السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: ليس المطلوب تجنب حرب أهلية بل وقفها

الإبراهيمي: ليس المطلوب تجنب حرب أهلية بل وقفها
20 أغسطس 2012
اعتبر الموفد الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، أنه لم يعد المطلوب “تجنب” الحرب الأهلية في هذا البلد بل “وقفها”، وذلك في مقابلة مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية. ونفى الإبراهيمي في تصريح لقناة “الجزيرة” الفضائية أمس، أن يكون قد قال إنه من المبكر الحديث عن تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو تصريح دفع المعارضة السورية ممثلة بالمجلس الوطني إلى مطالبته بـ”الاعتذار” عنه. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية نقلاً عن مسؤول في المعارضة السورية أن الاستخبارات البريطانية ساعدت مقاتلي المعارضة السورية في شن هجمات عدة على قوات النظام السوري. في حين أفادت صحيفة “بيلد ام سونتاج” الألمانية أمس، أن جواسيس ألماناً يتمركزون قبالة السواحل السورية وينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد الرئيس بشار الأسد. وقال الإبراهيمي في شقته بباريس أمس، إن “الحرب الأهلية هي الشكل الأكثر رعباً للنزاع، حين يقتل جار جاره وأحياناً شقيقه، إنه أسوأ النزاعات”. وأضاف الدبلوماسي الجزائري “هناك من يقولون إنه يجب تجنب الحرب الأهلية في سوريا، لكنني أعتقد أننا نشهد الحرب الأهلية منذ وقت غير قصير. المطلوب هو وقف الحرب الأهلية وهذا الأمر لن يكون بسيطاً”. وتشهد سوريا منذ مارس 2011 حركة احتجاجية مناهضة للنظام تحولت إلى نزاع مسلح خلف أكثر من 23 ألف قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ورأى الإبراهيمي أن “التغيير في سوريا لا مفر منه، تغيير جدي، تغيير أساسي وليس تجميلياً...ينبغي تلبية تطلعات الشعب السوري”، دون أن يوضح ما إذا كان المطلوب تنحي الأسد. وفي وقت سابق أمس، نفى الإبراهيمي في تصريح لقناة “الجزيرة” أن يكون قد قال إنه من المبكر الحديث عن تنحي الرئيس السوري، وهو تصريح نسب إليه وطالبته المعارضة السورية بسببه بـ”الاعتذار”. وقال الدبلوماسي الجزائري المخضرم، إنه لم يذهب بعد إلى القاهرة، حيث مقر الجامعة العربية ولا إلى نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة، وأن ما صرح به هو أنه “من السابق علي أنا أن أقول أي شيء في ما يتعلق بمضمون القضية، هذا الذي قلته”. وأضاف “أما عن مسألة أن الأسد يتنحى أو لا، لم أقل إن الأسد لم يحن الوقت ليتنحى”. واعتبر أنه إذا كان هناك من اعتذار يجب تقديمه، فيجب الاعتذار له لأنه “كان يمكن أن يتصلوا ويسألوني” في إشارة إلى المجلس الوطني السوري الذي طالبه بالاعتذار معتبراً تصريحه “استهتاراً بحق الشعب السوري في تقرير مصيره”. ووافق الإبراهيمي الجمعة الماضي، على أن يخلف كوفي عنان، الموفد الأممي العربي السابق إلى سوريا، غداة قرار لمجلس الأمن الدولي بإنهاء مهمة مراقبي الأمم المتحدة بهذا البلد. وعلى عكس الإبراهيمي، فقد صرح عنان بأن من الواضح أن على الزعيم السوري “ترك منصبه”. واعتبر المجلس الوطني الذي تأسس في تركيا العام الماضي، الإبراهيمي بأنه يمنح الأسد فيما يبدو وقتاً لمواصلة حملة القمع العسكرية. وتابع المجلس أن هذا التصريح يدل على “استرخاص دم السوريين واستهتار بسيادتهم على بلادهم وحقهم بتقرير مصيرهم”. وقال في بيان “إن منح النظام المجرم مزيداً من الوقت، يعني منحه رخصة بقتل عشرات الألوف الإضافية من السوريين وتدمير ما تبقى من سوريا المنكوبة بحكامها وبمجتمع دولي لا يريد أن يرى حجم مأساتها”. وتابع البيان قائلاً “إن منح بشار الأسد ما يحتاجه من وقت لتدمير أسس الكيان السوري، تصرف ضد الإنسانية وضد السلام والأمن في سوريا وفي المنطقة...