الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السوريون والعيد.. عذراً لن نقبل ولن نرسل التهاني

السوريون والعيد.. عذراً لن نقبل ولن نرسل التهاني
20 أغسطس 2012
دمشق (أ ف ب) - امتنع أغلب السوريين عن الاحتفال بعيد الفطر أمس، بسبب الأحداث الدامية التي تعيشها بلادهم منذ 18 شهراً والتي انعكست سلباً على واقعهم الاجتماعي والاقتصادي، فيما فضل بعضهم الاحتفاء بالعيد على طريقته. وأحجمت ربى وهي مهندسة في الـ38 من العمر عن قبول التهاني بهذه المناسبة، وكتبت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “اعتذر من الجميع عن إرسال أو استقبال المباركات بالعيد وأدعو الله أن يرحم جميع شهداء الوطن”. واتخذ الصراع في سوريا منحى أكثر عنفاً مع وصول المعارك الى دمشق ثم إلى حلب، المدينتين الأكثر أهمية في البلاد، وذلك خلال يوليو الماضي الذي كان “الأكثر دموية” في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 2011. وبالنسبة إلى سوريين آخرين، فإن النقاش بينهم يدور حول نمط “الضيافة” الذي سيتبعونه عند قدوم المهنئين بالعيد، فمنهم من أكد أنه لن يشتري الحلوى بينما أكد آخرون انهم سيكتفون بتقديم الشوكولا المرة أو القهوة دون سكر. وتقول زينب وهي عاملة تنظيفات (43 عاماً) “كنت اتوقع خروج ابني من المعتقل قبل العيد، أما وأنه ما زال في الداخل، فأي عيد سأحتفل به”. وتشكو هذه العاملة التي تقطن في مخيم للنازحين من ضيق الحال نظراً لارتباط أجرها اليومي بذهابها إلى العمل والذي حدت الظروف من إمكانيته، وتقول “على كل الأحوال لن يمكنني شراء حاجيات العيد من حلوى وملابس” بسبب ارتفاع أسعارها. وقالت صحيفة “البعث” الحكومية الأسبوع الماضي إن حركة الشراء تراجعت بمقدار 75% مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرة إلى أن حركة الركود التي تشهدها الأسواق أدت إلى تكدس البضائع في المخازن وبكميات كبيرة بسبب ضعف حركة الشراء. ويقول وليد وهو يقف على باب متجره المتخصص ببيع الألبسة النسائية لمراسلة فرانس برس عشية العيد، إن “من يرى هذه الجموع الكبيرة وهي تسير في الشوارع هذا المساء سيقول إن أبواب الرزق فتحت”. ويشير إلى المتاجر المجاورة له في منطقة الجسر الأبيض التجارية ويقول “انظري، فجميعها فارغة”، مضيفاً “أنه ازدحام مجاني” رغم أن أغلب المحال التجارية أعلنت عن تنزيلات للتخفيف من الكساد والتشجيع على الشراء. ويؤكد تاجر آخر في شارع العابد التجاري وسط العاصمة أن “من معه قرش هذه الأيام يفضل الاحتفاظ به للأيام القادمة بدلاً عن شراء الكماليات”، لافتاً إلى أن المشترين يتوجهون إلى البسطات “التي تفترش الأرصفة وتبيع بأسعار زهيدة”. ونظراً للأوضاع الأمنية السائدة في البلاد، اتفقت عدة عائلات على شراء أزهار الآس، التي اعتاد السوريون وضعها على قبور موتاهم بعد زيارتها وتنظيفها في الأعياد، وتكليف شخص واحد بالقيام بهذه المهمة هذا العام، كي لا يثير تجمعهم في المقابر ريبة السلطات. ويقول خالد وهو تاجر (57 عاماً) “لقد طلبت وجيراني من الناطور شراء الزهور والذهاب بدلاً عنا إلى المقبرة لتنظيف المدافن ووضع الزهور عليها خوفاً من إثارة قلق السلطات من تجمعنا كلنا في مكان واحد”. وأضاف “سنقرأ الفاتحة على أرواح موتانا في المنزل”، معرباً عن أمله في أن “الله سيتقبلها منا في ظل هذه الظروف”. وتغيرت مصطلحات العيد وأمنياته وتلونت بألوان المآسي التي تشهدها سوريا. فهذا العام بات العديد من السوريين يستخدمون بالعيد عبارات تنم عن أملهم بعودة الهدوء والسكينة إلى بلدهم، ومنها “إن شاء الله يكون هذا العيد فاتحة للاستقرار والازدهار”، و”نرجو أن يمن الله عليكم بأعياد الأمان والسلام” و”كل عام وأنتم ووطننا بخير”. أما المتهكمون منهم فيلجأون، إلى عبارات ساخرة مثل “ينعاد العيد عليكم بلا حواجز” و”إن شاء الله العيد القادم تنفجر بوشك (بوجهك) قنابل الرزق وتنزل على بيتك صواريخ الهنا والرحمة”، و”يبعتلك سيارة مفخخة بالورد”. ونشر أحد الناشطين على صفحته على فيسبوك صورة تظهر فيها شاشة إحدى القنوات السورية، وهي تبث شريطاً عاجلاً أسفل الشاشة تقول فيه إن “كل ما بثته القنوات المغرضة عن أن الأحد أول أيام عيد الفطر، لا أساس له من الصحة والجهات المختصة ما زالت تلاحق هلال شهر شوال”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©