلام آباد (وكالات) - قتل عشرة مسلحين على الأقل في غارتين شنتهما طائرات أميركية بلا طيار في المنطقة القبلية المضطربة بشمال غرب باكستان على الحدود الأفغانية أمس، حسبما ذكر مسؤولون أمنيون باكستانيون. وترفع هاتان الغارتان إلى 17 عدد القتلى من المسلحين منذ غارة أمس الأول السبت التي قتل فيها 7 مسلحين.
وأدى الهجوم الأول الذي وقع أمس الأحد إلى مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص. وبعد ساعات أسفر الهجوم الثاني عن مقتل ثلاثة على الأقل في منطقة مناع بإقليم وزيرستان الشمالية، وفقا لمسؤولي الأمن الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
وتنشط جماعتان على صلة بتنظيم القاعدة هما جماعة حافظ جول بهادور، وشبكة حقاني في سبع مقاطعات بالمنطقة. وتسيطر الجماعات على وزيرستان الشمالية ويعتقد أنهما متورطتان في الهجمات على قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
وفي الهجوم الأول، أطلقت أربعة صواريخ على مركبتين تنقلان أنصارا تابعين لبهادور.
وقال مسؤول “إن معلوماتنا تبين أن سبعة مسلحين قتلوا، حيث تم إخراج جثتين جديدتين من المركبات المحترقة”. وبعد ساعات، أطلق صاروخان على مبنى في هجوم ثان بطائرة من دون طيار وقتل ما لا يقل عن ثلاثة من أعضاء طالبان البنجاب وفق ما ذكره مسؤول أمني آخر.
وقال إن الذين قتلوا في غارة المبنى هم من طالبان البنجاب. ودفع رفض باكستان اتخاذ إجراء ضد جماعة حافظ جول بهادور وشبكة حقاني رغم مطالبة واشنطن بذلك، إلى تكثيف الولايات المتحدة للهجمات بالطائرات من دون طيار.
ويعد هذا ثاني هجوم من نوعه خلال يومين بعدما قتل سبعة أشخاص على الأقل أمس الأول، عندما استهدفت طائرات من دون طيار مبنى في منطقة شاوال بالمقاطعة. وتعارض باكستان هذه الهجمات لأنها تعتبرها انتهاكا لسيادتها.
وقال مسؤول باكستاني فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان “طائرات أميركية من دون طيار أطلقت أربعة صواريخ على مركبتين فيهما متمردون فجر الأحد وقتلت أربعة ناشطين”. وأضاف أن خمس طائرات من دون طيار كانت تحلق فوق المنطقة عند وقوع الهجوم. وأكد مصدر أمني آخر وقوع الغارة وحصيلة القتلى لكنه قال إن هويات القتلى لم تعرف بعد.. لكن مسؤولا آخر في الاستخبارات في ميرانشاه تحدث عن سقوط ستة قتلى.
وهي الضربة الجوية الرابعة التي تشنها طائرة بلا طيار منذ زيارة رئيس الاستخبارات الباكستانية اللفتنانت جنرال ظهير الإسلام لواشنطن مطلع الشهر الجاري.
وتثير الهجمات التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار استياء كبيرا في باكستان التي تقول إن هذه الهجمات تنتهك سيادتها وتثير المشاعر المعادية للولايات المتحدة، إلا أن مسؤولين أميركيين يقولون إن هذه الهجمات مهمة ولا يمكن وقفها. واحتجت وزارة الخارجية الباكستانية بقوة أمس الأول على غارة السبت. وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن باكستان “أكدت على الدوام أن هذه الهجمات تشكل خرقا لسيادة أراضيها”. وتشكل الضربات الهادفة للقضاء على شبكة حقاني القريبة من القاعدة والموجودة في شمال غرب باكستان موضوع خلاف شديد بين إسلام آباد وواشنطن، حيث تطالب الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بتدخل باكستان ضد هذه المجموعة منفذة هجمات دامية في أفغانستان. وتتهم واشنطن شبكة حقاني خصوصا بأنها تقف وراء الهجمات على السفارة الأميركية في كابول في سبتمبر الماضي. ومنذ نهاية 2001 أصبحت باكستان أبرز خطوط جبهة “الحرب على الإرهاب” بعد ان جعل تنظيم القاعدة من مناطقها القبلية الحدودية مع أفغانستان أبرز معقل له في العالم، في حين اتخذت منها طالبان أفغانستان قاعدة خلفية.
عدد اليوم