نطالب المبعوث الدولي الذي لم يستشر أي سوري لا في أمر تعيينه ولا في طبيعة مهمته، بأن يعتذر لشعبنا عن هذا الموقف المرفوض”. بالتوازي، قالت صنداي تايمز إنها المرة الأولى التي يكشف فيها الدور الخفي للمخابرات البريطانية في الثورة ضد النظام السوري التي اندلعت في مارس 2011. ونقل العدد الأسبوعي للصحيفة أمس، عن مسؤول قوله إن السلطات البريطانية “على علم بالأمر وهي موافقة 100%” على نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية في قبرص عبر تركيا إلى مقاتلي الجيش السوري الحر. وقال مسؤول المعارضة السورية للصحيفة إن “الاستخبارات البريطانية تراقب عن كثب من قبرص ما يجري في سوريا”. وأضاف أن “البريطانيين يعطون معلومات للأتراك والأميركيين ونحن نتلقاها من الأتراك”. وأوضح أن أهم المعلومات حتى الآن تتعلق بتحركات القوات الموالية للرئيس الأسد وهي في اتجاهها إلى المركز التجاري في حلب التي يشرف على قسم منها المتمردون. وأصبحت حلب محوراً أساسياً في النزاع، خصوصاً لقربها من الحدود التركية. وقال المسؤول للصحيفة إن “البريطانيين يراقبون الاتصالات بشأن تحركات الجيش الحكومي ونحن نحصل على المعلومات بشأن التعزيزات المرسلة إلى حلب”. وتابع “ضربنا قوات الحكومة في إدلب وسراقب جنوب غرب حلب بنجاح”. وأوضحت الصحيفة أن مقاتلي الجيش السوري الحر تلقوا معلومات عن وحدتين كبيرتين من القوات الحكومية متوجهة إلى حلب، الأولى من مدينة اللاذقية الساحلية والثانية من العاصمة دمشق. ولم يكشف المقاتلون مصادر معلوماتهم حينذاك. وقال المسؤول نفسه “نصبنا كميناً لقوات ولرتل من أكثر من 40 دبابة في واد قرب سراقب”. وأضاف “فصلنا بينهم ودمرنا عدداً كبيراً منها بهجمات متكررة بقنابل يدوية أطلقت بقاذفات الصواريخ”. ولبريطانيا قاعدتان عسكريتان في قبرص، الأولى في ذيكيليا والثانية في اكروتيري. وأفادت الصحيفة بأن القاعدتين تحصلان على معلوماتهما من المركز الوطني للمراقبة الإلكترونية في شلتنهام غرب إنجلترا. وبالتوازي، كشفت صحيفة بيلد أم سونتاج أمس، أن عناصر من جهاز الاستخبارات الفدرالي الألماني يعملون انطلاقاً من سفن منتشرة قبالة السواحل السورية، مستعينين بتكنولوجيا تسمح لهم بمراقبة حركة القوات العسكرية حتى عمق 600 كلم داخل البلاد. وينقل هؤلاء الجواسيس معلوماتهم إلى ضباط أميركيين وبريطانيين يقومون بدورهم بنقلها إلى مقاتلي المعارضة. ووفق مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، فإن “أي جهاز استخباري غربي لا يملك هذا القدر من المصادر الجيدة في سوريا” مثل الاستخبارات الألمانية. وأبلغ متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية فرانس برس بقوله “صحيح أن سفينة ألمانية تقوم حالياً بعملية في المنطقة ستستغرق أشهراً عدة”، لكنه نفى أن تكون “سفينة تجسس” خلافاً لما أوردته الصحافة الألمانية. وأضاف المتحدث الألماني “نحن لا نقدم تفاصيل عملانية حول المهمة الجارية حالياً”. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن عناصر في الاستخبارات الألمانية ينشطون أيضاً في النزاع السوري انطلاقاً من قاعدة الحلف الأطلسي في مدينة أضنة التركية. وأوضح مسؤول في الاستخبارات الألمانية للصحيفة “يمكننا الافتخار بالمساهمة البارزة التي نقدمها لإسقاط نظام الأسد”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©